محمد فتحي الشريف يكتب.. مخطط إخواني ودعوات إرهابية ليبيا
جاء مؤتمر «باريس» حول ليبيا كغيره من المؤتمرات التي عقدت مؤخرا، والذي انتهى ببيان ختامي لم يتضمن أي معالجة أو طرح جديد، مجرد كلام وتأكيدات وتصريحات وترتيبات دون نتائج أو خارطة طريق واضحة حول خروج المرتزقة والتمهيد للانتخابات.
وكانت كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هي الأكثر دقة في معالجة الأزمة الليبية، إذ احتوت على رؤية الدولة المصرية تجاه ليبيا وهي رؤية واضحة معلنة من بداية الأزمة حتى اليوم، تتلخص في: منع التدخلات الأجنبية، وخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من كافة الأراضي الليبية دون شرط، إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدد يوم 24 ديسمبر المقبل.
وعلى الرغم من سعي المجتمع الدولي لمعالجة الأخطاء الكارثية التي وقع فيها في ليبيا بداية من السماح لتدخل الناتو وانتهاء بتمكن المرتزقة والميليشيات والمتطرفين من مفاصل الدولة، نجد سيناريو جديدا تم وضعه بهدف استمرار الأزمة وتعقيد وإفساد المشهد تقوم به جماعة الإخوان بالتعاون مع التنظيم الدولي وحليفهم التركي أردوغان وأتباعه مثل خالد المشري رئيس ما يسمى مجلس الدولة الذي يعد أحد أبرز المعرقلين.
لقد ظهرت فصول سيناريو عرقلة جماعة الإخوان لخارطة الطريق والمسار السياسي منذ مولد حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي، وساعد على ذلك أيضا المجتمع الدولي عندما مكن هذا العضو النافر (مجلس الدولة) من جسد الدولة الليبية في اتفاق الصخيرات الذي وقع بالمغرب عام 2015 وجاء بحكومة فايز السراج السابقة، وعلى الرغم من انتهاء اتفاق الصخيرات بكل الأجسام المنبثقة عنه سواء الحكومة أو الرئاسي بقي هذا العضو النافر في جسد الدولة الليبية ليفسد المسار.
ولذلك ومع بداية تنفيذ خارطة الطريق الأخيرة لإجراء الانتخابات ظهر دور خالد المشري المعرقل من خلال تصريحاته العدائية ضد كل القوى الوطنية، إذ رفض المشري قانون الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أقرها مجلس النواب ووافقت عليها الأمم المتحدة والمفوضية العليا للانتخابات والمجتمع الدولي، إذ أرد المشري أن يفصل قانونا انتخابيا على مقاس جماعة الإخوان الإرهابية بالتعاون والتشاور مع تركيا.
وهنا ظهرت الدعوات غير المسؤولة للمشري والذي طالب فيها الشعب الليبي بالخروج والتظاهر أمام مقر البعثة الأممية ومجلس النواب والحكومة والرئاسي، كما أصدر تعليمات بالتعاون مع تركيا يحس قيها قادة الميليشيات المسلحة برفض القانون والتهديد وإعلان الحرب حال إقراره، بل أرسل رسالة إلى مجلس الأمن يطالبه فيه بالنظر في قانون مجلس النواب، عقب لقاء المشري مع أردوغان يوم الأربعاء الماضي في أنقرة، ناهيك عن التهديد والوعيد الذي تحدث به المشري تجاه المشير حفتر وسيف الإسلام معمر الذي أعلن أمس ترشحه بشكل رسمي فيما قد يعلن المشير حفتر الترشح خلال الأيام المقبلة.
في النهاية أقول إن الصدام قادم لا محالة طالما وجدت جماعة الإخوان ووجد المشري في المشهد، ولن تستقر ليبيا إلا بخروج الإخوان من المشهد وهذا يتوقف على إرادة الشعب الليبي.
بعد ان تناولنا موضوع مخطط إخواني ودعوات إرهابية ليبيا يمكنك قراءة ايضا
ليبيا في أسبوع.. لقاءات رسمية مكثفة.. وتمسك دولي بإجراء الانتخابات.. ورفض إخواني للاستقرار
ويمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك