تقارير ومنوعات

في ذكرى تولي الإمام الطيب مشيخة الأزهر: إعلام إسرائيلي يشن هجومًا على مصر ومؤسسة الأزهر الشريف

القاهرة- د.  أحمد البدوي سالم- (عضو هيئة التدريس في جامعة الأزهر، زميل كلية الدفاع الوطني، الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية.)

نشر موقع ערוץ 14 -مقالًا منذ ثلاث ساعات تقريبًا- كتبته: إفرات برينر وعنوانه: أكبر مؤسسة إسلامية في مصر ضد الولايات المتحدة. המוסד האסלאמי הגדול ביותר במצרים נגד ארה”ב
ويأتي هذا المقال في الذكرى الخامسة عشرة لتولي فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب مشيخة الأزهر، وللتشويش عن الدور الرائد الذي يبذله الأزهر الشريف منبثقًا من الرؤية المصرية ومن دوره العربي والإسلامي ومواقفه الثابتة في دعم القضية الفلسطينية، ورفضه التام للهجوم الغاشم الذي شنه الكيان ضد الفلسطينيين في غزة.

اقرأ أيضا: فلسطين في أسبوع.. الأنروا تعلق دخول المساعدات عبر كرم أبو سالم وتحذيرات من تهجير الغزيين
وتستهل إفرات برينر مقالها قائلة: “في حين تتلقى مصر مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية، هاجمت إحدى المؤسسات الرائدة في القاهرة الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل. • قال أكاديمي من الأزهر: “لن تتخذ إسرائيل أي خطوة حقيقية لوقف الهجمات طالما أعطتها القوى الدولية الضوء الأخضر لمواصلة القتل”.هاجمت أكاديمية الأزهر، وهي أهم مؤسسة تعليمية للإسلام السني في مصر، الولايات المتحدة قائلة: إن “إسرائيل لن تتخذ أي خطوة حقيقية لوقف الهجوم طالما هناك قوى دولية تعطيها الضوء الأخضر لمواصلة القتل”.


وبحسب إفرات برينر “تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تقدم فيه الولايات المتحدة لمصر مساعدات اقتصادية سنوية تقدر بنحو 2.1 مليار دولار، منها 1.3 مليار دولار مخصصة للمساعدات العسكرية والباقي موجه للمساعدات الاقتصادية، بما في ذلك للحكومة المصرية والمنظمات غير الحكومية. وتشمل المساعدات توريد الأسلحة والمعدات العسكرية، مثل الطائرات المقاتلة والمدفعية والدبابات، فضلاً عن برامج التدريب لضباط القوات المسلحة المصرية ودعم مشاريع التنمية العسكرية، مثل تحديث القوات المسلحة وتحسين البنية التحتية الدفاعية”.
وتؤكد إفرات برينر أنه بعد رفض مصر قبول خطة ترامب لقطاع غزة، بدأت الولايات المتحدة باتخاذ خطوات جديدة للضغط على مصر، من بينها تقليص المساعدات العسكرية، بحسب ما ذكرت قناة “العربي الجديد” القطرية، في الوقت نفسه، ألغى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارته الرسمية إلى البيت الأبيض، وأعلن أنه طالما واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الترويج لخطته لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول أخرى، فلن يزور واشنطن، بحسب ما قالته مصادر أمنية مصرية لرويترز.
إن إفرات برينر في مقالها لم تذكر إلا فقرة واحدة عن الأزهر وهي حقيقة “لن تتخذ إسرائيل أي خطوة حقيقية لوقف الهجمات طالما أعطتها القوى الدولية الضوء الأخضر لمواصلة القتل”. فإن إسرائيل لن تلجأ إلى السلام وإلى حل سلمي طالما أن القوى الدولية تمنحها الضوء الأخضر وتبارك أفعالها الإجرامية ضد الأبرياء العزل في فلسطين، وقد أكد مسؤولون أمريكيون بأ، إسرائيل أخبرتهم بأنها ستجدد الهجوم العسكري ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
ومثل هذه المقالات التي تحرض ضد الدولة المصرية لأنها ضامن رئيس للهدنة بين إسرائيل وغزة، ورفضها التام لتهجير الفلسطينيين، ودعمها القضية الفلسطينية، وتأكيدها على ضرورة حل الدولتين حتى يحل السلام في المنطقة، ومثل هذه المقالات يحض على الكراهية لمصر ومؤسساتها العسكرية والدينية، ويعكس غطرسة الكيان الإسرائيلي وفشله في معالجة قضاياه، كما يعكس الفشل السياسي للحكومة الإسرائيلية في عدم التزامها شنت إسرائيل ضربات جوية واسعة النطاق على أهداف تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد مئات الفلسطينيين وخرق اتفاق الهدنة الذي استمر لمدة شهرين، وذلك بعد أسابيع من الخلافات حول تمديد وقف إطلاق النار.
ووفقاً للسلطات الصحية في غزة فإن الهجوم الغاشم الذي شنه الكيان أمس على القطاع، أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 404 أشخاص وأصيب 526 آخرين خلال الضربات الجوية التي نُفذت فجر الثلاثاء، وهي من أعلى الحصائل اليومية منذ بدء النزاع.


وقد مصر هذا الهجوم الغاشم، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية وقد ورد فيه أن جمهورية مصر العربية تعرب عن إدانتها بأشد العبارات الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قطاع غزة فجر الثلاثاء. وأعربت مصر مجدداً عن رفضها الكامل لكافة الاعتداءات الإسرائيلية الرامية إلى إعادة التوتر للمنطقة، والعمل على إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار.
وطالبت جمهورية مصر العربية، المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، للحيلولة دون إعادة المنطقة لسلسلة متجددة من العنف والعنف المضاد، وتطالب الأطراف بضبط النفس، وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهودها للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، وفقا لبيان وزارة الخارجية.

وأدان الأزهر الشريف بأشد العبارات العدوان الإرهابيَّ الغادر الذي شنَّه الكيان الصهيوني على الأبرياء في غزة، فجر اليوم، وهم نيام في خيامهم، وأسفر عن وقوع أكثر من 400 شهيد، معظمهم من النساء والأطفال ومئات الجرحى، بعد الاتفاق على وقف العدوان أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، وفي مشهد يبرهن على طبيعة هذا الكيان وغدره وخيانته للمواثيق والعهود من أجل إجبار الشعب الفلسطيني على الخروج من أرضه رغم الرفض العالمي المتكرِّر.

ويؤكِّد الأزهر أنَّ هذا الكيان أثبت للعالم كله تجرُّده من كل معاني الإنسانية والمروءة، وأنَّ جرائمه فضحت وجهه الدموي وديدنه المتوارث عبر التاريخ في نقض العهود والمواثيق، وأنَّ كل ما يقوم به هو ممارسة الخداع لالتقاط الأنفاس وارتكاب المزيد من الجرائم والمذابح، وأنَّه لن يخطو خطوة حقيقيَّة في طريق وقف العدوان طالما أنَّ هناك قوًى عالميَّة تدعمه وتصمت عن جرائمه لمنحه الضوء الأخضر للاستمرار في انتهاك المواثيق الدوليَّة الإنسانيَّة والأخلاقية، وتوفِّر له الحماية من المحاسبة على ما يرتكبه من جرائم إبادة جماعيَّة وتطهير عرقي يعجز اللسان عن وصف بشاعتها وقسوتها.

كما يؤكِّد الأزهر أنَّ ما شَهِدَه العالم فجر اليوم هو إرهاب أسود يضاف إلى السجل الإجرامي لهذا الكيان الذي استباح دماء الأبرياء وعرضَهم وأرضَهم وحقوقهم، مشددًا على أنَّ مناصرة المحتل المعتدي وإغماض الأعين عما يقوم به هو ردة حضاريَّة وأخلاقية، ومشاركة فعليَّة فيما يرتكبه من جرائم.
ويطالب الأزهر المجتمع الدولي بتحمُّل مسؤولياته بالتحرك العاجل لوقف آلة القتل الصهيوينة، ومحاكمة مرتكبي الجرائم والمذابح من قادة هذا الكيان المحتل.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى