د. سيد عيسى يكتب.. الإنجازات دليل قوي.. والوعي يقتل الطابور الخامس
معالجة الأمور بطريقة مرنة، رعاية كافة شؤون الدولة الداخلية والخارجية، الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، اتخاذ قرارات تخدم الصالح العام، الإيمان بأهمية استقرار الوطن، تلك هي المهام الرئيسية لمن يعملون بالسياسة في كل مكان.
وبعيدا عن الجدل والخلاف حول تعريف السياسة، التي تختلف من شخص إلى آخر، أقول إن السياسة من وجهة نظري هي منهج فكري يرتكز على تسيير وتدبير الأمور بشكل محكم من خلال قوة السلطة لرعاية مصالح الشعب خارجيا وداخليا.
ولذلك وضع إستراتيجية محكمة من قبل القيادة السياسية لتدبير أمور العامة ومواجهة التحديات، والعمل على الاستفادة القصوى من موارد الدولة هو نهج واضح ومباشر في خطة الدولة المصرية حتى العام (2030) والتي تسمى إعلاميا خطة مصر (2030)، وتلك الخطة التي وضعت لمعالجة كافة الملفات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في مصر والتي تمتاز بمرونة شديدة لمواجهة التغيرات والأزمات، وقد يطرأ على تلك الخطط والاستراتجيات تغيرات بسبب أي من الملفات السابقة، ولكن يبقى التنفيذ والوصول إلى الهدف وتجاوز المختنقات هو النجاح الحقيقي للساسة.
فمصر وضعت رؤية (2030) لتعالج كافة الأوضاع والأزمات التي كانت تعيشها الدولة في كافة المجالات، وخلالها تم إعادة النظر في كل الملفات وكانت تلك الملفات تتأثر وتؤثر بعضها في البعض، فعندما يكون هناك ترد في الملف السياسي يحدث انهيار في الاقتصاد، وهكذا في كافة الملفات، ولذلك كنا نحتاج إلى معالجات صعبة ومساندة شعبية في بعض القرارات المؤثرة التي تتخذها الدولة، وهو الأمر الذي يساهم في تحقيق الاستقرار وتنفيذ خطة الدولة دون ضغوط أو استغلال لفترة المعالجات.
ففي ملف البنية التحتية، والتي هي أساس التنمية، لأنه بدون بنية تحتية لن يكون هناك استثمار (داخلي أو خارجي)، ولن تحدث تنمية، وملف رفع كفاءة البنية التحتية احتاج مجهودا جبارا وإرادة صلبة وقرارات صارمة في بعض الأمور، وهو ما حدث في مصر خلال الفترة الماضية.
وإن حجم ما تحقق في مصر في الفترة الأخيرة يفوق التوقعات، ففي مجال الطرق والكباري والنقل والموصلات، أصبح لدينا بنية تحتية تخدم ملف التنمية بشكل مباشر، حتى أن من يزور مصر في 2022 يؤكد أن ما يشاهد من تطور في الطرق والكباري والنقل يفوق التوقعات، فكل يوم جديد، لأن الشكل العام للدولة تغير كثيرا والطفرة أصبحت واضحة، ولغة الأرقام هي الأصدق والصورة الواقعية هي الأوضح.
لذلك عندما نتحدث عن ما حدث في مصر خلال الفترة الماضية يجعلنا نثمن ما قامت به القيادة السياسية من خطط وإنجازات رغم التردي الذي أصاب العالم بعد العام 2020 من تداعيات كورونا على الاقتصاد العالمي وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية، التي خلفت أزمة في الطاقة والغذاء العالمي، وعلى الرغم من ذلك كانت مرونة التنفيذ والتعاطي في معالجة الملف الاقتصادي المصرية قوية وحاضرة وأشاد بها خبراء الاقتصاد في العالم.
والحديث عن التحديات التي واجهت القيادة السياسية في مصر يطول ويحتاج إلى شرح وتوضيح للرأي العام، وخاصة في تلك الأيام التي يحاول فيها الطابور الخامس النيل من استقرار مصر من خلال بعض الأكاذيب والشائعات، ولذلك يجب على كل وطني مخلص محب لمصر ومؤمن بأن الاستقرار هو طريق التنمية الحقيقة أن يوضح للجميع كيف تغير المشهد المصري في كل الصور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ولذلك سوف أخصص المقالات المقبلة في الحديث عن كل الملفات التي أنجزت في مصر، وكيف تم معالجة الأوضاع في ظل الأزمات العالمية.
وفي النهاية أقول، إن توضيح الصورة الحقيقية للمشهد هو واجب وطني على كل من يملك منبرا إعلاميا حتى يدرك الطابور الخامس أن الشعب المصري أصبح يملك وعيا حقيقيا يصعب معه تمرير تلك المؤامرات.. حفظ الله مصر وأنعم عليها بالأمن والأمان.