وليد الرمالي يكتب.. الصين وتايوان صراع مؤجل ولكنه قابل للاشتعال !
يعد الصراع بين الصين وتايوان هو احد اهم مناطق الصراع المعرضة للاشتعال في العالم عقب الصراع الروسي الاوكراني ، ورغم قدم هذا الصراع فهو مرتبط بنشآة الدولة الصينية الحديثة بزعامة ماو تسي تونج وهروب القوميين الصينين وانشاء دولتهم باسم الصين الوطنية التي تغير اسمها فيما بعد الي تايوان .
وبعيدا عن الدخول في تاريخ الصراع بين الصين وتايوان الذي لايتسع له هذا المجال ، فإنه بنظرة بسيطة الي الوضع الحالي نجد ان الصين بدآت تشعر بقوتها في عهد الرئيس الحالي شي جين بينغ فهو تاني اكبر اقتصادية في العالم وثالث اكبر جيش في العالم بقوام اكثر من ٣ مليون جندي واحتياطي قادر علي حمل السلاح يبلغ ٦١٧ مليون جندي وقوة نووية تجاوزت ٣٥٠ رآس نووي بينما يقابلها الجيش التايواني بجيش قوامه ٣٠٠ الف جندي واحتياطي يبلغ مليون و٨٠٠ الف جندي وبلا اي اسلحة نووية
ولكن لنكن منصفين فانه رغم فارق القوة بين الصين وتايوان الا ان الصراع الحقيقي ليس مع تايوان ولكنه بين الصين والولايات المتحدة فقد تعهد الرئيس بايدن وقبله العديد من الرؤساء الامريكيين بالوقوف في وجه الصين ان حاولت غزو تايوان وضمها بالقوة .
كما ان الولايات المتحدة الامريكية تعهدت بامداد تايوان بالسلاح رغم عدم اعترافها بتايوان كدولة مستقلة عن الصين وهو نموذج لازدواجية المعايير التي تتصف بها سياسة الولايات المتحدة عبر التاريخ .
ولكن بنظرة اخري علي الوضع في تايوان نجد ان الحزب الديمقراطي الذي تترآسة رئيسة تايوان المشهور بعداؤه للصين قد سقط سقوطا ذريعا في انتخابات التجديد النصفي مماادي الي استقالة رئيسة تايوان من قيادته وفي المقابل نجح الحزب المعارض في الانتخابات وهو الحزب الذي يري انه يجب اتخاذ نهج اكثر اعتدالا مع الصين .
وهذا ان دل علي شئ فانما يدل علي خوف الغالبية في تايوان من الصدام مع الصين ورئيسها القوي الحالي شي جين بينغ الذي اكد في اكثر من مجال علي انه مصر علي ضم تايوان ولوادي هذا الامر الي استخدام القوة العسكرية .
ولكن يجب ان يكون في علمنا ان الولايات المتحدة ايضا مصرة هي الاخري عن الدفاع عن تايوان عسكريا والوقوف ضد الصين عدوها اللدود الحالي وليس روسيا كمايظن البعض وهو مااكدته مذكرة الامن القومي الامريكية في ٤٨ صفحة من ان الصين هي العدو الحالي .
وقد كانت زيارة بيلوسي رئيسة مجلس النواب الامريكي الي تايوان اكبر استفزاز للصين التي ردت بمناورات عسكرية كبيرة في بحر الصين الجنوبي واختراقات عديدة من طيرانها للمجال الجوي التايواني اكثر من مرة خلال المناورات .
واكد الرئيس الصيني حينها ان الصين مستعدة للتعامل مع تايوان بمبدآ دولة واحدة ونظامان مثلما يحدث في هونج كونج ، ولكن رئيسة تايوان رفضت ذلك واشارت الي القمع الصيني للاحتجاجات في هونج كونج لافتة الي ان النظام الصيني هو نظام قمعي استبدادي لايعترف بالديمقراطية من الاساس .
ختاما فان الايام القادمة ستكشف لنا هل سيندلع الصراع بين الصين وتايوان ومن خلفها الولايات المتحدة ام ستجد المفاوضات طريقا لحلحلة هذا الصراع .
وللحديث بقية مادام في العمر بقية.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب