فلسطين في أسبوع.. احتفالات الحرية تعم الضفة وغزة.. وحلم “الدولة” يلوح في الأفق
أهم الأخبار في فلسطين.. خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل إثنين
القدس_ ثائر نوفل أبوعطيوي
تمثل فلسطين أحد أهم القضايا العربية، التي لا تغيب عن الشارع العربي، مهما تسارعت الأحداث في أي من الأقطار العربية، لما لهذا البلد من خصوصية مميزة لدى الشعوب العربية والإسلامية، وكذلك الحكومات، لذا يحرص الكثيرون على متابعة الأخبار الفلسطينية بشكل يومي، وهو ما نقدمه في السطور التالية كوجبة إخبارية شاملة لأهم أحداث الأيام الماضية في فلسطين.
استقبال الأسرى المفرج عنهم بالدموع والأحضان والألعاب النارية
سطعت أضواء الألعاب النارية وتوهجت شاشات الهواتف الجوالة لتخترق ظلام ليل بيتونيا، فيما تجمعت حشود في الضفة الغربية لاستقبال الأسرى والأسيرات من الفتيان والنساء الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية الجمعة. وحمل المشاركون في الاحتفال عددا من المفرج عنهم على أكتافهم، فيما لوّح آخرون بالأعلام الفلسطينية ورايات حركتي حماس وفتح.
احتضن الأقارب والأصدقاء الأسرى المحررين الذين التحفوا بالكوفيات الفلسطينية، فيما بكى كثر وظهر عليهم تأثر غامر، وسط هتافات وطنية وإطلاق ألعاب نارية. ووصل 39 سجينا فلسطينيا إلى منازلهم بعد إطلاق سراحهم بموجب اتفاق هدنة لأربعة أيام بين إسرائيل وحركة حماس التي أفرجت بدورها عن 13 امرأة وطفلا من الرهائن الذين احتجزتهم خلال هجومها على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
احتفالات في نابلس
في مخيم بلاطة بنابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ابتهجت الحشود لتحرير الأسرى. وقال أحد الخطباء عبر مكبر الصوت “لا أحد ينسى إخواننا الذين يقاومون ويصمدون في غزة وفي جنين”.
وشهدت مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة في التاسع من تشرين نوفمبر مقتل 14 فلسطينيا، وهو اليوم الأكثر دموية منذ عام 2005 على الأقل، وفق الأمم المتحدة التي تسجل عمليات القتل في المنطقة منذ ذلك التاريخ.
القدس الشرقية تبتهج
على بعد بضعة كيلومترات من الضفة الغربية، عاشت القدس الشرقية أمسية مختلفة حيث جرى التعبير عن الفرح بهدوء تحت أنظار الشرطة الإسرائيلية.
وقد تحدث البعض لوكالة فرانس برس مثل فاتنة سلمان التي قالت “الشرطة موجودة في منزلنا وتمنع الناس من القدوم لرؤيتنا لأن أي احتفال بشأن الأسرى المحررين ممنوع في القدس”. واعتقلت ابنتها ملك (23 عاما) فبراير 2016 وهي في طريقها إلى المدرسة قبل سبع سنوات بتهمة محاولتها طعن شرطي في القدس. ولم يكن مقررا إطلاق سراح ملك قبل عام 2025، لكنها ستنام هذا المساء في منزلها في حي بيت صفافا.
وأضافت الأم “أحضرتها الشرطة إلى بيتنا في سيارة، الشرطة تجلس في بيتي وتمنع الناس من السلام عليها، هي متعبة وجائعة لم تأكل منذ يوم أمس”.
لكنها أضافت “لا تسعني الفرحة بوجودها، أنا سعيدة جدا، قمت بتحضير الأكل لها وسأقدمه لها”.
أما مرح باكير البالغة 24 عاما والتي قبعت في السجن ثمانية أعوام، فقالت “أنا سعيدة، لكن تحريري جاء على حساب دماء الشهداء”. وأضافت “الحرية رائعة بعيدا عن جدران السجن الأربعة… لم أكن أعرف أي شيء عن أهلي، كانت إدارة السجن تتفنن بالعقوبات علينا”.
وتابعت مرح “قضيت نهاية طفولتي ومراهقتي في السجن، بعيداً عن والديّ وعن حضنهما، ولكن هكذا هو الحال مع دولة تضطهدنا ولا تترك أحداً منا بخير”.
إسراء جعابيص أسطورة الصمود الفلسطينية
حتى آخر لحظة، ظلت القوات الإسرائيلية تنغص على الأسيرة إسراء جعابيص، التي تصدرت حكايتها عناوين الأخبار وشبكات التواصل في صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس.
بعد أعوام من الشقاء عانقت إسراء التي تبلغ من العمر 38 عاماً، ابنها معتصم، البالغ من العمر الآن 15 عاماً، والذي تركته عندما كان عمره ثماني سنوات فقط، وعلّقت جعابيص في لقاء تلفزيوني على هذه اللحظة “بس كان عندي حب فضول أعرف شو ريحته”.
سبع سنوات، انتظر فيها الطفل معتصم والدته إسراء جعابيص من القدس والمحكومة لمدة 11 سنة في السجون الإسرائيلية، قضت منها ثماني سنوات وأفرج عنها مساء السبت، بصفقة تبادل بين حماس وإسرائيل.
اتُهمت جعابيص بمحاولة قتل جندي إسرائيلي، بعد انفجار أسطوانة غاز كانت تحملها في مركبتها قرب حاجز عسكري في أكتوبر 2015.
وفي اللحظات الأولى للإفراج عنها قالت جعابيص في مقابلة تلفزيونية إنها تخجل أن تفرح بخروجها من السجن “وفلسطين جريحة”، وأشارت جعابيص إلى أنها تعرضت وزميلاتها للتنكيل والضرب في السجن، كما دعت إلى الإفراج عن جميع زميلاتها قائلةً إن فتيات فلسطينيات صغيرات السن “تعرضن لممارسات لا توصف” في السجون الإسرائيلية.
تلفت بتول إلى أنهم لم يتمكنوا من زيارة إسراء منذ منتصف شهر سبتمبر من العام الحالي، وتقول إن ابنها الوحيد بانتظارها.
تشير إحصائيات جمعية نادي الأسير الفلسطيني إلى أن هناك ما لا يقل عن 62 امرأة فلسطينية معتقلة في سجن دامون الإسرائيلي، وتعتبر إسراء واحدة من أقدم المعتقلات فيه.
في السابع من أكتوبر الماضي شنت حركة حماس هجوماً على الجانب الإسرائيلي، وأخذت نحو 200 رهينة، ويقول الجيش الإسرائيلي إن هناك نحو 1200 قتيلاً من جانبهم.
وبعد قصف إسرائيلي مكثف على قطاع غزة المحاصر، تسبب بقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، توصل الجانبان لهدنة مدتها 4 أيام يتسلم فيها الجانب الإسرائيلي 50 من رهائنه، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
حلم الدولة كاملة السيادة يلوح في الأفق
ومع تجدد الأزمة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي بدأت أصوات عالمية ومحلية تطالب بضرورة العودة لحل الدولتين على حدود العام 1967، وهو ما دفع عدد كبير من الدول العربية والأوروبية والإفريقية لإبداء الاستعداد بالاعتراف بدول فلسطين المستقلة، كما طرح ساسة وزعماء آخرورن حلول جديدة لضمان إقامة دولة فلسطين، وإنهاء الأزمة المشتعلة في المنطقة منذ العام 1948.
ومن جهته قال مسؤول مصري إن طرح الرئيس، عبد الفتاح السيسي، بشأن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين تتم دراسته في عواصم مهمة حول العالم.
وأكد ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، في مقابلة مع “صدى البلد” أنه “طرح جديد لا يلغي حل الدولتين”.
ونفى المسؤول المصري إقامة لمؤتمر من أجل إعلان إقامة الدولة الفلسطينية، بل يتم “الاعتراف بالدولة الفلسطينية ثم يعقد المؤتمر الدولي للتشاور حول القضايا المعلقة وقضايا الحل النهائي في أوسلو”.
واستطرد: “تجري دراسة الأمر بعمق في العديد من دوائر صنع القرار حول العالم، والأيام المقبلة تشهد تطورات مهمة من مصر في تطوير الفكرة والاستجابة لها والدخول إلى حيز التنفيذ عالميًا”.
والجمعة، اقترح الرئيس المصري إمكانية أن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية “منزوعة السلاح مع تواجد قوات أمن دولية مؤقتة لتحقيق الأمن لها ولإسرائيل”، مؤكدا أن “إحياء مسار حل الدولتين فكرة استنفدت”.
مقترح بإنشاء دولة منزوعة السلاح
وقال السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك بالقاهرة مع رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانتشيث، ورئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو: “قلنا إننا مستعدون أن تكون هذه الدولة منزوعة السلاح وأيضا هناك ضمانات بقوات سواء هذه القوات من الناتو (حلف شمال الأطلسي) أو قوات من الأمم المتحدة أو قوات عربية أو أميركية مثل ما تروه مناسبا، حتى نحقق الأمن لكلتا الدولتين، الدولة الفلسطينية الوليدة والدولة الإسرائيلية”.
وأضاف السيسي أن الحل السياسي الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ما زال بعيد المنال.
وأكد الرئيس المصري أن “إحياء مسار حل الدولتين فكرة استنفدت وقد لا يكون هو الأمر المطلوب”.
وأضاف “لا بد (من) التحرك بشكل مختلف وهو الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإدخالها الأمم المتحدة… هذا يعطي جدية”.
وأتى حديث السيسي في اليوم الذي بدأ فيه سريان هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة ستترافق مع الإفراج عن رهائن محتجزين لدى حماس وفصائل فلسطينية أخرى مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وتوسطت مصر في الهدنة بين إسرائيل وحماس، وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة، سيتم الإفراج عنها ضمن صفقة التبادل، غدًا الأحد.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب