رأي

عماد اليماني يكتب.. فلسفة الحج وفق منهج الله

الكاتب هو العميد عماد اليماني الأمين العام لمركز العرب للأبحاث والدراسات

لبيك اللهم

في مشهد يستوي فيه كل الخلائق، لا فرق بين غني وفقير، لا فرق بين حاكم ومحكوم، لا فرق بين قوي وضعيف، ولا فرق بين أبيض وأسود، الكل سواسية، لباس واحد ونداء واحد في مكان واحد، مناسك واحدة، يدعون ربا واحدا على نهج رسول واحد، وفق منهج وكتاب واحد وهو القرآن الكريم، إنها قمة التكاتف والألفة، إنها قمة العبودية لله عز وجل.

أجواء روحانية

تركوا أولادهم وأموالهم وديارهم، تركوا كل متاع الدنيا، وجاءوا لربهم في مشهد مهيب وأجواء روحانية تحفهم الرحمة ويسود بينهم السلام وترتفع من قلوبهم الضغائن والأحقاد، يتلمسون رحمة الله ويرجون مغفرته، تركوا الدنيا خلف ظهورهم بكل ما فيها من نعيم ومتاع، أتوا من كل فج عميق لا يريدون سوى الله عز وجل.

البحث عن الرحمة

جاءوا يبحثون عن رحمة الله ومغفرته، لا تفرقهم الأجناس ولا اللغة، نداؤهم واحد بلغة واحدة (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ)، إقرار بالوحدانية والبراءة من الشرك بكل صوره وإشكاله، فالحمد لله والنعمة من الله والملك كله لله، هو الملك القدوس السلام، الذي لا يعبد سواه.

الاعتراف بالوحدانية

إن كلمات التلبية صورة دقيقة للاعتراف بوحدانية الله ونعمه على العبد وخلع كل ما دونه، فهو الأحق بالعبادة والوحدانية، تلك الكلمات تؤكد تمام العقيدة وكمال الإيمان.

الأحساب والأنساب

عندما يعلو الصوت اعترافا بوحدانية الله عز وجل ونعمه، عندما ترطب الألسنة بالذكر والشكر والعرفان والاعتراف بكل فضل الله، عندما تتعلق القلوب بخالقها وتختفي المناصب والمكاسب وتنتهي الأحساب والأنساب ويبقى فقط التعلق برضا الله وعفوه وكرمه فأنت أمام مشهد مهيب، يطهر القلوب ويؤكد فلسفة شعيرة الحج.

قمة العبودية

هنا يصل العبد إلى قمة العبودية، فعندما يقول لبيك، فهو إقرار بأن الله يسمع سمعا يليق بجلاله وعظمته، فهو يسمع نداءهم وكلامهم وتضرعهم ونجواهم وسرهم.

فالحج فريضة وشريعة مقدسة، لها فلسفة وحكمة، وهي أن الناس سواسية، وأن الله عز وجل واحد، وأن القرآن واحد، وأن الرسول واحد، وأن المنهج الإلهي واحد.

وحدة الصف

وفي النهاية أقول كل عام والأمة الإسلامية بخير وصحة وعافية، اللهم يا رب العالمين وحد صفوف المسلمين، واجمعهم على كلمة سواء، ونقهم من الخلاف والشقاق، وأنعم عليهم بالأمن والأمان.. تهنئة خاصة للأمة العربية والشعب المصري قيادة وشعبا.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

 

 

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى