رأي

د. محمد جبريل العرفي يكتب.. هل ستحيي القمة العربية القادمة مشروع سرت للاتحاد العربي؟

منذ سنة 1946 إلى الآن عقد العرب 14 مؤتمر طارئا و31 قمة عادية، تميزت بعض القمم العربية بأنها فارقة صدرت خلالها قرارات تاريخية، كما حدث في القمة الأولى في أنشاص بمصر 1946 بحضور الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية، وهي مصر، وشرق الأردن، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا. قررت تلك القمة مساعدة الشعوب العربية على نيل استقلالها، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قلب القضايا القومية، ومواجهة أي اعتداء صهيوني، والدعوة لحصول طرابلس الغرب على الاستقلال.

وقمة مناصرة مصر إثر العدوان الثلاثي بيروت 1956، وقمة انتفاضة يناير الطلابية القاهرة 13/1/1964 التي تقرر فيها تشكيل قيادة عربية موحدة للجيوش العربية، ومواجهة تحويل مجرى نهر الأردن وتوكيل أحمد الشقيري بتنظيم الشعب الفلسطيني، وقمة القفاز الأبيض بالرباط 21/12/1969، وقمة توقف القلب الكبير القاهرة 23/9/1970 على أثر نشوب القتال بين القوات الأردنية والمقاومة الفلسطينية،وقمة بغداد 1978 التي أعيدت إلى الجامعة في قمة الدار البيضاء 1989 والتي تم فيها بحث قيام الدولة الفلسطينية المستقلة .

قمة شرعنة الغزو الأجنبي للعراق على أثر غزوه الكويت القاهرة 1990، وقمة مبادرة التطبيع والاعتراف بحدود 4/6/67 بيروت 2002 وقمة هذيان الملك النائم شرم الشيخ 2003، وقمة نواقيس الخطر دمشق 2008 والتي توجه فيها القادة العرب بالشكر إلى الشهيد الصائم لطرحه قضية جزر الإمارات الثلاث، ودعوه إلى بذل مساعيه الحميدة لدى كل من الإمارات وإيران لحل قضية الجزر أو إحالتها إلى محكمة العدل الدولية، وقمة وثائق إنشاء الاتحاد العربي سرت 10/10/2010، وقمة خيانة الشعب السوري التي اعترفت بجرذان سوريا ممثلا شرعيا للشعب السوري، ومنحتهم مقعد سوريا الدوحة 2013.

وآخرها قمة «لم الشمل» العربي والتمسك بمبدأ «الحلول العربية للمشاكل العربية»، ورفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية. وتوحيد الفصائل الفلسطينية، الجزائر 2022.

الان نضع آمالا كبيرة على قمة الربيع القادم في السعودية، ونتمنى أن تكون قمة مفصلية تاريخية لعدة أسباب منها؛ أنها تعقد في بلد يشهد ثورة ثقافية تعيد للإسلام وجهة الساطع النقي وتبعد عنه رموز التكفير والظلامية والتخلف، وتعقد في ظرف تحرر سياسي وتمرد عن الإملاءات الأمريكية، وتعقد في وقت أفول شمس إمبراطورية الغرب بقيادة أمريكا وبزوغ فجر إمبراطورية الشرق بقيادة الصين، وتعقد بينما مصر تسير بخطى سريعة وثابتة في طريق النهضة العلمية والاقتصادية والعمرانية، وتعقد وقد بدأت الهيمنة الفرنسية على أفريقيا تتقلص، ويحل محلها الصينيون والروس، وتعقد وقد انتفضت الأمة العربية في وجه جماعة الإخوان بعد أن اكتوت الأمة العربية بنيرانهم خلال العشرية السوداء. فالظروف مواتية لتشكيل فضاء عربي يلعب دور الحياد الإيجابي بين الأقطاب المتصارعة، والأمل معقود على القوى الوطنية العربية لتلتحم مع قادتها، وعلى رأسهم الأمير الثائر مستضيف القمة قيادة ، ومصر الكنانة قلب العروبة النابض، وبلد المليون شهيد لدفعهم لتشكيل القاطرة التي تعيد قطار التحرر إلى مساره، وتنهي الحروب الأهلية المشتعلة في ست من دولنا، وتشكيل قطب عربي يمنح الأمة موقعها الطبيعي بين القطبين ويغل يد الأجنبي عن العبث بمصير الوطن، تمهيدا لتشكيل الفضاء العربي الأفريقي.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى