رأي

رامي زهدي يكتب.. إعادة صياغة العلاقات المصرية الإفريقية

"لماذا نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي فيما فشل فيه آخرون، في ملف العلاقات المصرية الإفريقية؟"

الكاتب باحث متخصص في الشؤون الإفريقية ورئيس وحدة الدراسات الإفريقية بمركز العرب

“صياغة الرئيس للعلاقات الإفريقية بنيت علي أنه لا يمكن التعامل مع القارة الإفريقية علي أنها وحدة واحدة، ال 55 دولة إفريقية تمثل لمصر 55 ملف مختلف”

“الرئيس أخلص العمل لصالح مصر وإفريقيا ولم يبحث عن زعامة شخصية”

بمرور ثمانية سنوات مؤثرة في التاريخ المصري الحديث مثلت حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي حتي الأن كأحد أهم أبرز فترات الحكم في تاريخ مصر ربما القديم والحديث علي حد سواء،

سرد نجاحات الرئيس وصمود الشعب ودعمه للرئيس ولمؤسسات الدولة ربما أمر ليس بتلك السهولة، لأن ما تحقق علي الأرض فعليا أكبر بكثير من حدود الرصد.

ولعل، أحد أبرز الملفات الناجحة للرئيس هي إدارة ملف العلاقات الخارجية المصرية سواء مع الأصدقاء او غير الأصدقاء، وخاصة الملف الإفريقي الذي تعامل معه الرئيس بصياغة جديدة علي اساس هوية مصر الإفريقية ومصلحتها السياسية والإقتصادية والإستراتيجية، وعلي اساس دور مصر الهام في مساعدة ودعم الأشقاء في القارة، وأضحي ملف التعاون الإفريقي من ثوابت الإدارة المصرية الجديدة بداية من العام 2014 وحتي الآن بالشكل الذي يجعل عكس ذلك في المستقبل غير محتمل الحدوث، حتي بتغير الأشخاص وتطور المؤسسات في مصر.

تعامل الرئيس بحرفية، وبإدراك لمكانة مصر في افريقيا وما يجب ان تكون عليه، كذلك تخلص الرئيس من قالب إختصار علاقة مصر بالقارة في إطار تقديم دعم عيني ومساعدات والتعامل مع القارة علي انها وحدة واحدة، الأن تتعامل مع مصر مع 55 دولة افريقية بحكم انها 55 ملف تعاون واطار مختلف، وتدرس مصر جيدا احتياج وأولويات كل دولة وصيغة التعاون الأمثل، حتي أن الرئيس إستطاع نقل نفس المنهجية التي إعتمد عليها في مصر في حل المشكلات من الجذور بحلول حاسمة مستدامة النتائج، الي القارة الإفريقية، حيث تعامل الرئيس بعمق شديد مع مشكلات القارة متخطيا حواجز وتحديات الوقت والتمويل وتجارب سابقة عديدة لم تصل إلي أهدافها.

السيسي افريقيا

ويمكن القول انه لا توجد دولة افريقية واحدة لم تمتد لها يد المساعدة والدعم المصرية منذ بداية حكم الرئيس وحتي الأن، وللدعم اوجه يبدأ بالعيني المباشر ويتصاعد لدعم تقني، ونقل خبرات، ودعم علي مستوي المجتمع والمؤسسات الدولية، مرورا بالتعاون العسكري والأمني والمعلوماتي، وجهود التنمية ومحاربة الإرهاب والجريمة في كافة ربوع القارة، كذلك التعاون الإقتصادي وخبرات إدارة ملفات الإستثمار.

بالإضافة الي كل ماسبق، وهبت مصر للقارة الإفريقية “الأمل”.. بعد أن أصبحت التجربة المصرية في التنمية وحل المشكلات تجربة ملهمة لبقية دول القارة، وأصبح الشعوب الإفريقية تدرك الآن أن النجاح ممكن والآمل قائم، وإستمدت الشعوب الإفريقية المثال والقدوة من الشعب المصري الذي صمد وكافح ووقف في ظهر قيادته السياسية طالما آمن بقدراتها وإخلاصها، وأصبح المواطن لأول مرة شريك في كل ما تحقق من تقدم في مصر، ولأول مرة يشعر المواطن بهذا القدر من الثقة في إحترافية العمل المؤسسي المصري، ولم تعد شخصية القائد او الزعيم مؤثرة في المواطن بحسن صياغة الكلمات والخطب، تغير مفهوم القائد لدي المصريين بقدرة القائد علي العمل والكفاح والإخلاص من أجل الوطن دون كلمات واصفة لذلك المجهود او توجيه او إشارة، فالمواطن وعلي أرض الواقع، أصبح يري بنفسه ما تحقق علي الأرض، وهذا ما حاول الرئيس نقله للدول الإفريقية شعوبا وقيادات وحكومات.

نجح الرئيس في بناء علاقات قوية بصيغة عصرية بإحترام وتبادل للمنافع مع دول عديدة بالقارة إن لم تكن كلها، نجح الرئيس فيما فشل فيه أخرون في ذات الملف، لأنه أكثر إيمانا بهذا الملف ولأنه إستعان بالعلم والخبرات المصرية في هذا الشأن، ولأنه وضع مصلحة مصر في المقدمة فوق أي إعتبارات، بينما هناك أخرون في ذات الملف كانت تحكمهم إعتبارات أخري ليس جميعها لصالح أوطانهم،

الأن الطريق ممهد لزعامة مصر الدولة القوية للقارة الإفريقية القوية، فمصر في مكانة الرأس المفكر والقلب النابض في الجسد الإفريقي القوي، زعامة مصر الأن ليس شخصية مرتبطة بشخص الرئيس، وقد حرص الرئيس علي ذلك، لم يحاول بناء اسمه او تعظيم دوره وإبرازه في القارة مثل غيره من زعماء دول افريقية عديدة، لكنه بحث عن بناء اسم مصر وتعظيم تأثير دور مصر بزعامة وقوة وقيادة حقيقية وليست وهمية او بكلمات وجمل مصاغة فقط جيدا مثلما حدث سابقا في فترات عدة من التاريخ المصري.

المستقبل قادم، لمصر الإفريقية، وإفريقيا القوية، والآمال عريضة وتحقيق الأهداف ممكن جدا،… تحيا مصر، تحيا إفريقيا..

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى