الرئيسيةساحة الفكرمقالات الشرفاء الحمادي

الشرفاء الحمادي: تطبيقُ القواعدِ الإلهيةِ يحقِّقُ الاستقرارَ ويساهمُ في بناءِ المستقبل.. أطروحة جديدة

الكاتب باحث ومفكر، مهتم بالشأن العام العربي والإسلامي وله العديد من المؤلفات والأبحاث المرموقة

 الملخص

يقول المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، إن الله -عز وجل- وضع للناس قواعد إلهية راسخة جاءت في قرآنه المجيد، تحقق لهم الأمن والاستقرار والسلام والتقدم في الحياة الدنيا، حتى يعيشوا جميعًا في سعادة وسلام دون قلق أو خوف من المستقبل، وتلك القواعد جاءت في الآيات الثلاث التالية: الأولى قوله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)، والثانية قوله تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)، والثالثة (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ).

ويضيف (الشرفاء) متحدثًا عن مستقبل الدولة المصرية قائلًا: لقد آن الأوان لإعادة هيكلة نظام الدولة لحشد كل الطاقات في خدمة التنمية وتلاقي كل الأفكار والمبادرات، فيما يحقق مصلحة الشعب المصري.. تابع التفاصيل.

التفاصيل

القواعد الإلهية لتحقيق الاستقرار والتقدم

القواعد الإلهية التي تحقق الأمن والاستقرار والسلام، ليعيش الناس جميعًا في سعادة وسلام وهي كما يلي: (1) (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (سورة آل عمران الآية 103). (2) (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب) (سورة المائدة الآية 2)، (3) (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (سورة الأنفال: 46).

قواعد المؤمنين

وهذه القواعد الثلاث يوجِّهها الله للمؤمنين وليس للمسلمين، فالمؤمن هو من اتبع رسول الله عليه السلام في كل خطواته وسلوكياته، وتعامله مع الناس جميعًا، دون تفرقة بين دين وهوية، بالرحمة والعدل والإحسان والتسامح والعفو، حيث وصف الله رسوله الأمين بقوله: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (سورة آل عمران: الآية 159).

عناصر النهوض

تلك الآية حددت عناصر القيادة للنهوض بمقدرات الشعوب، وتوظيفها لخدمة المواطنين، في سبيل تحقيق الحياة الطيبة لهم في العيش الكريم، مطمئنين في حاضرهم، واثقين في مستقبل مزدهر للكل في الوطن، متحدين ومتعاضدين لحماية أمنه، وتوفير الرعاية لأبنائه والدفاع عن ثرواته، وحقه في تطوير حياته وتأمين غذائه.

زوال القلق وحلول الاطمئنان

فلا قلق يشغل بالهم، ولا خوف من غد وعدم الحصول على لقمة العيش لهم ولأطفالهم، تكفلت الدولة برعايتهم الصحية، وعلاجهم، ووفرت لهم سبل التعليم وفق مناهج تبني أفرادًا صالحين، ليرتقي المجتمع بالعمل المخلص والأمانة وتتوحد الأيادي في بناء الوطن التي أخلصت الولاء، وأوفت بالعهد من أجل البناء.

تحقيق الاكتفاء الذاتي

وكل أفراد الشعب يساهمون في التخطيط والتعمير، وتنفيذ المشروعات التنموية والخدمية لتحقيق ما يتمناه المواطن في دولته، من احترام لحقوقه ومشاركته في صناعة مستقبله الاجتماعي والاقتصادي، لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

الانشغال بالبحث عن الرزق

حتى لا يظل المواطن رهين يومه، مشغولًا يبحث عن قوته وقوت أطفاله، بل يتحرر من أَسْر حاجات الحياة اليومية لينطلق مع إخوته أبناء الوطن في بذل العرق والجهد، من أجل تحقيق أمنه الغذائي، وزيادة التصدير لمضاعفة الموارد المالية.

الانشغال بالأسعار والدولار

ولكن للأسف تم إشغال المواطنين بأسعار الدولار ارتفاعًا وانخفاضًا، وكأن جمهورية مصر أصبحت ولاية أمريكية، تخلت الحكومة عن حضارتها وتاريخها ومجدها ومقوماتها الاقتصادية وتراثها الثقافي، وأصبح شغلها الشاغل أسعار الدولار وأسعار الذهب، فاختطفت عقول المواطنين.

الإنتاج وبناء الوطن وتذليل العقبات

فبدلًا من توجيههم للإنتاج ووضع تشريعات لتسهيل مشروعات القطاع الخاص، تحولت الدولة إلى أن تكون مشغولة كل يوم عن تأمين رغيف العيش لملايين المواطنين، فلماذا لا تترك المواطنين يعتمدون على أنفسهم، ويتحملون مسؤولية تأمين حياتهم، والحكومة خلفهم بالتشريعات المبسطة لتشجيعهم على تحمل مسؤولياتهم وإعادة صلاحيات المحافظين لتكون كل محافظة تتحمل مسؤولية أبنائها، وتصدر القرارات والقوانين المحلية لتشجيع المواطنين بتخفيف العبء عن الحكومة، وليشاركوا في بناء وطنهم؟

الحكومة والتخطيط لصالح الوطن والمواطن

ولتبقى الحكومة مسؤولة عن التخطيط والرقابة وتذليل العقبات التي تواجهها المحافظات أثناء التنمية، ليتحقق للشعب المصري حشد 29 محافظًا مع الحكومة، ليتحقق هدف سيمفونية التنمية المستدامة، بقيادة المايسترو وتسعة وعشرين عازفًا بمختلف الخبرات والألحان، ليستقبلها المجتمع الدولي لحنًا يبعث الأمل للشعب المصري في التطور والتقدم، نحو مزيد من الإنجازات، ولا يجوز احتكار كل العقول في قرار منفرد، فالرسول الأمين عليه السلام كان يشاور أصحابه لما يحقق مصلحة الجميع، والله سبحانه أمرنا بالشورى إن كنا مؤمنين حقًّا بشرعته ومنهاجه.

هيكلة الدولة وحشد الطاقات

آن الأوان لإعادة هيكلة نظام الدولة لحشد كل الطاقات في خدمة التنمية وتلاقي كل الأفكار والمبادرات، فيما يحقق مصلحة الشعب المصري وليس كما يحدث.

خطة طموحة للنهوض بالوطن

يعيش المصري في قلق كل لحظة لخوفه من المستقبل على أمنه الغذائي، وعلى استقراره وعلى بقاء دولته إذا لم يُعَدْ النظر في كل المشروعات والقرارات الارتجالية الماضية، بوضع خطة اقتصادية تعليمية صحية تنموية شاملة للسنوات القادمة، توزع على المحافظات للتنفيذ والمشاركة في تحقيق أهداف التنمية الشاملة، وفتح الأبواب المغلقة للقطاع الخاص لينطلق نحو آفاق المستقبل بالخبرة والجهد والتشريعات، لتبسيط الإجراءات حتى لا يكون عالة على الحكومة، تبني وحدها مستقبله دون مشاركة الشعب في المشاركة الفعلية لصياغة مستقبل الوطن.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى