رأي

محمد جبريل العرفي يكتب.. المقاومة تصنع التاريخ

العدو يستهدف مصر من ثلاث جهات

تصعيد المقاومة لعملياتها وإجبار 2 مليون مستوطن على الاختباء في الملاجئ، دليل على ضعف تأثير الاغتيالات على بنيتها العسكرية والسياسية والتنظيمية، فالاغتيالات ضربة معنوية، لكنها مفيدة لتجديد شباب صفوف القيادة، فكلما اغتيل كادر يظهر جيل آخر أشد بأسًا وتصلبًا.

يتحكم في رد المقاومة أربعة عناصر هي: الحاضنة التي تحافظ عليها، والثاني إقناع الرأي العام الصهيوني باليأس من جدوى الحرب، حكومتكم وعدتكم بالعودة إلى الشمال وحزام غزة، فتهجرتم من حيفا ووسط الكيان، والثالث بألا ينقلب العالم من المظلومية الفلسطينية إلى مظلومية يهودية، وأخيرًا استنزاف العدو، وعدم جر المنطقة إلى حرب شاملة، مع رفع سقف قواعد الاشتباك، لتصل مطارًا بمطار، ميناء بميناء، عمارة بعمارة، قاعدة بقاعدة.

 الاجتياح سيكلف الصهاينة أثمانًا باهظة، فالمقاومة مستعدة، والجبهة الداخلية متماسكة، ولهذا ارتفعت أصوات من الكيان للتسوية مع المقاومة.

ممكن أن يصل جنون الكيان إلى الضرب بالنووي التكتيكي مثلما هدد الوزير (الياهو)، ولا تستبعدوا أن يلوث بالإشعاع نهر النيل أو دجلة أو الفرات أو النهر الصناعي العظيم، لكن لم يتبق داعم للكيان إلا بريطانيا وأمريكا، فالأوروبيون يدركون أن النووي الصهيوني سيستتبع إلقاء بوتين لقنبلة نووية على كييف أو أي عاصمة أوروبية، وخاصة أنه عدَّل العقيدة النووية الروسية لتسمح بضربة نووية إذا تعرضت روسيا أو بيلاروسيا لهجوم بأسلحة تقليدية مصدرها دولة نووية.

كل المؤامرات تستهدف مصر، وهذه عقيدة قديمة فـ”أيزنهاور” قال: “الشرق الأوسط زرافة ومن يريد إمساكها فليمسك رقبتها مصر”، مصر الصخرة الصماء أمام مشروع العدو الذي يستهدفنا جميعًا، ومن لا يعِ ذلك فهو إما عميل أو جاهل أو جبان او نهّاب .

العدو يستهدف مصر من ثلاث جهات.. من الشرق بمحور صلاح الدين وتهجير الفلسطينيين لسيناء، وجنوبًا بقلاقل السودان، وحركوا ومولوا إثيوبيا صهيونيًّا لمواجهة القوات المصرية في الصومال التي تحاول منع تمدد إثيوبيا إلى البحر الأحمر، وغربًا بليبيا من خلال الخطوات المتسارعة من قبل رئاسي المقاتلة للاستيلاء على المصرف المركزي، ولحل مجلس النواب تمهيدًا لرفع الغطاء عن قيادة القوات المسلحة، الصخرة الصماء التي تعرقل تنفيذ مشروعهم للإجهاز على ليبيا، وتحويلها الى شوكة في خاصرة مصر الغربية، ولتصبح قاعدة جسر صهيوني لتهويد شمال افريقيا.. 

سوريا تشكل عمقًا للمقاومة لتمرير الأسلحة والمقاتلين، من الخزان البشري العربي والإسلامي، همت أمريكا بقفل الممرات بين العراق وسوريا ولبنان لمنع تدفق المقاتلين لتحرير فلسطين، لكنها تلقت تهديدات من المقاومة، فاكتفت بإطلاق يد داعش.

الحاجة ملحة لدراسة المشهد بعيدًا عن المصالح الشخصية المؤقتة، فما يجري في المنطقة العربية وأفريقيا وأوكرانيا هي (معارك) ضمن (حرب) بين الشرق بقيادة روسيا والصين والغرب بقيادة أمريكا وبريطانيا.

كل مستعد لفعل أي شيء لحماية مصالحه في أفريقيا والوطن العربي، إذن التمسح بالغرب وطلب معونته يحول بلادنا لساحة حرب أوروبية ثالثة وهذه المرة بأسلحة دمار شامل.

 أول قواعد السياسة لا وجود لصداقات أو عداوات دائمة، بل مصالح دائمة، امريكا تاجر مرابي والرهان عليها خاسر، فقد سحبت أسطولها من مواجهة اليمن، وستنسحب من العراق وقواعدها بالخليج، لأن الصواريخ والمسيرات الإيرانية حولتها من عوامل ردع إلى نقاط ضعف، فلن تقوى أمريكا على حماية عملائها.

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى