القاهرة- محمد قطرب باري (كاتب غينيّ ، ومهتمّ بالقضايا الأفريقية)
المقدمة / إذا ظهرتْ ظاهرة ، أو حدثتْ حادثة ، قبل مكافحتها يجب العثور على أسبابها ، لأنّ لا توجد مش
كلة بلا سبب ، والأسباب هي التي تؤدّي إلى الأفعال أو إثارة الأفكار..
بناءً على ذلك..لا يمكن تناول ظاهرة clandestin
أي – الهجرة غير الشرعية – بدون الإلحاح والبحث الحثيث على أسبابها ، وبعد التوقّف على ذلك ، يمكن الولوج إلى تناول تحديّاتها ، ومآليّاتها، وحلولها..
وبعد بحث حثيث مني ، واستماع زفرة المنفجرة من أصوات حلّة من المهاجرين توقّفتُ على عّدة أسباب التي تؤدي إلى هذه المعضلة الفتاكة أعني بالهجرة غير شرعية.
⬅️ والجدير بالذكر…أنّ من الأسباب التي انتشرتْ فكرة الهجرة أو اللجوء قد يختلف عن ظروف شخص لآخر ، لأنّ هناك من المهاجرين قد يكون وراء سبب هجرتهم – الطمع والجشع – من خلال ما يشاهدون عبر المنصات من صُـور إخوانهم الذين يعيشون في الغرب.
وأما طالبي اللجوء قد يكون سبب طلبهم للجوء إلى الخارج من أجل حروب حلّتْ على دولتهم، أو تهديدا تجاههم ، وغيرها مما يؤدي إلى اللجوء أو الهجرة.
– ولكن هناك أسباب أخرى التي عمتّ بها البلوى في مختلف البلدان الأفريقية ، هي أسباب مشتركة بين بلدان الأفارقة، ولذلك يهاجر جمع غفير من الشباب إلى الخارج ، وسأتطرّق على بعض الأسباب المهمّة من باب الحصر لا التغليب:
السبب الأول : انتشار البطالة في الدول الأفريقية أي: عدم توفّر الفُرص الشاغرة في مجال سوق الأعمال الأفريقية..
– فالحكومات الأفريقية لا تصنع الفُرص لشبابها، وإنما التأهيل في مجال العمل يكون بناء على العلاقات الشخصية ، لا الكفاءة أو الخبرة.
السبب الثاني : الحالة الإقتصادية المتدهورة في البلدان الأفريقية ، لو حاسبنا قيمة المبلغ الشهري ما يتقاضاه فردا واحدا سنجد أنه لا يتجاوز مائة دولار ، واقتصاد البلد لا يقارَن بميزانية البلد فحسب.. بل الدراسة الإحصائية تركّز على الدَّخْل الفرديّ أيضاً.
وهذا السبب يجعل بعض المهاجرين يهاجروا إلى الغرب حتى يسنح لهم العمل ليستقرّوا اقتصادياًّ ، ويرجعوا إلى بلدانهم للإستثمار.
السبب الثالث : غرور الشباب لممارسة بعض الأعمال بعروق جبينهم داخل دولتهم… أضرب لكم مِـثالاً :
– تجد شاباًّ كامل الجسد والعقل، ينتابه الحياء والغرور ليعمل بعض الأعمال في بلده ، ولكن عندما يسافر خارج بلده ، كشمال أفريقيا .
في تونس ، أو المغرب ، والجزائر الخ ، يفضّل أن يكون عاملا في البيوت ، أو الحقول ، والمزارع ، أما في دولته لا يعبأ بذلك ..
السبب الرابع : عدم محاولة الشباب في إنشاء العمل الحرّ ، فالفكرة قد تكون، ولكن الجرأة في تنفيذ فكرة عمل الحرّ – شبه الغائب -.
أمّـا التّـحـديّــات : هذه الهجرة الغير شرعية فيها تحديات مكتظة منها :
أ – فقدان الأرواح ، كم فقَدْنـا الشباب على هذا الطريق الصحراوي ، كم فقَدنا الأرواح على البحر الأطلسي.
قد مات آلاف الشباب والبنات ، بل ملايين من شباب الأفارقة الذين هم مِن بين أمل ماما أفريقيا ، ولكنهم استشهدوا في المحيط الأطلسي بين المغرب وإسبانيا ، أو بين ليبيا وإيطاليا، أو بين تونس وإيطاليا.
كم من الأمهات زرفتْ دموعهنّ ، وفَقدنَ الأمل لأجل فُقدان أولادهن على هذا الطريق الجحيمي…
ب – ومن التحديات : قد أصبح كثير من المهاجرين مجانين عديمو الوعي والعقل بعد وصولهم إلى حيثما سعَوْا ورغبوا ، للضغوطات النفسية من أجل الحصول على الجنسية أو الإقامة ، هذه التي ذكرناها في الأعلى، من التحديات التي تواجه الشباب على مغامرة الهجرة.
⬅️ أمّا الـحُـلول : فـالقضاء على هذه الظاهرة تحتاج إلى تضحية ، وجهود ، وتوعية لفرد لآخر ، ومن مؤسّسة لأخرى ، لأنها عميقة.
الحلّ الأمر / على رؤساء الأفارقة أنْ يركّزوا على مستقبل الشباب ، فالشباب هُـم أمل الغد ، وهُم رُكن الرَّكين لتقدّم المجتمع ، لكي يتم مكافحة الهجرة الغير شرعية يجب الإهتمام في عِـدّة أمور منها :
– توفير التعليم الممتاز في المؤسسات التعليمية…
– إقامة الدورات التكوينيّة في مجالات مهنيّة مختلفة..
كمجال التكنولوجيا ، والصناعة اليدويّة ، وكذلك في الميكانيكيات بشتى أنواعها..
الحلّ الثاني / إتاحة الفُرص الشاغرة بعد التخرّج من الجامعات الأكاديمية ، أو المراكز التكوينيّة الخاصة لِـ -formation professionnelle -.
الحلّ الثالث / يجب على هذا الجِـيل ، وخاصة شباب الذين في عنفوان شبابهم وخريجي الجامعات…
أن يعلموا أنّ الحكومة لن تستطيع توفير الأعمال لكل الشعب فُرادًى فُرادًى…
ولذلك، يجب الخوض في التجربة الشخصية من خلال إنشاء – المشاريع المستقلّة – ” كالبيزنيس ” ، والزراعة ، وتنمية الحيوانات ، وغيرها من الشواغل التي تقلل البطالة في المجتمع الأفريقي ، لأنّ أراضينا صالحة للتنمية الحيوانية والزراعة…وأفريقيا هي جنّة الأرض وليست أوربا كما يظنّ كثير من الشباب الأفارقة.