محمد طلعت يكتب.. زيارة ” مودى ” .. والسياسة الخارجية المصرية
أن نهج الدولة المصرية هو التوازن والتعاون فى علاقاتها مع الدول كافة وتحقيق الاستفادة للمواطن ، من خلال نهج جديد في سياسة الدولة المصرية وضعها فى مصاف الدول الموثوقة على المستوى العالمى .
ودخلت السياسة الخارجية المصرية مرحلة جديدة وتاريخية أكثر إشراقاً منذ عام ٢٠١٤. وقد تمثلت السياسة المصرية في السنوات الاخيرة في تبنى عدد من الأهداف والدوائر الحيوية، فبالإضافة إلى استمرارية الأهداف التقليدية للسياسة الخارجية المصرية، يمكن القول إن المرحلة تضمنت عدة أهداف يوجد بينها قدر من الترابط والتعاون بينها وبين العديد من دول المنطقة والعالم، وأصبح لها أولوية في رؤية الدولة المصرية وتوجهاتها وعلاقاتها الخارجية.
كما أن النشاط المكثف الذي قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي، على صعيد السياسة الخارجية وعلاقات مصر الدولية ، قد أثمر تعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية، وساهم في تحقيق المصالح الوطنية للدولة في المجالات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، كما ساهم في تحقيق متطلبات الأمن القومي المصري وتعزيز القدرات المصرية في كل المجالات، وتوفير الدعم الخارجي والتعاون الدولي مع جهود التنمية الشاملة التي تشهدها مصر حالياً وساهم فى استعادة مصر مكانتها ودورها المحوري لمصلحة شعبها والمنطقة والعالم
وشهدت السياسة الخارجية المصرية تحركًا نشطًا في دوائر جديدة وفتح ملفات عديدة وحيوية، ومنها التوجه شرقاً ناحية آسيا، و شرق المتوسط، وقد اتضح أهمية هذا الملف الحيوي وضرورة التوجه نحو آسيا في العديد من زيارات الرئيس لدول القارة، ومنها الهند، واليابان، والصين، وسنغافورة، وغيرها، وقد عكس هذا التوجه الآسيوي قناعة مهمة أن القارة الصفراء هي قارة المستقبل، ليس فقط لأنها أكبر قارة في العالم وأكثرها سكاناً، ولكن أيضاً لأن ميزان القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية في طريقه للانتقال لهذه القارة، حيث أصبحت ساحة لتحولات استراتيجية كبرى، وتشهد انتقال موازين القوى من الغرب إلى الشرق، من منطقة المحيط الأطلنطي إلى آسيا ومنطقة المحيط الهادئ، ويتم على أرضها تحول العالم من حالة القطبية الأحادية إلى نظام دولي جديد يقوم على تعدد الأقطاب، أطرافه هي الهند وروسيا والصين، بالإضافة للولايات المتحدة الأمريكية، وقامت مصر بدعم علاقتها مع العديد من الدول الآسيوية، وانضمت إلى مبادرة حزام واحد طريق واحد،، كما شاركت مصر أيضا في تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وطلبت مصر الانضمام رسميا لتجمع البريكس .
وبالتالى مكاسب متعددة ستكون حاضرة خلال زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، إلى القاهرة ويمكن وصف هذه الزيارة التى تأتى وسط ترحيب رسمى وشعبى كبير بـ”التاريخية”، حيث أنها قد تكون نقطة تحول في ظل تغيرات جذرية يمر بها العالم.
الهند هى المحرك الثانى لنمو الاقتصاد العالمي بعد الصين، ومن المتوقع انها عند مرحلة ما ستتجاوز اليابان لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم، لتتنافس مع أمريكا والصين وبناء على ذلك الملف الاقتصادي سيكون من أبرز الملفات التي تشملها هذه الزيارة، فالهند دولة صناعية وزراعية، ومصر تبحث عن توثيق العلاقات الاقتصادية معها، وربما تكون هناك اتفاقيات تدعم تعزيز التبادل التجاري، واتفاقات أخرى لصفقات متكافئة”.
وتوقع أيضا أن يكون اعتماد الجنيه المصري كأحد العملات في سداد قيمة الواردات، ضمن مباحثات الزيارة، التى تأتى استكمالا لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى ومشاركته ضيف شرف رئيسى فى احتفالات يوم الجمهورية وسط حفاوة كبيرة .
كما أن مصر تتمتع بموقع استراتيجي و اتفاقات للتجارة الحرة مع الهند يتيح لمصر أن تكون بوابة عبور للمستثمرين الهنود إلى القارة الافريقية ، وتضع الهند في اعتبارها ما تتمتع به مصر من مكانة في العالم الإسلامي وجهود مصر في مكافحة الإرهاب ودعمها الدائم للاعتدال والبعد عن التطرف،
ان الزيارة مهمة جدا لدولة تشبه إلى حد كبير الدولة المصرية في الظروف، بدأت خطة للإصلاح الاقتصادي وانتهاج نهج يركز على التكنولوجيا والبرمجة، لتصبح واحدة من الدول المتقدمة في هذا الشأن وبالتالى الشراكة الاستراتيجية ستكون مفيدة للطرفين كونهما صاحبتا أقدم حضارتين ، وبالنظر كذلك إلى امتلاك البلدين لموارد طبيعية وبشرية هائلة .
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب