د. أحمد فؤاد أنور في لحظة ارتباك بسبب غضب الطبيعة القاسي في أسوان مؤخرا وتضرر منازل تم تشييدها من الطوب اللبن فلم تصمد أمام سيول وعواصف ثلجية غير مسبوقة، تسلل إلى الموقع الإلكتروني ولشريط الأخبار في قناة تليفزيونية غربية موجهة لنا وللمنطقة باللغة العربية ما يفيد بمقتل واصابة المئات من المواطنين في أسوان بسبب العقارب.. وعند التحقق نجد أن المقصود وفاة ثلاثة واصابه المئات!!! وعند التحقق أكثرنجد أن مراسل المحطة الموجهة نفى الخبر وأكد -كما أكد المتحدث باسم وزارة الصحة أيضا- أن الوفيات وقعت لأسباب أخرى ليس من بينها لدغ العقارب.
ومع هذا ظل الخبر على شريط الأخبار وعلى الموقع الإلكتروني يطل علينا مرارا وتكرارا شاهدا على الانحياز المتكرر ضد مصر، وقلة المهنية التي تمثلت من قبل في تبني وجهة نظر بعينها معادية للدولة المصرية، وافساح المجال الزمني لأنصار هذا التوجه وأبواقه بأضعاف ما يتاح للرأي الآخر -المدافع عن دولة 30 يونيو وإرادة الملايين التي لفظت الإرهاب- الذي يتم مهاجمته ومقاطعته حتى في الوقت أو المساحة المحدودة المخصصة له. على نفس الغرار وجدنا خبرا في نفس القناة تم نشره في توقيت مواكب عن ما اعتبرته القناة ومحرريها (تصدر مصر نسب الانتحار في المنطقة).. وحين تتوغل في التفاصيل ستجد إحالة لتقديرات غير ذات مصداقية وقديمة عن مصر
دون حتى مقارنتها بأرقام البلدان المجاورة مع الاكتفاء بالاشارة إلى أن نسبة كبيرة من المنتحرين في الأردن ينتحرون من فوق جسرا معينا، وهو ما ليس له علاقة بأي معادلة حسابية أو منطق للمقارنة واستخلاص النتائج! فالنتائج والمانشيتات يتم تركيبها سلفا بدون أي تردد أو وجل!!وهو ما سبق وأن تم على يد مراسل الجارديان الذي نشر عشرات الأخبار والتقارير المفبركة عن مصر.. والأدهى أن من (يضخون) هذه الأكاذيب والفبركات يجلسون بكل ثقة في منابر عالية لكي يلقنوننا دروسا في المهنية وحرية التعبير وحقوق الإنسان وما شابه.. دون أي التفات لحق المواطن في أن (يعرف معلومات صحيحة) لكي يحكم على القضايا المطروحة على الساحة بشكل صحيح ومنصف.
د. أحمد فؤاد أنور خطورة عقارب الخارج الداعية -بأصوات عربية- للتخريب وتعطيل مسيرة تثبيت أركان الدولة وانقاذها من براثن مخاطر معضلات ومشاكل متراكمة(تتضائل وتتوارى) خجلا أمام نشاط عقارب الداخل.. فبسبب الإهمال وربما ماهو أخر أخطر نجد مرارا وتكرارا تصعيد ل(عقارب متورطة علنا في دعم الإرهاب)، ولم تتورع عن (مهاجمة مؤسسات الدولة وبث الأكاذيب بشأنها)، أو عناصر ملوثة أو سبق لها مهاجمة المرأة في مؤلفات ومع هذا يتم الإعلان عن اختيارها لمناصب إدارية مؤثرة في قطاعات عريضة من الشباب وقطاع التعليم العالي، وبعد أن تتعالى الصرخات الفزعة من التاريخ غير المشرف للشخصية التي وقع عليها الاختيار يتم استبعاده أو استبعادها، والمثيرللحنق تكرار مثل هذه الحالات، مثل: الاستاذ الجامعي الذي وصف سيد قطب بالشهيد، والاستاذة التي هاجمت المؤسسة العسكرية ونشرت أكاذيبا ضد الشرطة المصرية ومع هذا تم ترفيعها منذ أيام لمنصب إداري رفيع بجامعة عريقة، ثم تم التراجع عن التعيين بعد 24 وساعة فقط من إعلان القرار. وغيرهم ممن يثار حولهم شبهات التربح من امتيازات حصلوا عليها هم وأقاربهم دون وجه حق ومع ذلك يتم ترقيتهم، أو لوثوا بشكل ذاع وانتشر وتم فضحه في دوائر عده، ومع هذا يترقون، بل ويتم أيضا التجديد لبعضهم في المنصب الذي يتيح لهم إما استقطاب ضعاف النفوس لتوسعة دوائر الفساد أو دعم عناصر معادية للدولة ولمؤسساتها!
الخلاصة هي أن الإرهاب والفساد والإهمال يجمعهم تحالف خفي يحاول دوما التلون والتخفي وبناء شبكة علاقات للحماية وللتصعيد في أقرب فرصة نحو مواقع مؤثرة، وهو أمر يجب أن يكون دوما محل مراجعة دقيقة، وتعامل حاسم ورادع حتى لا تتكاثر علينا عقارب الداخل والخارج في توقيت بالغ الخطورة نتطلع فيه لتأمين جبهاتنا الأربعة منفردين. السهام المسمومة يمكن التصدي لها إذا كانت من المواجهة ومن العدو الطبيعي، لكن الخطورة تكمن في عقارب تنطلق من جحور ندير لها ظهورنا بكل ثقة باعتبار أنها جزء من نسيج المجتمع وشركاء في جبهة الدفاع عن الوطن، وستكون سمومهم مؤثرة بشكل مضاعف إذا ما انطلقت تروج الاشاعات أو تتخاذل عن أداء دورها متعمدة في وقت الأزمات والملمات.
نحن في الواقع أمام معركة كبرى تحتاج الصمود والتخطيط الجيد الذي يقودنا إلى تطهير واسع المدى اليوم وليس غدا، وهو ما يستلزم في المقابل رأي عام مساند وداعم للقيادة السياسية وكبار معاونيها.. فضلا عن الاستمرار في الابلاغ -سواء من خلال الأجهزة المعنية الرقابية أو الإعلام أو وسائل التواصل – عن أي أنحراف أو لوبي فساد.
بعد ان تناولنا موضوع د. أحمد فؤاد أنور يمكنك قراءة ايضا
ليبيا في أسبوع.. لقاءات رسمية مكثفة.. وتمسك دولي بإجراء الانتخابات.. ورفض إخواني للاستقرار
ويمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك