عبد الغني دياب يكتب: حلم الوحدة العربية «الإمارات نموذجًا»
تُعد الوحدة العربية حلمًا خالدًا في وجدان الشعوب العربية، حلما يتجاوز الحدود الجغرافية والتحديات السياسية، ليجمع القلوب والعقول حول مستقبل مشترك مبني على التكامل والتضامن، وكثيرة هي التجارب التي سعت لتحقيق هذا الحلم، وعلى الرغم من التحديات التي يمكن أن تقف في وجه هذا الحلم العربي الكبير، فإن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة تعد أحد النماذج الرائدة التي تُجسد هذا الطموح العربي على أرض الواقع، والذي يمكن استلهام الرؤية منها والبناء عليها.
قصة نجاح الوحدة الإماراتية
الإمارات بدأت رحلتها في الثاني من ديسمبر 1971، عندما توحدت سبع إمارات تحت قيادة حكيمة ومُلهمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. هذه الوحدة لم تكن مجرد اندماج سياسي، بل كانت بناءً على رؤية متكاملة تُعلي من قيم التلاحم، وتُعزز من الهوية الوطنية مع احترام التنوع الثقافي والاجتماعي.
من خلال التعاون بين الإمارات السبع، أثبتت الدولة أن الوحدة ليست مجرد شعار، بل هي أساس النجاح والتقدم. الإمارات اليوم تحتل مكانة عالمية مرموقة بفضل سياساتها الحكيمة ومشاريعها الطموح التي تخدم المنطقة بأسرها، بدءًا من دعم القضية الفلسطينية ووصولًا إلى مبادراتها الإنسانية الإغاثية في الدول الشقيقة.
الوحدة رافعة للتقدم العربي
ما يُميز النموذج الإماراتي هو التركيز على الاستثمار في الإنسان، باعتباره ركيزة النهضة. التعليم، والابتكار، والتنمية المستدامة، كل ذلك كان دائمًا في صدارة الأولويات. كما أن الإمارات تُظهر إيمانًا عميقًا بالتعاون العربي من خلال مشاركاتها في المشروعات الإقليمية، ودعمها للجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
هذا النموذج يؤكد أن الوحدة ليست مجرد ماضٍ يُحتفى به، بل هي أداة لبناء مستقبل مزدهر. فكما نجحت الإمارات في تحويل الصحراء إلى واحة من التقدم، يمكن للدول العربية مجتمعة أن تصنع مستقبلًا أفضل بالتعاون والاتحاد.
دروس من تجربة الإمارات
من تجربة الإمارات، يمكن استخلاص كثير من الدروس للعالم العربي:
القيادة الحكيمة: وجود قيادة تؤمن بأهمية الوحدة وتعمل على تحقيقها بإخلاص.
التنمية المتوازنة: التركيز على تنمية كل الأجزاء دون تهميش أي طرف.
التعاون الإقليمي: تقديم الدعم والمشاركة في قضايا المنطقة بفاعلية.
وختاما يمكن القول إن الوحدة العربية ليست مجرد حلم رومانسي، بل هي خيار استراتيجي أثبت نجاحه في الإمارات. هذا النموذج يُظهر أن التكامل العربي ممكن ومثمر، إذا وُجدت الإرادة والعمل الجاد. الإمارات تُذكرنا دائمًا بأن الوحدة قوة، وأن المستقبل الأفضل يبدأ دائمًا بخطوة صغيرة نحو الاتحاد. “فلنستلهم من الإمارات، ولنُحيِ الحلم العربي على أرض الواقع!”.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب