محمد فتحي الشريف يكتب.. من 2021 إلى 2022
الكاتب رئيس مركز العرب 2030 للدراسات والأبحاث
ملخص 2021
قبل أن نطوي صفحة عام 2021 نقدم لك ملخص 2021، لنبدأ عام 2022 لابد أن نتوقف قليلاً عند بعض الأحداث التي مرت بنا في هذا العام، لنحاول تقديم قراءة تحليلية موضوعية ومختلفة عن تلك الأحداث.
ففي الوطن العربي لم تتغير الأمور كثيرا ولم تحل أي من الأزمات العالقة، ففي ليبيا عادت الأمور كما بدأت، وفشل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس النواب والمفوضية العليا للانتخابات والمجلس الأعلى للقضاء في البلاد في تقديم حلول حقيقية للأزمة العقدية، وتوقفت خارطة الطريق عند النقطة الأهم وهي الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية في ظل مشهد ضبابي غير واضح، وأعتقد أن النقطة الإيجابية الوحيدة في هذا العام هو تعافي الوعي عند الشعب الليبي، عندما أدرك الجميع أن المجتمع الدولي يبحث عن مصالح المهيمنين على قراراته فقط، وأن الشعوب ليست ضمن حساباتهم.
ومن النقاط الإيجابية أيضا في عام 2021 التقارب الأخير بين المشير حفتر وفتحي باشاغا، وهما أبرز الفاعلين في المشهد، كذلك عودة سيف الإسلام معمر القذافي إلى المشهد الشعبي والسياسي ليكون دليلا قاطعا دامغا على أن ما حدث في عام 2011 كان مخططا خارجيا لإسقاط دولة تملك السيادة، وأن شعارات الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية التي انساق وراءها البعض كانت تهدف إلى إسقاط الدولة وتغييب السيادة.
ولذلك أقول إن عودة تأثير القوى الوطنية في المشهد الليبي سببت أزمة كبيرة للمتداخلين في المشهد والذين صنعوا استراتيجيات وخططا أغلفوا فيها عودة القوى الوطنية وتعافي الوعي لدى الشعب، لذلك سيكون دور المجتمع الدولي في فرض حكام جدد أو مساندة عملاء صعبا للغاية، ولذلك أتوقع أن يكون قادم الأيام مختلفا عن سابقها وستعود الحرية إلى ليبيا والسيادة لليبيين مستقبلاً.
على صعيد الدولة المصرية استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يقود طفرة اقتصادية واجتماعية وسياسية غير مسبوقة، فتم في 2021 تدشين عشرات الآلاف من المشروعات الخاصة بالبنية التحتية من طرق وكباري ومرافق، ومشروعات زراعية عملاقة، وتنمية الصعيد بشكل غير مسبوق وتفعيل عشرات المبادرات الاجتماعية مثل حياة كريمة وغيرها، كذلك ذهب بنا إلى الجمهورية الجديدة التي أسس لها قواعد متينة من خلال قرارات قوية تسعى للصالح العام، كما حضرت مصر في المحافل الدولية والإقليمية، وكانت مصر مؤثرة بقوة في الملفات العربية وخاصة فيما يتعلق بدول الجوار ليبيا والسودان، وكذلك القضية الفلسطينية واليمن وسوريا والعراق.
على صعيد دول المغرب العربي، تونس والمغرب، فلقد شهدت تونس قرارات قوية ضد جماعة الإخوان الإرهابية، إذ تم إسقاط برلمان الإخواني راشد الغنوشي، وأيد الشعب قرارات الرئيس قيس سعيد الذي انحاز لهم وأقصى هؤلاء الذين ظهر فسادهم وديكتاتوريتهم في البر والبحر.
وفي المغرب العربي كانت الضربة الأقوى في تاريخ جماعة الإخوان المتأسلمين منذ دخول فكرها الإرهابي إلى المغرب، إذ استطاع الشعب أن يقصيهم بطريقة مذلة في الانتخابات، بعد أن تحصل أنصار الجماعة الإرهابية على أقل من 10% وكانت الخسارة الأبرز لهم.
وفي السودان شهد عام 2021 ترديا للأوضاع السياسية مرة أخرى، واتخذ قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان قرارات بعزل ثم عودة رئيس الحكومة عبدالله حمدوك، بعد اندلاع تظاهرات عارمة لا تزال مستمرة وسط ضبابية المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
وفي العراق أجريت الانتخابات وسط حالة من التشكيك والجمود والرفض من القوى المتصارعة، وفي اليمن لا يزال الشعب يعاني.
ويبقي خطر كورونا يحيط بالجميع، بعد أن شهد الفيروس تحولات عدة في عام 2021، أدت إلى إجراءات صحية في عدة دول وتدهور اقتصادي في دول أخرى وسط تفاؤل بإيجاد علاج نهائي لهذا الفيروس اللعين.
وفي النهاية أقول إن عام 2021 شهد متغيرات كبيرة بعضها إيجابي وأكثرها سلبي، ولذلك أتمنى أن يقف العرب عند أخطاء عام 2021 ليتم معالجتها في عام 2022، ولكي نعود إن بقي لنا في العمر بقية لنكتب في نفس المكان إن شاء الله حصادا مثمرا مختلفا لعام 2022 عن ليبيا وسوريا والسودان والعراق ومصر واليمن وكل الدول العربية، وكل عام والوطن العربي في خير وتقدم ونماء.
بعد ان تناولنا موضوع ملخص 2021 يمكنك قراءة ايضا
عبد الله ميلاد المقري يكتب .. الانتخابات اختيار الشعب الليبي
ماذا حدث في 2021؟ ترامب يغادر والمغرب وتونس يلفظان الإخوان وطالبان على عرش أفغانستان
يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك