ليبيا في أسبوع.. البعثة الأممية تندد باشتباكات طرابلس وتحذيرات غربية من وضع البلاد الهش
أهم وأبرز الأخبار في ليبيا تأتيكم كل سبت.. خاص منصة العرب الرقمية
لا يزال الجمود السياسي يسيطر على الأوضاع في ليبيا في ظل تصاعد التوترات بين الأجسام المسلحة في المنطقة الغربية، حيث شهدت الأيام الماضية تحركات واسعة للمجموعات المسلحة والتي تسببت في مقتل 10 أشخاص في طرابلس خلال الأيام الماضية وسط مطالبات بالتحقيق.
بعثة الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية
أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا “أونسميل”، عن قلقها إزاء الاشتباكات التي وقعت أول أمس الخميس بين جماعات مسلحة متنافسة في العاصمة الليبية طرابلس، ودعت كل الأطراف إلى التحلي بضبط النفس وتجنب التصعيد أو الانتقام.
وأدانت البعثة في بيان استخدام العنف لحل النزاعات “حيث إنه يعرض حياة المدنيين لخطر شديد ويقوض الوضع الأمني الهش”، داعية إلى محاسبة المسئولين عن الاشتباكات.
وفي غضون ذلك، أرجعت بعثة “أونسميل” سبب الاضطرابات إلى “الأزمة السياسية المستمرة منذ مدة طويلة وتآكل الشرعة المؤسسية”، مشيرة إلى “احتياج ليبيا إلى منح الأولوية للانتخابات لتشكيل كيانات حكومية شرعية قادرة على توسيع سلطة الدولة وتعزيز سيادة القانون”.
وأفاد شهود عيان، أول أمس الخميس، بوقوع تبادل لإطلاق النار في أجزاء مختلفة من طرابلس وحشد عسكري في الشوارع، وحتى الآن، لم يتم تسجيل إصابات نتيجة للاشتباكات.
يذكر أنه منذ سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي في عام 2011، تعاني ليبيا من حالة من انعدام الأمن والفوضى.
اشتباكات بين مجموعات مسلحة في العاصمة الليبية
اندلعت اشتباكات بين مجموعات مسلحة في طرابلس، في مشهد يتكرر من وقت لآخر بين المجموعات المسلحة المتنافسة في العاصمة الليبية.
ووقعت الاشتباكات بين مجموعات مسلحة على نحو مفاجئ واستمرت لنحو ساعة دون معرفة الأسباب وما إذا أسفرت عن سقوط قتلى. وسُجلت الاشتباكات في مناطق بوسط العاصمة كانت مكتظة بالسكان الذين يحتفلون بعطلة ثاني أيام عيد الفطر.
واندلع تبادل لإطلاق النار خاصة بالأسلحة الثقيلة، بين قوات ما يعرف بـ”الشرطة القضائية” وعناصر “هيئة دعم الاستقرار”.
وبحسب وسائل إعلام محلية، جاءت هذه الاشتباكات عقب اعتقال أحد عناصر جهاز أمن الدولة على حاجز “الشرطة القضائية” والذي قام بدوره باعتقال أعضاء قوة الردع.
وسمع دوي انفجارات في أنحاء طرابلس أعقبها إطلاق نار من أسلحة رشاشة بشكل كثيف.
واضطرت الأسر التي لديها أطفال إلى الفرار من المتنزهات والمقاهي في شرق وجنوب طرابلس، بما في ذلك طريق المطار، وطريق السكة في قلب طرابلس، وشوارع التسوق في جربة والنوفليين.
ودعت خدمة الإسعاف والطوارئ التابعة لوزارة الصحة السكان إلى الابتعاد عن أماكن التوتر.
وظهرت هذه الجماعات المسلحة بعد سقوط معمر القذافي ومقتله في عام 2011 لملء الفراغ الأمني في غياب مؤسسات الدولة المستقرة.
تحذيرات بريطانية من الوضع الأمني «الهش» في ليبيا
ضم تحذير جديد لوزارة الخارجية البريطانية ليبيا كإحدى الوجهات غير المسموح بزيارتها؛ نظرا لـ«خطورة الوضع الأمني المحلي الهش الذي يمكن أن يتدهور بسرعة إلى قتال عنيف واشتباكات دون سابق إنذار».
وجرى إعلان القائمة التي تضم 24 دولة، بما فيها ليبيا، يوم الخميس، قبل الاشتباكات المسلحة في طرابلس، حيث تعدها المملكة المتحدة من وجهات السفر «الخطيرة للغاية».
وأكدت الخارجية البريطانية أن تحذيراتها بشأن السفر إلى ليبيا قائمة باستمرار منذ العام 2014، ونصحت رعاياها بالمغادرة فورا بأي وسيلة عملية، مؤكدة أن «جميع الرحلات من وإلى وداخل ليبيا تقع مسؤوليتها على عاتق المسافر»، على خلفية ما وصفته بـ«الأوضاع الأمنية المحلية الهشة التي يمكن أن تتدهور بسرعة إلى قتال عنيف».
وفي رأي بريطانيا، فإنه قد تندلع أعمال عنف محلية بين الجماعات المسلحة في العاصمة والمنطقة المحيطة بها في وقت قصير دون سابق إنذار، في وقت تواصل فيه القوات الأجنبية والمرتزقة الانتشار في جميع أنحاء البلاد.
منظمات تطالب مالطا بالتوقف عن إرسال المهاجرين قسرا إلى ليبيا
طالبت أكثر من 22 منظمة إغاثة دولية وأكاديميون الحكومة المالطية بالتوقف عن إبعاد المهاجرين غير النظاميين في البحر المتوسط، وإرسالهم بشكل قسري إلى ليبيا، مع الإشارة إلى الانتهاكات التي يتعرض لها هؤلاء داخل مراكز الاحتجاز في ليبيا.
وأعربت المنظمات، في بيان مشترك، عن «بالغ القلق بشأن تقارير تزعم أن السلطات المالطية سمحت بشكل ما لخفر السواحل الليبي بدخول منطقة البحث والإنقاذ التابعة لمالطا بهدف إعادة المهاجرين غير النظاميين إلى ليبيا»، كما أوردت جريدة «تايمز أوف مالطا».
ليبيا بلد غير آمن
وجاء في البيان أن «ليبيا ليست بلدا آمنا، وتظل غير آمنة بسبب الصراع المستمر بالداخل. وما يفاقم الوضع حقيقة أن البلد لا يملك حتى الآن حكومة موحدة قادرة على توفير الأمن والاستقرار».
وأضاف: «الوضع المزري للمهاجرين وطالبي اللجوء المقيمين داخل ليبيا موثق بشكل جيد من قِبل مراقبين وخبراء الأمم المتحدة»، داعيا إلى التحقيق في مزاعم إعادة 83 مهاجرا إلى ليبيا بشكل قسري، في واقعة سجلتها شبكة «هاتف الإنذار» الأسبوع الماضي.
وحذر البيان المشترك من «انتهاكات حقوق الإنسان الأكثر فظاعة التي يشهدها هؤلاء يوميا. المهاجرون وطالبو اللجوء ليسوا آمنين في ليبيا»، داعيا فاليتا إلى التوقف عن إعادة إرسال المهاجرين إلى ليبيا، بما يشمل تقديم تسهيلات لخفر السواحل الليبي.
ومن بين المنظمات الموقعة على البيان: «أديتيوس»، ورابطة العدالة والمساواة والسلام، و«تعليم الباب الأزرق»، والمعهد النقدي، ومؤسسة دافني كاروانا غاليزيا، وجمعية الإنسانيين في مالطا، ومؤسسة معهد باولو فريري، ودعم الضحايا في مالطا، ومؤسسة حقوق المرأة، وغيرها.
إعادة عشرات المهاجرين قسرا إلى ليبيا
يأتي ذلك بينما دانت شبكة «هاتف الإنذار» الدولية ما اعتبرته «عملية خطف طالت 83 مهاجرا غير نظاميا، جرى إبعادهم على يد خفر السواحل الليبي من داخل منطقة البحث والإنقاذ المالطية، ليجرى إعادتهم قسرا إلى ليبيا».
وقالت المنظمة عبر منصة «إكس» الخميس: «بدلا من إنقاذ 83 مهاجرا، ونقلهم إلى ميناء آمن، جرى اعتراض هؤلاء بقوة من قِبل خفر السواحل الليبي، الإثنين، داخل منطقة البحث والإنقاذ التابعة لمالطا».
فشل متكرر في إنقاذ المهاجرين
وخلال السنوات القليلة الماضية، واجهت الحكومة في فاليتا مزاعم متكررة بالفشل في مساعدة المهاجرين بالبحر المتوسط، وتورطها في اتفاق مثير للجدل منذ العام 2020 لإعادة المهاجرين غير النظاميين قسرا إلى ليبيا.
وفي العام 2021، أظهرت لقطات صادمة، التقطتها طائرة مراقبة تابعة لمنظمة «سي ووتش» الدولية، دورية لخفر السواحل الليبي تطلق أعيرة نارية على سفينة مهاجرين، وتحاول الاصطدام بها مرات عدة. وزعمت منظمات البحث والإنقاذ غير الحكومية أن السلطات المالطية والليبية حاولت إعادة 45 طالب لجوء إلى ليبيا عن طريق العنف.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب