ثائر نوفل أبوعطيوي يكتب.. نجيب محفوظ الوجه المشرق للنشيد مع كل فجر جديد
الثلاثين من أغسطس ذكرى رحيل الكاتب والسيناريست والروائي الكبير ابن مصر العروبة ” نجيب محفوظ” ،الحاصل على العديد من الجوائز والأوسمة، أهمها جائزة نوبل في الأدب عام 1988، والتي ظهرت كتاباته في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي.
يعتبر ” نجيب محفوظ ” من أفضل الأدباء في العالم، وصاحب المدرسة الواقعية في كافة فنون أدبه وكتاباته ،من خلال استطاعته إحداث نقلة نوعية متميزة وكبيرة في لغة الرواية العربية، الذي تخطي بها حدود الزمان والمكان والجغرافيا.
استطاع الكبير “نجيب محفوظ” وحسب ما ذكره النقاد من تحويل العمل الروائي إلى عمل فكري وفني، حيث استطاع توظيف جميع الرؤى الفكرية والفلسفية والنفسية والإنسانية لخدمة العمل الروائي حتى تصبح ذات قيمة ومعنى ومضمون ، وهذا في اطار تطوير الروائي العظيم لنفسه من الكلاسيكية إلى التجريبية إلى التعبيرية، الذي جعل من رواياته عدم توقفها عند حدود الزمان والمكان مكان أو فكرة معينة ، بل كان صاحب مدرس التجديد الدائم والمستمر في رواياته.
الروائي العظيم ” نجيب محفوظ ” وفي اتجاه متصل آخر استطاع تطوير اللغة السردية وتمييزها عن اللغة الشعرية ، بما يتلاءم مع متطلبات اللغة الروائية- السردية البعيدة عن بلاغة الشعر، وهذا من خلال تقديمه تجربة رائدة في السرد الروائي المسكون بالفلسفة والتأملات الانسانية والكونية ، حيث استوحى ” محفوظ” من رأس مسقطه ونشأته “حي الجمالية” معظم رواياته وقصصه، التي شكلت عالمه الخاص بسبب تأثره الشديد بمكان ولادته وسكناه.
أثرى نجيب محفوظ الواقع الانساني والثقافي في أكثر من 30رواية، والتي تم إنتاجها سينمائيا وتلفزيونيا، وكانت أول رواياته عبث الأقدار، ورادوبيس ، ومن أشهر رواياته الثلاثية “بين القصرين- قصر الشوق- السكرية، وثرثرة فوق النيل والكرنك، وأولاد حارتنا والحرافيش، وبداية ونهاية، واللص والكلاب، وترجمت رواياته إلى أكثر من 25لغة عالمية، ونشرت رواياته في مختلف أنحاء العالم.
الكبير ” نجيب محفوظ” ابن مصر العروبة ، وابن نيلها العاشق للحياة ما استطاع إليها سبيلا ، الذي أعطى للدراما المصرية والثقافة العربية الاستقلالية والواقعية المجردة في الطرح والفكرة والرؤية والأسلوب ، بعداً استثنائيًا منقطع النظير يقوم على فكرة النهوض والابداع في اللغة، في رحاب ظاهرة انسانية أدبية أستطاع ” محفوظ” صناعة مدرستها ومجدها ، حتى يكتب لها ديمومة البقاء والاستمرار، ضمن لوحة انسانية ثقافية عنوانها الأجمل ، مادامت هناك حياة ، فهناك وجهاً آخراً مشرقاً للنشيد مع كل فجر جديد.
الى روح ” نجيب محفوظ” روح عالم الابداع في واحة الفكرة والانسان وردة وسلام.