أحمد عرابي يكتب.. ليبيا وعقبة انتخابات رئاسية وبرلمانية …
تاريخياً شهدت ليبيا العديد من الانتخابات في السنوات الأخيرة، وتم تنظيم أول انتخابات عامة بعد ثورة 17 فبراير والتي أطاحت بالنظام السابق في عام 2011. وتم تنظيم الانتخابات الأولى للمجلس الوطني الانتقالي في عام 2012، وتلتها انتخابات المؤتمر الوطني العام في عام 2014، ومن ثم انتخابات مجلس النواب في عام 2014 أيضًا.
وكان من المقرر أن تجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة في ديسمبر 2021، حسب ما أعلنت السلطات الليبية. وكان الهدف من هذه الانتخابات هو تعزيز الديمقراطية والاستقرار السياسي والاجتماعي في ربوع البلاد، وتشجيع الوحدة الوطنية إلا أن هذا لم يلقى النجاح المرحو منه.
ومع ذلك، فإن هناك تحديات عديدة واجهت عملية الانتخابات في ليبيا، بما في ذلك الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي. كما أنه يوجد تأثير القوى الخارجية والأجندات المتناحرة في البلاد، والتي قد تؤثر على النتائج النهائية للانتخابات. وبالإضافة إلى ذلك، يوجد تحديات في تسجيل الناخبين وضمان سير العملية الانتخابية بشكل سلس وشفاف مما يضمن نزاهة سير العملية الانتخابية في ليبيا.
مع ذلك، فإنه مهم للجميع في ليبيا أن يعملوا سويًا من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، والتي تحقق شرعية الحكومة وتؤدي إلى استقرار سياسي واقتصادي في البلاد.
وتعاني ليبيا من صعوبات كبيرة في إجراء الانتخابات بشكل فعال وشفاف، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة في البلاد وتفشي الفوضى والصراعات الداخلية بين الأطراف المختلفة.
وتتميز الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا بالتعقيد والتحديات الكبيرة التي تواجه عملية الانتخابات، ومن بين هذه التحديات:
1- الانقسامات السياسية والقبلية والعرقية في البلاد، والتي تصعب عملية الوصول إلى توافقات سياسية وتأمين الاستقرار اللازم للإجراءات الانتخابية.
2- عدم الاستقرار الأمني في ليبيا، وارتفاع معدلات الجريمة والعنف والإرهاب، مما يشكل تحدياً كبيراً لإجراء الانتخابات بطريقة آمنة وموثوقة.
3- عدم توفر بنية تحتية قوية لعملية الانتخابات، حيث تفتقر ليبيا إلى العديد من الإمكانيات الضرورية لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، مثل البنية التحتية للاتصالات والتكنولوجيا والتعليم والتدريب.
4- الصعوبات القانونية والتنظيمية التي يواجهها المفوضية العليا للانتخابات عن تنظيم الانتخابات، والتي تتطلب تأمين التمويل اللازم وإدارة العمليات الانتخابية بشكل فعال وموثوق.
5 – التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للبلاد ، والتي تزيد من التعقيدات والصعوبات التي يواجهها الليبيون في إجراء الانتخابات بشكل حر ونزيه.
وعلى الرغم من هذه التحديات الكبيرة، إلا أن الشعب الليبي عازم على إجراء الانتخابات والتمسك بالديمقراطية والاستقرار في البلاد ، غير ان الصراع القائم بين مجلسي النواب والدولة الظاهر في واقعه بالرغم من اتفاقهم ضمنياً ، يأتي هذا الصراع بين المجلسين متركزاً على تمسلك كل منهم برأيه .
ولتحقيق نجاح هذه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، يجب أن تتوفر العديد من الشروط والمتطلبات التي تضمن عملية انتخابية نزيهة وشفافة ومنصفة لكافة الأطراف، وتشمل:
1- وجود بيئة سياسية مستقرة وآمنة، وتوافر الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد، بحيث يتمكن المواطنون من التصويت بحرية وسلامة.
2- وجود إجراءات انتخابية شفافة ومنصفة، وتوفير التسهيلات اللازمة للمواطنين للتسجيل والتصويت والإدلاء بأصواتهم.
3- وجود هيئة انتخابية مستقلة وموثوق بها، تتمتع بالشفافية والشمولية، وتتمكن من إدارة العملية الانتخابية بكفاءة ومهنية عالية.
4- ضمان وجود تغطية إعلامية كافية ومتوازنة للحملات الانتخابية والانتخابات، وتوفير الحرية الصحفية والحرية في التعبير.
5- توفير الحد الأدنى من المساواة في الفرص لجميع المرشحين، بحيث يتمتع الجميع بنفس الفرصة في الترشح والمنافسة.
6- ضمان الشفافية والشمولية في تمويل الحملات الانتخابية، والحد من الفساد والرشوة.
8- وجود إرادة سياسية صادقة من الحكومة والمرشحين لتحقيق الديمقراطية وتعزيز مبادئ الحرية والعدالة والمساواة.
9- تقبل جميع الأطراف في ليبيا لنتائج هذه الانتخابات البرلمانية والرئاسية في البلاد.
إذا تم توفير هذه الشروط والمتطلبات، فإن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا يمكن أن تحقق نجاحًا حقيقيًا، وتسهم في تعزيز الديمقراطية والاستقرار والازدهار في كافة ربوع الوطن.