التدبر واحترام العقل دعوة واضحة في كتاب الله.. أطروحة للشرفاء الحمادي
الكاتب باحث ومفكر، مهتم بالشأن العام العربي والإسلامي، وله العديد من المؤلفات والأبحاث المرموقة
الملخص
الله، عز وجل، دعانا للتدبر وتنمية الفكر والارتقاء به لمجابهة الخرافات والأوهام التي تخالف العقل والمنطق، ودعانا بشكل صريح إلى تدبر آيات الله، عز وجل، قال تعالى (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران 191)، ومع ذلك لم يحرر الناس عقولهم من روايات تواترت عبر قرون، بل قدسوها، مع أنهم يعلمون يقينا أن هؤلاء بشر يخطئون ويصيبون، وإلى التفاصيل..
التفاصيل
التدبر واحترام العقل
لقد أمرنا الله في محكم كتابه بالتدبر واحترام العقل وتنمية الفكر والارتقاء به وتنقيته من الخرافات والأوهام وإحكام المنطق ومرجعية القرآن وما فيها من دلالات تؤكد للناس أن يحرروا عقولهم ولا يرتهنوا لمقولات تواترت عبر القرون ولا يقدسوا أناسا مهما بلغ علمهم فإنهم بشر يخطئون ويصيبون.
قدرات فكرية وظروف اجتماعية
وما صاغته أفهامهم عبر القرون الماضية حسب قدراتهم الفكرية وحسبما أملت عليهم ظروفهم الاجتماعية، وقد وضع الله سبحانه وتعالى قاعدة عظيمة تأمرنا جميعا بأن نستنبط حلولا تتوافق مع كل عصر نابعة من القرآن الكريم، تأسيسا لقوله تعالى في سورة البقرة (134) (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
الاجتهاد والمحاسبة والكسب
ذلك قول فصل وأمر للناس بأن تجتهد كل أمة في كل عصر بما يحقق مصالحها الحياتية فلن نسأل عمن سبقنا، وكل سيحاسب بما كسبت يداه، فلن يشفع لنا من عاش قبلنا، ولن تقينا أفهام وتفاسير من سبقونا، إنما يشفع لنا ما قدمناه لأنفسنا والناس في عصرنا الذي نعيشه وقوله تعالى في سورة آل عمران (191) (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
دعوة للتدبر في خلق الله
إنها دعوة للتفكير حيث يضرب الله لنا مثلا عن الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض، إذ علينا أن نتبعهم في البحث والتدبر لما يتحقق بذلك من نتائج تفيدنا على تأصيل اعتقادنا وتقوية إيماننا وترتــقي بمجتمعاتنا وتضيف للإنسانية عناصر التطور والتنمية لرفعة شأن الإنسان في كل مكان، حيث مرجعيتنا القرآن رحمة وعدل ومحبة وسلام.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب