ليلة القدر وشهر رمضان ونزول القرآن ..من أطروحات الشرفاء الحمادي
أفكار الشرفاء الحمادي تأتيكم أسبوعيا عبر منصة (مركز العرب ) – في رمضان
الملخص
قال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي إن الله عز وجل قريب من عباده في كل زمان ومكان، وهذا ما جاء في القرآن الكريم في قوله (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، ثم يؤكد أن ليلة القدر هي الليلة التي نزل فيها القرآن، وقد مضت وانقضت منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ولن تعود مرة أخرى، ويطالب الكاتب المسلمين بالاستعداد في هذه الليالي من شهر رمضان بالعودة إلى الله، وفتح صفحة جديدة مع الحي القيوم من خلال التوبة والاستغفار واتباع منهج الله القويم.. فإلى التفاصيل..
التفاصيل
الاحتفال بليلة القدر
من مظاهر المؤامرة على القرآن، وما فعله الفقهاء في عقول المسلمين لكي يهجروا القرآن، أنهم وضعوا في عقيدة المسلمين الاحتفال بليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، علمًا بأن تلك الليلة التي مضت ولن تعود مرة أخرى منذ أربعة عشر قرنًا.
نزول القران حدث عظيم
حيث قضت حكمة الله بتنزيل القرآن على رسوله الكريم فيها حدث عظيم، وخطاب من الله للناس ليبلغه الرسول عليه السلام للناس، ويبين لهم فيه شريعة الله ومنهجه لحياة الإنسان في الدنيا، وتضع له خارطة الطريق لحياة كريمة، يكافأ الإنسان باتباعه للقرآن في الآخرة بجنات النعيم، حيث جعلوا المسلمين يحتفلون بالظرف الزماني، وأهملوا بتذكير الناس بالاحتفال بالحدث العظيم بنزول القرآن.
الرحمة والعدل والإحسان
بحيث يتسابق المسلمون في العشر الأواخر من شهر رمضان بتدارس كتاب الله والتدبر في آياته وإتباع عظاته، وتبيان حكمة تشريعاته وتطبيق منهاجه في سلوك الآداب القرآنيه، في تعامل الناس فيما بينهم بالرحمة والعدل والإحسان، وتحريم العدوان وقتل الإنسان دون وجه حق ودراسة العبر التي أوردها القرآن، ليعلم الناس كيف يعاقب الله الظالمين ويردع الطغيان لتحصين الناس من الإجرام، وما يترتب عليهم من عقاب في الدنيا وعذاب يوم الحساب.
الوهم لن يتحول إلى حقيقة
وليس اهتمام بليلة انقضت ومضت، ولن يكون فيها للإنسان إذا رأى وهمًا، واعتقد بأن الله يستجيب دعاؤه في ليلة ليست معلومة، والوهم استحالة أن يتحول إلى حقيقة، علمًا بأن الله كلف رسوله عليه السلام بأن يبلغ الناس بقوله سبحانه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) (البقرة: 86).
الله قريب من عبادة
فالله سبحانه يعرفنا بكتابه بأنه قريب من عباده في كل لحظة وبابه مفتوح للناس جميعًا، فليدعوه متى يشاؤون في أي زمان ومكان بشرط أن يستجيبوا لما أنزله على رسوله من آيات تدعو الناس لكل ما ينفعهم ويصلح حالهم في الدنيا ولآخرة.
العودة إلى الله
فليستعد الناس في هذه الليالي من رمضان بالعودة إلى الله، وفتح صفحة جيدة مع الحي القيوم بالتوبة والاستغفار والقسم بأنهم سيتبعون شريعة الله ومنهاجه، ويلتزمون بتطبيق تشريعاته وعظاته ويتقون الله، فيما أمر قبل أن يفجأهم الأجل ويوم يبعثون يوم القيامة حين تقوم يصف الله سبحانه ذلك اليوم بقوله: (يَومَ يَأتِ لا تَكَلَّمُ نَفسٌ إِلّا بِإِذنِهِ فَمِنهُم شَقِيٌّ وَسَعيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذينَ شَقوا فَفِي النّارِ لَهُم فيها زَفيرٌ وَشَهيقٌ (106) خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُريدُ (107) وَأَمَّا الَّذينَ سُعِدوا فَفِي الجَنَّةِ خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيرَ مَجذوذٍ(108)) (هود: 105-108)،فعلى الإنسان أن يختار بين طريقين؛ إما طريق الله وإما طريق الشيطان.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب