الرئيسيةساحة الفكرمقالات الشرفاء الحمادي

روايات مغلوطة تهدف لخلق البلبلة بين الناس.. من أطروحات الشرفاء الحمادي

الحلقة السابعة من حلقات تحليل ما جاء ببحث (معنى الرجوع إلى الله)

تقديم

قدم المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي بحثا فريدا بعنوان (معنى الرجوع إلى الله)، ونظرا لأهمية البحث وما جاء فيه من أفكار وأطروحات قمنا بتناول البحث في منصة مركز العرب للأبحاث والدراسات ومجلة رؤى البحثية على عدد من الحلقات حتى تعم الفائدة.. وإليكم الحلقة السابعة.

الملخص

في الحلقة السابعة من حلقات بحث (معنى الرجوع إلى الله) وضح المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي، عددا من النقاط المهمة المذكورة في كتاب الله عز وجل، ورغم وضوحها هناك من يسعى إلى إدخال روايات مغلوطة لإثارة بلبلة والتباس عند العوام، ومن أهم النقاط أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وأن كلامه وحي من الله، وأنه بشر اختاره الله ليبلغ رسالة الإسلام، ويرشد الناس إلى طريق الحق والإيمان،  كما وضح الكاتب أن الله وحده هو من يحاسب الناس يوم القيامة ويقضي بينهم بالعدل وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ، ويختتم الشرفاء الحمادي حديثه بالإشارة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشرك أحدا من أهله في الرسالة، وأن الجميع سوف ينشغلون بأنفسهم يوم الحساب.. فإلى التفاصيل.

التفاصيل

لا ينطق عن الهوى

في هذا الجزء من بحث معنى الرجوع إلى الله عز وجل كتب الشرفاء الحمادي قائلا: إن الله يبيّن للناس في القرآن الكريم بأنَّ كل ما ينطق به رسولُ الله من آيات الذكر الحكيم إنما هو وَحْيٌ من الله وليس كلاماً بشرياً، لأنه في تلك الحالة لا ينطق عن الهوى كما قالَ اللهُ سبحانهَ: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم: 3/ 4).

اختيار الرسول

وقد عرّف الرسولُ نفسَه عليه السلام عن بشرّيته ولكن الله سبحانه اختاره ليبلّغ رسالته، وينزّلَ عليه كتابه كما قال اللهُ سبحانهَ مخاطباً رسوله عليه السلام: (كِتابٌ أُنزِلَ إِلَيكَ فَلا يَكُن في صَدرِكَ حَرَجٌ مِنهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ) (الأعراف: 2).

طريق الإيمان

تُعرّف الآيةُ الكريمةُ المذكورة للنّاس طريقَ الحقَ والإيمان بوحدانية اللهِ وتبيّن لهم من يريد لقاء ربه في الآخرة فليعمل عملاً صالحاً تطبيقاً لشرعةِ اللهِ ومنهاجه وعدم الشرك بالله فهو سبحانه القيّوم على خلقِه وكونهِ رَبَّ السماوات والأرض، واللجوء إلى الله دائماً في كلّ الأوقات وفي كلّ مكانٍ، فالله مع الإنسان أينما يكون كما قال سبحانه: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (ق: 16).

الرسول مبلغ والله يحاسب

فإذا كان الله سبحانه يأمرُ رسوله بأن يبلّغ الناسَ بأنّه بشر، مثل بقية خَلقِه، لكي لا يتخذوه وسيطاً عند الله، أو شفيعاً ليبالغ الناس في تقديسه وينسوا ذكرَ الله لِيَحُلَّ الرسول محلَّ المُرسلِ، كما أشاعت بعض الروايات المزوّرة عليه (بأنّ أعمالَ الناس تُعرضُ على الرسولِ كلَّ يوم في قبره)، علماً بأنّ ذلك الاختصاص حَقٌّ لله وحدَه الذي يحاسب الأنبياءَ والرَّسّلَ، وكلَّ خَلقه، وتلك الفريةُ لا يحتملها عقلٌ ولا منطقٌ ولا إيمانٌ صادقٌ بالِله سبحانه.

لا ظلم اليوم

فذلك يعتبر عُدوانًا وظلمًا لحَق اللهِ في أن لا نقِدّسَ غيرَه، وأنّ الانتسابَ للرسول لا يقدّم شيئاً أو يؤخّرِ للإنسان يومَ الحِساب، ولن يكون لأقرباء الرسول ميزةٌ على بقيّة خلقه يومَ القيامةِ، إلا من أتى اللهَ بقلبٍ سليم يومَ القيامةِ وعملَ صَالحاً، والكلّ يومَ القيامة متساوونَ أمامَ اللهِ، عندَ الحسابِ كما قال سبحانهَ يصفُ ذلك اليومَ: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (الزمر: 69).

مكانة الرسول

ولقد بيَّن اللهُ للناس مكانةَ الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) (الأحزاب:40).

الحساب والعمل

ولم يشرك أحدا من أهل بيتهِ في رسالته للناس وسيكون حسابُ الناسِ يومَ القيامة على أساس العمل فى الدنيا كما يقول سبحانه: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر:38).

الكل مشغول بأمره

وقوله سبحانه يصف ذلك المشهدَ الرهيب: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (عبس: 34- 37).

في ختام الحلقة السابعة من بحث معنى الرجوع إلى الله أكد الشرفاء الحمادي على عدد من النقاط التي تختلط عند الناس وقد نالت الروايات من مصداقية تلك الأمور رغم وضوحها في كتاب الله عز وجل وإلى الحلقة الثامنة وموضوع جديد في جزء جديد من أجزاء هذا البحث المميز (الرجوع إلى الله).

 

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى