العلاقات العربية الكردية.. كتاب يؤرخ للتقارب بين أصحاب «الضاد» والمتكلمين بـ«كرمانجي » وإخوتها
العلاقة بين العرب والأكراد قديمة بحكم التاريخ والجغرافيا
العلاقات العربية الكردية
كتب- عبد الغني دياب
في مستهل صفحات كتابه، يهدي المفكر المصري فتحي محمود مؤلفه الفريد عن العلاقات العربية الكردية إلى القائد الإسلامي الكردي صلاح الدين الأيوبي، الذي قاد العرب والأكراد لتحرير القدس قبل مئات السنين، ليضفي حكما جماليا على كتابه الذي يرصد حركة التقارب العربية الكردية والتداخلات العميقة بين الطرفين، بمقولة ” التاريخ مخفي في حاضرنا.. ونحن مخفيون في بداية التاريخ”.
في حفل ضم العديد من المهتمين بالعلاقات الدولية والخبراء السياسيين والمثقفين العرب والأكراد، إذ ناقش الكاتب الصحفي الكبير فتحي محمود كتابه العلاقات العربية الكردية، أمس السبت في العاصمة المصريةالقاهرة مؤكدا أن فكرة كتابه بدأت من مقال نشره في جريدة الأهرام قبل سنوات عن نفس الموضوع، ليلقى استحسان الجميع، ليبدأ بعدها في تحرير كتابه المكون من 176 صفحة، والصادر عن مركز الأهرام للترجمة والنشر التابع لمؤسسة الأهرام.
وحضر الحفل من المصريين الكاتب الكبير رجائي فايد، والكاتبة الصحفية أسماء الحسيني، والخبير في العلاقات الدولية نبيل نجم الدين ورئيس مركز العرب للدراسات والابحاث محمد فتحي الشريف، والدكتورة دينا محسن، مديرة مركز العرب 2030 للدراسات.
ومن الجانب الكردي زينت القاعة بحضور الدكتورة ليلى موسى، ممثلة سوريا الديمقراطية في مصر، والباحث السياسي أحمد شيخو، والباحث الكردي محمد أرسلان، وعدد من المثقفين العرب والأكراد.
ويتناول الكتاب في مقدمته الأكراد كظاهرة فريدة من نوعها فى الواقع والتاريخ العربى والإسلامى، فهم من أقدم شعوب منطقة الشرق الأوسط، مرتبطين بالإقليم الذى يعيشون على أرضه التى تتركز فى غرب آسيا شمال بلاد الرافدين وجنوب شرق الأناضول بمحاذاة جبال زاغروس، وتعرف باسم كردستان، لكن الاستعمار بعد الحرب العالمية الأولى نجح فى تقسيم هذه المنطقة على أربع دول مختلفة، لتشكل اليوم أجزاء من شمال العراق وشمال غرب إيران وشمال سوريا وجنوب شرق تركيا”.
ويقول المؤلف إن الأكراد بحكم موقعهم الجغرافى والتاريخى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى، يؤثرون فيه ويتأثرون به، ولذلك كان الاهتمام بالعلاقات العربية- الكردية فى وقت تمر فيه منطقة الشرق الأوسط بتطورات متلاحقة وصراعات عديدة، وتعانى فيه الأمة العربية من ثلاثة مشروعات لمحاولات الهيمنة على مقدراتها من جانب إيران وتركيا وإسرائيل، تستخدم كل منها أدوات وعناصر خاصة لإشاعة عدم الاستقرار فى بعض الدول العربية وتحطيم نموذج الدولة الوطنية، ويستلزم الحفاظ على الأمن القومى العربى التنسيق مع الأكراد لمواجهة التحديات المشتركة”.
وتابع: “ورغم العلاقات القوية التى ربطت بين الأكراد وبعض الشعوب العربية، والتى تعد مصر نموذجا مثاليا لها حيث ارتبط بها الأكراد فى مختلف العهود، منذ عهد صلاح الدين الأيوبى، وعندما خصص الأزهر الشريف رواقا للأكراد تخرج فيه الكثير من علماء الدين، كما صدرت بالقاهرة فى إبريل 1898 الجريدة الكردية الأولى باسم كردستان وباللغتين التركية والكردية، وحتى هجرة كثير من العائلات الكردية إلى مصر واندماجهم التام مع أهلها حتى أضحوا جزءا أصيلا من الشعب المصرى، وساهموا فى صنع حضارتها، مثل أسرة بدرخان السينمائية المعروفة وأمير الشعراء أحمد شوقى ورائد الإصلاح قاسم أمين والكاتب الكبير عباس العقاد وغيرهم، إلا أن قطاعا كبيرا من الرأى العام العربى، بما فى ذلك المثقفون، ليس لديهم صورة واضحة عن الأكراد والدور المهم الذى لعبوه فى التاريخ الإسلامى والعربى، وقضيتهم الوطنية ومعاناتهم من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة، وعلاقتهم بالأمن القومى العربى”.
ليبيا في أسبوع.. لقاءات رسمية مكثفة.. وتمسك دولي بإجراء الانتخابات.. ورفض إخواني للاستقرار
ويمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك