الشام والعراق في أسبوع.. تقليص القوات الأمريكية في سوريا والعراق يواجه أزمات سياسية

القاهرة: علي فوزي
تواصل منطقة الشرق الأوسط التأثر بتطورات معقدة ومتصاعدة على الصعيدين السياسي والعسكري، حيث يتداخل النزاع والصراع في سوريا وفلسطين ولبنان والعراق مع التحولات الإقليمية والدولية التي تحدد مستقبل الأوضاع في المنطقة.
من تقليص القوات الأمريكية في سوريا إلى التصعيد المستمر في غزة وجنوب لبنان، يواجه المواطنون والأطراف المعنية تحديات إنسانية وأمنية كبيرة، في ظل جهود دولية ومحلية لحل النزاعات.
وفي العراق، تشهد التحضيرات للقمة العربية المقبلة توترات سياسية داخلية نتيجة للتحركات الإقليمية التي تأخذ طابعًا استراتيجيًا في ظل صراع القوى في المنطقة.
هذا التقرير يسلط الضوء على آخر تطورات الأوضاع في هذه البلدان، محاولًا تقديم رؤية شاملة للمستجدات وأثرها على الأمن الإقليمي والإنساني.
- اقرأ أيضا: هادي جلو مرعي يكتب.. نهاية الشعب العراقي
واشنطن تُعلن عن تقليص قواتها في سوريا
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن خطة لخفض عدد قواتها في سوريا إلى النصف خلال الأشهر المقبلة، في خطوة وصفها المتحدث باسم البنتاغون بأنها جزء من عملية تعزيز لإعادة تموضع القوات بما يتماشى مع التغيرات الميدانية والسياسية. القرار يأتي في أعقاب الجهود الأمريكية لإضعاف تنظيم داعش في المنطقة، مع تقليص القوات إلى أقل من ألف جندي مقارنة بنحو ألفي جندي منتشرين حاليًا. في الوقت ذاته، استمر الدعم الأمريكي لحلفائها في محاربة فلول داعش.
التحولات السياسية في العراق
بينما تواصل الحكومة العراقية استعداداتها لاستضافة القمة العربية في بغداد يوم 17 مايو، اندلعت أزمة سياسية داخل البرلمان العراقي إثر اللقاء بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس السوري أحمد الشرع في الدوحة.
لقاء وصفه النواب الشيعة بـ”السري”، مما أثار جدلاً واسعًا، في المقابل، أكدت الحكومة العراقية أن اللقاء تم الإعلان عنه مسبقًا وأنه جزء من جهود لتوطيد مكانة العراق الإقليمية، مشيرة إلى أهمية التنسيق الأمني والاقتصادي مع سوريا. في ذات السياق، واصلت الحكومة العراقية استعداداتها اللوجستية لاستقبال القمة، حيث بدأت الدعوات الرسمية للملوك والرؤساء العرب.
التصعيد العسكري في غزة ولبنان
على صعيد الوضع الإنساني في غزة، أعلنت وكالة الأونروا أن 69% من القطاع يعاني من أوامر تهجير قسري، بينما تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية تدمير الأحياء السكنية، ما يزيد من معاناة السكان. هذا في وقت يحذر فيه برنامج الأغذية العالمي من كارثة إنسانية، بينما تستمر القوات الإسرائيلية في غاراتها على المناطق الجنوبية من لبنان. الجيش الإسرائيلي استهدف منصات لحزب الله في الجنوب اللبناني، مما أسفر عن مقتل شخص في غارة على مركبة.
في لبنان، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف مناطق في الجنوب في إطار الردع الإقليمي، حيث تم استهداف نائب قائد الوحدة 4400 في حزب الله حسين نصر، في خطوة اعتبرها العديد من المحللين جزءًا من تعزيز الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في المنطقة. في الوقت ذاته، أُغلقت المعابر الرئيسية في غزة، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية هناك.
في النهاية الأوضاع في سوريا وفلسطين ولبنان والعراق تشهد تطورات متسارعة على جميع الأصعدة، مع تصاعد التصعيد العسكري في غزة ولبنان، بينما تواصل القوى الدولية إعادة تموضعها في المنطقة. في سوريا، رغم تقليص القوات الأمريكية، فإن الاستراتيجية الأمريكية ما تزال تركز على مكافحة الإرهاب.
وفي العراق، تُستكمل الاستعدادات للقمة العربية في أجواء سياسية متوترة. هذه التطورات تُظهر مدى تعقيد الوضع الإقليمي وحاجة المنطقة لحلول سياسية عاجلة لتجنب المزيد من التصعيد والدمار.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب