الرئيسيةرأي

حسام أبو العلا يكتب.. ليبيا.. أمل يبدد ظلمة اليأس

الكاتب صحافي وأديب مصري.. خاص لمنصة «العرب 2030 » الرقمية

جاء ترشح قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر لخوض انتخابات الرئاسة في ليبيا المقررة في 24 ديسمبر المقبل ليعيد الأمل بعودة الاستقرار إلى الشقيقة ليبيا خصوصا أنه شخصية وطنية بامتياز ، تخرج من المؤسسة العسكرية التي تنجب أبطالا .. لا يعرفون إلا الوفاء بالوعود ، والدفاع عن الوطن حتى آخر قطر دماء والنفس الأخير في العمر .

المشير حفتر أكد في تصريحاته بعد إعلان ترشحه مباشرة لمنصب الرئيس – والذي يستحقه بجدارة – أنه لا يسعى للسلطة ولكن هدفه عودة ليبيا إلى الازدهار والرخاء وطي صفحة مرحلة الفوضى ، وحفتر دون شك صادق في حديثه إذ أنه منذ قيادة معركة عملية الكرامة في مايو 2014 وكان هدفه والشرفاء من أبناء الشعب الليبي التصدي للميليشيات والمرتزقة والعناصر الأجنبية التي دنست أرض ليبيا عن طريق مؤامرات خارجية نسجتها جماعة الإخوان الإرهابية بالتعاون مع دول أجنبية بهدف إسقاط ليبيا في فخ الفوضى والخراب من أجل تقسيمها ثم نهب خيراتها ، كما أن المشير حفتر بعد اقتراب الجيش الوطني من دخول العاصمة طرابلس رفض إراقة قطرة دماء واحدة لأي مواطن ليبي وهو ما يؤكد أنه لم يسع إلا للحفاظ على أمن بلاده .
كافة التقارير تشير إلى أن حفتر هو الأوفر حظا للفوز بالرئاسة في الانتخابات الليبية وهو بالطبع لا يروق لجماعة الإخوان الإرهابية والموالين لها من العملاء والخونة الذين يقاتلون بقوة لإبقاء ليبيا في هذه الحالة من الوضع السياسي الممزق والحالة الرخوة من الظروف الأمنية غير المستقرة لذا يجب على كافة الدول العربية وكل من يريد الخير لليبيا دعم المشير حفتر في خطواته للم الشمل وإعادة وحدة الصف والتئام جميع الليبيين ، والتركيز على استعادة الأمن والاستقرار ، والتخلي عن تحقيق مكاسب شخصية في مرحلة مفصلية في تاريخ ليبيا تحتاج إلى وعي النخبة من السياسيين والمثقفين إضافة إلى استنهاض حماس الشعب الليبي للدفاع عن حقه الدستوري في اختيار من يمثله والذهاب بكثافة إلى الانتخابات لإفساد مخططات الإخوان بالسيطرة على البرلمان والقفز إلى منصب الرئيس .

واظن أن الفرصة مواتية للأشقاء الليبيين في لفظ كل من يسعى للتدخل في شؤون بلادهم واختيار شخصية وطنية مثل المشير حفتر لمنصب الرئاسة ، أيضا اختيار برلمان جديد يقصي تماما العناصر الإخوانية المجرمة لتفادي تكرار تجربة تونس عندما استغل الإخواني راشد الغنوشي مؤسس حركة النهضة الإخوانية منصبه في رئاسة برلمان تونس لأخونة البلاد والتحكم في مفاصل الدولة .

يجب على الأشقاء في ليبيا أن يفوتوا الفرصة على كل من يسعى لتكريس التقسيم بين الشرق والغرب ، المرحلة الراهنة تحتاج إلى وعي وإدراك وإعادة تقييم الفترة السابقة التي أدت إلى إنقسامات وتدخلات خارجية أسفرت في النهاية عن مشهد سياسي مرتبك وخلافات عميقة وصراعات تغذيها جماعة الإخوان الإرهابية ومن يؤيدها من أصحاب المصالح والمنافع الذين فقط يخططون لسرقة أموال وخيرات الشعب الليبي .

هناك مسؤولية تاريخية على عاتق السياسيين وشيوخ القبائل بتنبيه الشعب الليبي بخطورة ما يحاك ضدهم من فتن ومؤامرات تسعى لإسقاط بلادهم في الأزمات المستمرة حتى لا يتنفسوا عبير الرخاء والتنمية والعودة إلى الاستقرار .
ليبيا الجديدة يجب أن تكون بلا إخوان ولا تيارات محسوبة على ما يسمى “الإسلام السياسي” إذ كشفت كافة المواقف الأخيرة أن الإرهاب خرج من عباءة الإخوان ، والجماعات والتنظيمات المتطرفة استقت أفكارها وأسست عقيدتها من النهج الإخواني الإرهابي الذي يحرض على العنف والدم .

هنا يحب الإشادة بالدور المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي منذ اللحظة الأولى لتوليه مسؤولية حكم مصر وهو يضع الأزمة الليبية في مقدمة اهتماماته نظرا للعمق الاستراتيجي وموقع ليبيا المهم لمصر ولقطع الطريق أمام الإخوان والدول التي تمولهم في محاولة تقسيم ليبيا ووقف نزيف الحرب الذي أهدر الملايين من ثروات الشعب الليبي وأدخل البلاد في دوامة العنف والخراب ، إضافة إلى أن ليبيا دولة جارة شقيقة ويرتبط المصريون والليبيون بعلاقات مصاهرة تمتد لمئات السنين ما يعني أن الدم “المصري والليبي” واحد وهو ما ظهر بقوة في الأزمة الليبية إذ كانت ومازالت مصر هي الدعم والسند للأشقاء الليبيين حتى تستقر أحوالهم ويعود الأمن والاستقرار إلى بلادهم .

يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اقرأ أيضا:

محمد فتحي الشريف يكتب.. مخطط إخواني ودعوات إرهابية

ليبيا في أسبوع.. لقاءات رسمية مكثفة.. وتمسك دولي بإجراء الانتخابات.. ورفض إخواني للاستقرار

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى