د. عبدالرحمان الأشعاري يكتب.. في اليوم العالمي للطفولة.. بونو يحقق حلم طفل فلسطيني
أن يحقق طفل فلسطيني حلمه بغزة حيث لغة القصف والقتل والدمار هي السائدة، هذا معطى وخبر يستلزم الكثير من التصفح والتأمل، وذلك لاعتبارين اثنين، الأول مرتبط بالسياق الذي تحقق فيه هذا الحلم، والثاني على علاقة بالحلم نفسه.
وعلى الرغم من البعد الجغرافي ما بين الطفل الفلسطيني المقيم بقطاع غزة، وحارس المنتخب المغربي ياسين بونو المتواجد لحظة تواصله مع الطفل بتنزانيا صحبة أسود الأطلس، حيث أجرى مباراة خاصة بتصفيات كأس العالم، إلا أن بونو أبى إلا أن يتواصل مع الطفل ويحقق حلمه بل ويعده بترتيب موعد قريب لأجل لقائه.
حلم طفل فلسطيني
عاصم ذو الـ11 ربيعا، الذي كان يتمنى أن يصبح لاعب كرة قدم مشهور مثل ياسين بونو، لم تسعفه الظروف، بحيث اغتالت “إسرائيل” حلمه بعد أن بترت قدمه اليمنى بسبب القصف الهمجي لجيش الكيان الصهيوني على أهالي قطاع غزة الآمنين، الذي يقصف كل شيء حتى الأطفال الخدج والرضع والمرضى والنساء والشيوخ والعجزة والمستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس وغيرها.
حلم عاصم الطفل الفلسطيني لم يكن أكثر من الالتقاء بالحارس المغربي ياسين بونو والتحدث إليه، وهو ما تحقق له بعد فقط ساعات قليلة، بحيث تحدث معه بونو عبر الهاتف عن طريق مكالمة فيديو، أثناء تواجده في إحدى مستشفيات غزة، عبر من خلالها عاصم عن حبه وتقديره الكبيرين لحارس المنتخب المغربي ياسين بونو.
وقال الطفل الفلسطيني عاصم في حديثه مع الحارس المغربي، “كيفيك يا ياسين أنا والله بحبك وأنت قدوتي ونفسي وحلمي أني أشوفك”، وأجابه ياسين بونو المتواجد في دولة تنزانيا مع المنتخب المغربي، بأنه سيرتب موعدا قريبا للقائه، وبعد انتهاء المكالمة لم يستطع عاصم إخفاء تأثره بالحديث مع بونو وانهار باكيا.
وقال الطفل لوسائل الإعلام بحسب الفيديو الذي انتشر بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحقق نسب مشاهدة خيالية إنه “يحب بونو وإذا التقاه يوما سيركض على قدم واحدة ليحضنه، بعد أن شجعه مع المنتخب المغربي في مونديال قطر وكان يتابع تصدياته في كل المباريات التي أجراها صحبة أسود الأطلس”.
“اسرائيل” التي اغتالت حلم الطفل عاصم في أن يصبح لاعب كرة قدم مشهور اغتالت أيضا حلم الكثيرين من أطفال فلسطين عموما وقطاع غزة على وجه الخصوص، إما بالتسبب لهم في عاهات مستديمة أو بالتصفية الجسدية.
يوم الطفل العالمي
والأكثر من ذلك أن الكيان الصهيوني، الذي قتل إلى حدود كتابة هذه السطور أزيد من 6153 طفلا فلسطينيا، خرج في اليوم العالمي للطفولة الموافق لـ20 نونبر/تشرين الثاني 2023، ليحتفل هو الآخر بهذا اليوم، عن طريق الرقص على جثث هؤلاء الأطفال، داعيا إلى تدمير قطاع غزة والقضاء على سكانه عبر أغنية تحمل عنوان “أغنية الصداقة”، رددها وفقا لما جاء في وكالة الأناضول، أطفال إسرائيليون تتراوح أعمارهم ما بين 6 و12 عاما.
الأغنية التي تم نشرها تزامنا مع اليوم العالمي للطفل، تضمنت كلماتها عبارات تحمل معاني ودلالات خطيرة، تدعو صراحة إلى الكراهية والحقد والغل، وتطالب بتدمير قطاع غزة والقضاء على جميع سكانه بالكامل، وبسبب ردود فعل منتقدة للأغنية، قامت هيئة البث بحذف المنشور من على حسابها في منصات التواصل الاجتماعي في وقت لاحق من اليوم نفسه الذي نشر فيه، وإليكم بعضا مما جاء في هذه الأغنية من كلمات بحسب ما ورد في ذات المصدر:
مساء خريف على سواحل غزة
المقاتلات تقصف، دمار، دمار
قوات الدفاع الإسرائيلية تعبر الحدود
اقضوا على حاملي الصليب المعكوف
لن يبقى هناك أي شيء في عام آخر
سنعود إلى منازلنا آمنين
سنقضي عليهم خلال عام كامل
ثم سنحرث حقولنا
وسنذكرهم جميعا
وفي هذا الصدد، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، في تدوينة على حسابها عبر منصة “إكس” حسب ما جاء في موقع البي بي سي الإلكتروني، إلى “وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ووصول المساعدات بشكل مستدام ودون عوائق”، وتقول اليونيسيف إن “الأطفال في قطاع غزة، يتعرضون لصدمات الدمار والهجمات المتواصلة والنزوح والنقص الحاد في الغذاء والماء والدواء”، مضيفة أن “مشاهد القتل والدمار، في أعقاب الهجمات على مدرستي الفاخورة وتل الزعتر، في قطاع غزة، التي أسفرت عن مقتل العديد من الأطفال والنساء، مروعة ومفجعة”.
وبحسب ذات المصدر فإن أديل خضر، المديرة الإقليمية لليونيسف، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كانت قد دعت في وقت سابق في بيان لها إلى “ضرورة وقف هذه الهجمات الفظيعة على الفور”، مشددة على أن “الأطفال والمدارس والملاجئ ليسوا أهدافا عسكرية”.
مسيرات دولية غاضبة
تقول الأمم المتحدة إن القوات الإسرائيلية، قتلت خلال أسابيع من حربها على قطاع غزة من الأطفال، ما يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا في 22 صراعا مسلحا حول العالم، خلال أربع سنوات.
وتشير تقارير إلى أنه وعلى سبيل المثال، فإن معلومات الحكومة الأوكرانية، تؤكد أن هناك 510 طفلا أوكرانيا، قتلوا في الحرب مع روسيا، غير أن تلك المعلومات تشير أيضا إلى أن هذا العدد سقط على مدار 19 شهرا أي حوالي سنة وسبعة شهور.
هذا الارتفاع غير العادي لعدد الأطفال الشهداء في العدوان الصهيوني على قطاع غزة هو الدافع الأساسي الذي جعل الآلاف بل الملايين من سكان الأرض يخرجون في مسيرات في عدد من العواصم العالمية، منددين ومستنكرين بهذا العدوان الهمجي.
وهكذا وأمام البيت الأبيض الداعم الرئيسي والمشارك بمعية الاحتلال الصهيوني في ارتكاب المجازر ضد الآمنين في قطاع غزة والضفة الغربية، نظم آلاف المواطنين في واشنطن وقفة لدعم القضية الفلسطينية ضد التصعيد العنيف الذي يشنه الكيان على المدنيين وقصفه للمنازل والمستشفيات وقتله للأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم.
العاصمة النمساوية فيينا شهدت هي الأخرى، وقفة تضامنية داعمة للشعب الفلسطيني ندد خلالها المشاركون بالجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة وخاصة الأطفال وبالصمت الأوروبي والدولي تجاه هذه الجرائم الوحشية، مطالبين بملاحقة قادة الاحتلال الصهيوني على جرائمهم لحق الشعب الفسطيني أمام المحاكم الدولية.
بدورها شوارع العاصمة الاسترالية سيدني شهدت خروج الآلاف من المواطنين مرددين هتافات مؤيدة لمقاومة الشعب الفلسطيني، ومنددة بجرائم الاحتلال وخاصة بحق أهالي وأطفال قطاع غزة.
وفي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ووسط اجراءات أمنية مشددة، شارك المئات في تظاهرة دعم لقضية الشعب الفلسطيني العادلة، واستنكارا للعدوان المتواصل والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني على السكان الآمنين، مطالبين بفك الحصار المفروض على القطاع.
وغير بعيد عن الدنمارك وعلى الرغم من المنع المتكرر للسلطات للمسيرات المتضامنة مع أهل فلسطين، خرج المئات من الألمان إلى ساحة مدينة فرانكفورت الألمانية رافعين الأعلام الفلسطينية، ومؤكدين تضامنهم مع شعبها ورفضهم جرائم الاحتلال الصهيوني.
وأمام مقر “الإسكوا” في وسط العاصمة اللبنانية بيروت، قدم عشرات الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين مشهدا تمثيليا يحاكي القصف الصهيوني على أطفال قطاع غزة، وحمل الأطفال يافطات تعبر عن دعمهم لقطاع غزة وتندد “بالاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف الأطفال”.
وفي مدينة بيروت أيضا، وتحت عنوان “أرسم لأجل غزة”، أقامت اللجنة الشبابية والطلابية لدعم القضية الفلسطينية ولجان العمل في المخيمات وجمعية “إبداع” و”مؤسسة القدس الدولية” مرسما شبابيا فنيا تضامنيا مع أهل غزة على رصيف عين المريسة لذات المدينة حيث انتشرت اللوحات الفنية عن فلسطين وعن غزة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب