الشام والعراق في أسبوع.. سوريا تتطلع للعودة للصف العربي وتعاون لبناني فرنسي لإعادة الإعمار
شهدت منطقتى “الشام والعراق” خلال الفترة الأخيرة، متغيرات سريعة ومتعددة، حيث يعيش العراق مخاض كبير بسبب المطالب الاجتماعية المتصاعدة، وكذلك التحديات الأمنية والسياسية، وفي سوريا ولبنان لايزال تبعات سقوط نظام الرئيس بشار الأسد تلقى بظلالها على المشهد الشامي، لاسيما بعد وصول حكومتين جديتين في البلدان الذي عانيا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، كل ذلك دفع مركز العرب لإطلاق نشرة متخصصة لرصد أبرز الأحداث في الشام والعراق، تأتيكم كل يوم إثنين.
سوريا تعلن تطلعاتها لإعادة بناء العلاقات العربية واللاجئين يعودون تدريجيًا
في خطوة نحو تعزيز التعاون العربي، استقبل المسؤولون السوريون وفد جامعة الدول العربية في العاصمة دمشق، حيث تركزت المحادثات على آفاق استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية ودور الدول العربية في عملية إعادة إعمار البلاد.
وخلال اللقاء، عبّر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن تطلع سوريا لفتح “صفحة جديدة” في علاقتها مع الدول العربية، مؤكدًا على أهمية التعاون العربي في إعادة الإعمار. كما شدد على أن سوريا بصدد تنظيم مؤتمر وطني يضم كافة الأطياف السورية بهدف بناء بيئة آمنة تسهم في عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم. وأكد أن الحكومة السورية مستعدة لتقديم تسهيلات للمستثمرين في مجالات الطاقة والبنية التحتية، داعيًا المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في العقوبات المفروضة على بلاده.
من جانبه، أكّد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، أن سوريا تظل “دولة محورية” في المنطقة وأن عضويتها في الجامعة العربية مستمرة بعد رفع تجميدها في 2023. كما أشار إلى الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في سوريا، التي تؤثر بشكل كبير على الأمن القومي العربي.
عودة اللاجئين السوريين
في سياق متصل، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن عودة نحو 200 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم منذ ديسمبر 2024. وفيما تتوالى عمليات العودة، أشارت المفوضية إلى أن حلب كانت أكثر المناطق استقبالًا للعائدين. رغم هذه العودة، عبّر العديد من اللاجئين عن حاجتهم للدعم المالي واللوجستي لإعادة بناء حياتهم داخل سوريا، في وقت تشهد فيه البلاد استمرار الأوضاع الأمنية الصعبة.
قوات سوريا الديمقراطية: التفاوض هو الحل
في الشأن العسكري، صرّح قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، بأن قواته لن تتخلى عن سلاحها أو تحل نفسها، لكنها تسعى للاندماج في جيش سوريا المستقبل. وأكد عبدي أن الحل الوحيد لإتمام دمج قواته مع وزارة الدفاع السورية هو التفاوض، مشيرًا إلى أن أي مسار آخر قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع. كما دعا إلى ضمان حقوق الأكراد في الدستور السوري، ورفض استنساخ تجربة إقليم كردستان العراق.
وأشار عبدي إلى أن وجود القوات الأمريكية في سوريا يعد أمرًا حيويًا لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، بينما انتقد تركيا متهماً إياها بالسعي لاحتلال مدينة عين العرب لتوحيد مناطق سيطرتها في شمال شرق سوريا.
التركيز على الأوضاع العسكرية والتحديات المستقبلية
في شمال وشرق سوريا، ما تزال المناطق الكردية تشهد تصعيدًا في الهجمات من فصائل سورية موالية لأنقرة. تركيا تصنف وحدات حماية الشعب الكردية كامتداد لحزب العمال الكردستاني، مما يزيد تعقيد جهود الوصول إلى حل سلمي للأزمة. ومع استمرار العمليات العسكرية التركية، تزداد الأوضاع تعقيدًا في المنطقة، مما يهدد استقرارها على المدى الطويل.
لبنان وفرنسا يعززان التعاون لإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار
في بيروت، أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون عن أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في لبنان، ودعا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة. جاء ذلك خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث شدد عون على حاجة لبنان إلى دعم المجتمع الدولي لإعادة الإعمار، خاصة في أعقاب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي دمرت العديد من المنازل والمنشآت.
وفي إطار هذه الجهود، أعلن ماكرون عن تنظيم مؤتمر دولي في باريس لجمع التمويل اللازم لإعادة إعمار لبنان، مؤكدًا دعم فرنسا المستمر للبنان على مختلف الأصعدة. وأشار إلى أن فرنسا ستواصل دعم الجيش اللبناني وتدريب 500 جندي لبناني، بالإضافة إلى برنامج دعم من الاتحاد الأوروبي بقيمة 130 مليون يورو.
غوتيريش يشيد بمستقبل لبنان
أثناء زيارته إلى بيروت، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمستقبل لبنان الواعد، مؤكدًا أن لبنان على عتبة “مستقبل أكثر إشراقًا”. وشدد غوتيريش على أهمية الحفاظ على وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، داعيًا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة في أقرب وقت. وأكد على ضرورة تعزيز دور قوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان لضمان تطبيق القرار 1701 وحفظ الأمن في المنطقة.
العراق: دور محوري في وقف إطلاق النار والمشاركة في إعادة إعمار لبنان وغزة
وفي بغداد، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن العراق كان له دور بارز في تحقيق وقف إطلاق النار في كل من لبنان وغزة، مشيرًا إلى أن العراق يتعهد بالمشاركة الفعالة في جهود إعادة الإعمار في هاتين المنطقتين. وأضاف أن العراق قدّم مساعدات مباشرة إلى غزة والضفة الغربية، داعيًا إلى تشكيل صندوق عربي إسلامي لدعم إعادة الإعمار، يساهم فيه الدول العربية والإسلامية بما تتاح لها من إمكانيات.
وبينما تواصل الأطراف الدولية تحركاتها في محاولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، يبقى التحدي الأكبر هو التوصل إلى حلول مستدامة تأخذ بعين الاعتبار مصالح كافة الأطراف وتضمن استعادة الأمن والاستقرار في سوريا ولبنان وغزة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب
