عماد اليماني يكتب.. الدور المصري في غزة: دعم واستقرار في ظل الأزمات

تلعب مصر دورًا محوريًا في القضية الفلسطينية عمومًا، وقطاع غزة خصوصًا، بحكم موقعها الجغرافي وتاريخها السياسي العريق. وقد تعزز هذا الدور عبر العقود الماضية من خلال الوساطة الدبلوماسية، والمساعدات الإنسانية، والجهود الأمنية، بهدف تحقيق الاستقرار في القطاع ودعم الشعب الفلسطيني.
أولًا: الوساطة المصرية في النزاعات
تُعدُّ مصر الوسيط الرئيسي بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، حيث عملت مرارًا على وقف التصعيد العسكري بين الجانبين. فمنذ سيطرة حركة “حماس” على قطاع غزة في 2007، لعبت القاهرة دورًا أساسيًا في التوصل إلى تهدئات ووقف إطلاق النار، خصوصاً خلال الحروب التي اندلعت بين غزة وإسرائيل في 2008، و2012، و2014، وآخرها في 2021 و2023. وتقوم مصر بإجراء مفاوضات مباشرة وغير مباشرة بين الأطراف المتصارعة، بهدف تقليل الخسائر البشرية وتخفيف المعاناة عن سكان القطاع.
ثانيًا: الدعم الإنساني وإعادة الإعمار
تدرك مصر أهمية تحسين الأوضاع المعيشية في غزة، لذا تقدم مساعدات إنسانية منتظمة، تشمل إرسال قوافل طبية وغذائية، إضافة إلى دعم المستشفيات الفلسطينية عبر استقبال الجرحى في المستشفيات المصرية، خصوصًا خلال فترات التصعيد العسكري. كما أسهمت القاهرة في مشروعات إعادة الإعمار، من خلال إنشاء وحدات سكنية وبنية تحتية حديثة في القطاع، فضلًا عن تقديم تسهيلات للمعابر من أجل إدخال المساعدات والمواد الأساسية.
ثالثًا: معبر رفح ودوره في التخفيف من الحصار
يُعد معبر رفح الحدودي الشريان الرئيسي الذي يربط غزة بالعالم الخارجي عبر مصر. ورغم القيود الأمنية التي تُفرض أحيانًا بسبب الأوضاع الأمنية في سيناء، فإن مصر تعمل على إبقاء المعبر مفتوحًا قدر الإمكان، خصوصًا للحالات الإنسانية والمرضى والطلاب.
رابعًا: الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية
تحاول القاهرة إنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي “فتح” و”حماس”، عبر استضافة جولات حوار بين الفصائل في محاولة لتوحيد الصف الفلسطيني. وتعتبر مصر أن تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية أمر ضروري لتعزيز موقف الفلسطينيين سياسيًا ودبلوماسيًا على الساحة الدولية.
خامسًا: البعد الأمني والسياسي
تحرص مصر على ضمان استقرار حدودها مع غزة، وتسعى لمنع تهريب الأسلحة والممنوعات عبر الحدود، كما تعمل على مواجهة أي تهديدات إرهابية قد تنطلق من القطاع. وفي الوقت نفسه، تدعم مصر القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، مؤكدة حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
خاتمة
يظل الدور المصري في غزة أساسيًا ومحوريًا في تحقيق التوازن والاستقرار، حيث يجمع بين الدبلوماسية الفعالة والدعم الإنساني والتنسيق الأمني، مما يؤكد التزام القاهرة بدورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية والسعي نحو حل عادل وشامل للصراع.