تأملات في كتاب (رسالة الإسلام) للشرفاء الحمادي يكتبها محمد فتحي الشريف (الحلقة الثالثة)

الملخص

في ختام مقدمة كتاب (رسالة الإسلام) أقول إن الأستاذ علي الشرفاء الحمادي استطاع أن يوضح مفاهيم الدين الصحيح، كما وضع روشتة علاجية حقيقية للعودة للمنهج الإلهي، وقدم لنا وجبة بحثية دسمة تستحق منا بذل الجهد والوقت حتى نبرز ما فيها من جوانب فلسفية عظيمة ومعالجات موضوعية لقضايا شائكة متشابكة غابت فيها الحقائق وتاهت بين سيل من الأكاذيب، فما كان من الكاتب إلا أن وضحها في هذا الكتاب بشكل مختصر.

• اقرأ أيضا: محمد فتحي الشريف يكتب.. قراءة في الأزمة الليبية (1-2)

التفاصيل

السلام والعدل

في الحلقة الثالثة من تأملات في كتاب (رسالة الإسلام) رحمة وعدل وحرية وسلام للمفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، سوف أواصل الحديث عن أسباب الخلاف والفرقة التي أصابت المسلمين ونالت من رسالة الإسلام الحقيقية التي تحتوي على ركائز مهمة منها السلام والعدل والرحمة وتبعد عن الخلاف والفرقة والتناحر، إذ يكمل الكاتب مقدمة كتابه فيقول، إن الخلاف والقتال بين المسلمين حل بهم الكوارث الواحدة تلو الأخرى.

فرق متفرقة

واستشهد الكاتب بقول الله عز وجل في كتابه الكريم (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)، وقوله تعالى (اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) (9 و 10 التوبة).

تحريف وتزوير

لقد أراد الكاتب أن يوضح العبث الذي لحق بالسنة من خلال إدخال بعض الروايات المكذوبة عليها والتي أفسدت الدين ونالت من السنة الحقيقية، فيقول: (ويبين لنا الله في كتابه العزيز أن السنة التي نسبت لها الروايات تحريفا وتزويرا ليست السنة الحقيقية).

الحقيقة الغائبة

لقد أراد الكاتب في تلك المقدمة المقتضبة أن يضع يديه على مواطن الخلل التي تسببت في إلصاق تهم التطرف والإرهاب بالمسلمين، إذ أكد على أن النصوص التي دست على السنة النبوية تهدف إلى هدم الدين وتغييب الحقيقة، فما يخالف القرآن الكريم يجب أن يترك ولا يتم الالتفات إليه.

الغبار الداكن

ولذلك استكمل الكاتب مقدمته وقال: (لذا لابد من رفع الغبار الداكن الذي تسبب في جعل الروايات تطغى على الآيات، حتى أصبحت الروايات هي المرجع الوحيد لرسالة الإسلام، فلم يلتفت دعاة المسلمين ومثقفوهم وعلماؤهم للتحذير الإلهي للمسلمين بالتمسك بالقرآن الكريم، وعدم الالتفات إلى أحاديث مدسوسة وروايات مغشوشة وأساطير (الإسرائيليات) التي تتنافى مع العقل والمنطق ورسالة الإسلام بقوله تعالى (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ).

طغيان الباطل

لقد شبه الكاتب ما حدث بعد وفاة الرسول من تفرق بين المسلمين بالغبار الداكن الذي يغطي على الحقائق ويحتاج إلى وعي وإدراك وعودة إلى كتاب الله الذي يحتوي على الخطاب الإلهي الحق وترك هذا الخطاب المتطرف الذي يخالف القرآن الكريم.

روشتة العلاج

وهنا يضع الكاتب روشتة حقيقية لعلاج هذا الخلل الواضح الذي تسبب فيه الخطاب الديني بكل مفرداته، إذ يقول الشرفاء الحمادي: إن القرآن الكريم حدد خارطة طريق للمسلم من عبادات وتشريعات وقيم وأخلاق في القرآن الكريم، وعلى المسلم أن يجعلها قولا وعملا صادقا في تأديتها للخالق سبحانه محافظا عليها في كل الأوقات حاميا لها من التشويه، مؤديا واجبات التكليف الإلهي مدافعا عنها أمام العابثين بآياته المتربصين لتزوير مقاصده لخير الإنسان والمختطفين لغاياته.

الخير والالتزام

لذلك نصل إلى أن التكليف الإلهي في مقاصده كل الخير، والالتزام بالمنهج الإلهي الذي يحقق العدل والرحمة ويكفل حرية الأفراد ويحقق في النهاية السلام بين الناس جميعا.

تفويت الفرص

وختم الكاتب مقدمة كتاب (رسالة الإسلام) بتوضيح أهداف المنافقين وأعداء الله لكل المسلمين التي يجب علينا معرفتها جيدا حتى ندعها ونفوت الفرصة على هؤلاء، وأن نتبع طريق الرشاد وهو القرآن الذي يدعو للتعاون والمحبة والحرية والمساواة والعدل.

الجوانب المضيئة

وفي النهاية أقول إن هذا البحث الفريد، أراد من خلاله الكاتب أن يوضح بشكل مختصر الجوانب المضيئة في رسالة الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى الخير في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة فهي رسالة عدل وسلام ومحبة وخير ووئام، إذ وضع الكاتب في هذا البحث خلاصة ما جاء في صحيح الإسلام الذي جاء في النص الإلهي المحفوظ وهو القرآن الكريم.

وجبة دسمة

لذلك وضع الباحث عددا من الأطر المهمة التي تشكل الدين منها عناصر الرسالة والتكليف الإلهي والخطابات وأركان الإسلام والعلاقات بين الناس بشكل عام والعلاقات الزوجية بشكل خاص، ثم تحدث عن الحقوق ومنها حقوق اليتامى وضوابط الميراث والإنفاق في سبيل الله.

سلوك المسلم

وكان الختام بالحديث عن سلوك المسلم بشكل عام ثم المحرمات، إنها وجبة بحثية دسمة تستحق منا بذل الجهد والوقت حتى نبرز ما فيها من جوانب فلسفية ومعالجات موضوعية لقضايا شائكة متشابكة غابت فيها الحقائق وتاهت بين الأكاذيب، فما كان من الكاتب إلا أن وضحها في هذا الكتاب بشكل مختصر.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب