تقوى مجدى تكتب.. منهج الحرب الشريفة
خلق الله الإنسان مركبًا من قدرين: قدرة على فعل الخير ، و الأخرى قدرة على فعل الشر ، فلا يدنو من شر، ولا هو شيطان خالص ينأى على الخير، بل هو الكائن المركب من الشيء و ضده، لحكمة إلهية قضت بهذا، و هو كلا الحالين يستطيع أن يكون بارعًا مفكرًا مبتكرًا، و مهد الله له السبيلين و طوع له العقل كي يأتمر بأمره فيما يرغب فيه من خير أو شر، و يسر له سبل العلم وفقًا لما يريده فمنهم من يستخدم العلم في الصلاح، و أخرون للفساد و ضر الناس.
- اقرأ أيضا: مصر في أسبوع.. السيسي يزور الهند.. ومدبولي يفتتح معرض الكتاب.. وتوقعات بنمو اقتصادي يصل لـ4.8%
الحق أنه ليس من بأس حين تستلزم الحرب إعداد أسلحة الردع التي تجب لردع العدو، و ليس من بأس حين يكون لزامًا أن يُسلح المحارب نفسه بما يستطيع من قوة لكن البأس في إعداد القوة التي إن استعملت كانت قضاء على كل وجوه الحياة، و دمارًا و هلاكًا لمن كان عدوًا محاربًا، و لما يتبع هذا العدو المحارب ممن لا يقوون على غمار الحرب، و ما يتبعه من أسباب الحياة جميعها.
فمنهج الحرب الشريفة أن تجني الحرب على المقاتلين لا على غيرهم من الامنين، و لا على أسباب الحياة .
ومن الجُرم فينا هيأته عقول العلماء من أسلحة الدمار الشامل، ومن فنون الفَتك بالحياة عمومًا، لا بميدان المعركة في خصوصه مما كان العالم الكيميائي السويدي (الفريد نوبل) حيث عمل على اختراع مادة متفجرة للاستعانة بها في تفجير المناجم، فأدى انفجارها إلى قتل أخيه الأصغر فكان هذا باعثًا إلى حال من الألم و الحزن و كان هدفه خدمه السلم، فما بالنا إذا كان العلماء في مجال الابتكارات الحربية المدمرة، إنما يتجهون عن قصد إلى البحث و التنقيب عن كل أسباب الفناء، و ها هي “هيروشيما” و “نجازاكي” أتضح أن العلماء الذين سخروا الذرة للدمار قد كانت غايتهم في تدمير الحياة و من ورائهم أو أمامهم فإن “نجازاكي” هي ميناء، و “هيروشيما” هي مدينة صغيرة لم تكُنْ كل منهما في حاجة إلى قنبلة ذرية، تُلقي عليهما في الحرب العالمية الثانية، إذن أسلحة الدمار الشامل ليست من مبعث الإعداد لحروب يتغلب فيها الحق على الباطل أو لتهديد الظالم، إنما هي مبعث الاستخفاف بأقدار الحياة، ومن مبعث الرغبة الدفينة لدى منتجها و مستعملها و من التلذذ بإبادة الآخرين و ليس من مبعث غير هذا .
و لا أخوض في قضية الحرب الأوكرانية و إنما هي قضية تدمير بين الطرفين يسعى كل منهما على تدمير الآخر و كسب أكبر خسائر له.
فأي عِلم هذا تسخره العقول لتدمير الحياة ؟ و أي عالم هذا الذي يسعى إلى تدمير أمة بأكملها ؟
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب