تقارير ومنوعات

عادات وتقاليد المجتمع السوري في رمضان

كتب: علي فوزي

يُعد شهر رمضان من أهم الأشهر في المجتمع السوري، حيث يتميز بعادات وتقاليد متوارثة تعكس روح التضامن والتلاحم الاجتماعي. يجتمع السوريون خلال هذا الشهر على موائد الإفطار والسحور، وتنتشر أجواء الفرح والتقوى في جميع المدن والقرى.

التحضيرات لشهر رمضان

قبل حلول شهر رمضان، يبدأ السوريون بتحضير منازلهم وشراء المواد الغذائية الأساسية مثل التمر، والقطايف، واللحوم، والخضراوات.

اقرأ أيضا: جدل حول رسوم التأشيرات الجديدة في سوريا.. تنظيم اقتصادي أم عبء على الزوار؟

كما تكثر الأسواق الرمضانية التي تعرض الزينة والفوانيس التي تُعلق في البيوت والشوارع لإضفاء أجواء خاصة.

 

الإفطار والتقاليد الغذائية

تبدأ مائدة الإفطار عادة بالتمر والماء أو شراب التمر الهندي، وقمر الدين، والجلاب، ثم يتبعها الحساء مثل “الشوربة العدسية” أو “شوربة الفريكة”. ومن الأطباق الرئيسية المشهورة في سوريا خلال رمضان:

الكبب بأشكالها المختلفة مثل الكبة المقلية والمشوية.

الشاكرية (اللبن المطبوخ مع اللحم).

اليبرق (ورق العنب المحشو بالأرز واللحم).

الفتوش والتبولة كأطباق مقبلات شهيرة.

المعروك وهو خبز محلى يُستهلك بكثرة في رمضان.

أما الحلويات، فتمثل جزءًا أساسيًا من المائدة الرمضانية، حيث تشتهر سوريا بالكنافة، والقطايف، وحلاوة الجبن، والعوامة.

 

صلاة التراويح والأجواء الروحانية

بعد الإفطار، يتوجه السوريون إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين، وتُلقى الدروس الدينية والمواعظ.

كما تنتشر الحلقات القرآنية في المساجد، ويتزايد الإقبال على أعمال الخير والتبرعات.

 

السحور ومدفع الإمساك

يحرص السوريون على تناول وجبة السحور التي غالبًا ما تتكون من الفول، واللبنة، والبيض، والزيتون، بالإضافة إلى الشاي أو الحليب.

كما كان “المسحراتي” يجوب الأحياء ليوقظ الناس بقرع الطبل وإنشاد الأدعية، وهي عادة لا تزال قائمة في بعض المناطق.

 

التكافل الاجتماعي والعادات الخيرية

يبرز خلال رمضان الجانب الإنساني في المجتمع السوري، حيث تنتشر موائد الرحمن التي تقدم الطعام للصائمين المحتاجين، كما يتم توزيع المساعدات المالية والمواد الغذائية على العائلات الفقيرة.

 

العيد والاستعداد له

مع اقتراب نهاية رمضان، تبدأ التحضيرات لعيد الفطر، حيث يتم تجهيز حلويات العيد مثل المعمول والغريبة، وشراء الملابس الجديدة للأطفال، وتبادل الزيارات العائلية التي تعزز صلة الرحم.

في النهاية يظل شهر رمضان في سوريا مناسبة روحانية واجتماعية تعكس أصالة المجتمع السوري وتماسكه، حيث يجمع بين العبادة والتقوى من جهة، والعادات والتقاليد العريقة التي تتوارثها الأجيال من جهة أخرى.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى