الرئيسيةساحة الفكرمقالات الشرفاء الحمادي

المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب .. الشيعة وتشويه رسالة الإسلام

الكاتب مفكر عربي إماراتي.. خاص منصة العرب الرقمية

كيفَ عَميتْ أبصار من يروجون إلى قداسة الحسين بن علي بن أبي طالب وأنه يملك النفع والضر لأتباعه من الشيعة، عن قوله تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دَونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَاَلُكُمْ فَاَدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيَبُوا لَكُمَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. أَلَهُمْ أرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أمْ لَهُمْ أيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أمْ لَهُمْ أعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ).. (الأعراف: 195 – 194)

وقوله تعالى:(له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال).. ( الرعد: 14)

عجزوا عن نفع أنفسهم

وبهذه الآية يتحدّى اللهُ سبحانه عباده بأنّ الذين يدعونهم من دونِ اللهِ عِباد أمثالُهم لا يستطيعون لهم نفعًا ولا ضرًّا، وإذا كانوا قد عجزوا عن نفع أنفسهم وجاءهم الموتُ ولم يستطيعوا إنقاذ أنفسهم منه فكيف يستطيعون أن يُنقذوا الآخرينَ من غضبِ اللهِ وعذابِه يومَ الحسابِ، وهم أنفسهم لا يعلمون مَاذا أعدّ اللهُ لهم يومَ القيامةِ تأكيدًا لقولهِ يخاطب رسوله: (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ).. (الأحقاف:9)

وقوله تعالى في وصف أولئك الغافلين: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون).. (الأعراف: 179)

الارتهان لروايات الخرافة

فإذا كان الرسول ــ عليهِ الصلاةُ والسلام ــ لا يعلم ماذا سيفعل الله به وبالناس ولا يعلم جزاءه عند ربّه، فكيف للحُسين أنْ تكون لديه القدرة وهو ميّت في قبره لا يملك من أمره شيئًا أنْ يبلغ زائر قبره بأنّ اللهَ قد غفر له ذنبه.

واللهُ تعالى يتحداهم في الآية السابقة علَّهم يدركون ما يفعلون ويستيقظون مِن وَهمِهم ويُطَهّرون أنفسهم من الشرك بالله ويحررون عقولهم من الارتهان لروايات الخرافة ليصححوا إيمانـهم بالله الواحد الأحد لا شريك له يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، تأكيدًا لقوله تعالى: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أو يَأْتِيَ رَبُّكَ أو يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أو كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ).. (الأنعام: 158)

وضعوا الحسين في مكانه أعلي من النبي

والرواية السابقةُ عن (جابر بن يزيد الجعفي) تمَ تسويقُها للناس والأميين، الذين لا يُحسنون قراءة القرآن والتدبر في آياته ولم يكتسبوا من معرفة حقيقة الإسلام شيئًا.

يستغلونهم بتلك الروايات التي ما أنزل الله بها من سلطان، والذين وضعوا الحُسين مكانة أعلى من النبي المُختار ــ عليه الصلاة والسلام ــ، بتسويق هذا الخطاب للتغرير بالمؤمنين به، وليتحقّق للقائمين على الخطاب الشيعي، علماؤهم وشيوخهم، الطاعة والإتباع ويستمتعون بالمكانة الاجتماعية التي يتعامل الناس معهم بالتقدير والإجلال يرضون بها غرورهم.

يَسُوقون أتباعهم كما تُساق الماشية ليتحقق للأئمة في المذهب الشيعي قولٌ مطاع، ومكانة لها قُدسية، وأتباعهم عبادة وطاعتهم من الإيمان.

صكوك الغفران

كما أن تلك الدعوات إنما تستميل الناس لِتُخفف عنهم أعباء تكاليف العبادات وما تتطلبه من مجاهدة للنفس وكبح جماحها، حيث ما يدعونهم علماؤهم باتباع التعليم الديني المبني على أمثال روايات الإمام جابر أبي يزيد الجعفي ــ المشار إليه سابقًا ــ ترفع عنهم تكاليف العبادات والتزاماتها وتفتح لهم بابًا للمغفرة دون تحمل مشاق العبادات والسيطرة على أهواء النفس قبل يوم الحساب.

تمامًا كما حدث في القرون الوسطى في أوروبا عندما تم تسويق صكوك الغفران، ولذلك يقبلون أكثر الناس على التصديق بتلك الادعاءات فَيُقدّسون أئمتهم ويعظمونهم لأنَّـهم سيرفعون عنهم أوزارهم يوم القيامة وسيدخلون الجنة بغير حساب.

وينقسم المذهب الشيعي وطوائفه المتعددة ومنها على سبيل المثال كما يلي:

(1)  الاثنا عشرية

(2) الإسماعيلية

(3)  البُهرة

(4)  الزيديّة

(5)  العلاهية

(6) الطريقة الصفوية

(7) العلويّون

(8)  الناوسيّة

(9) جُند السماء

(10) الحسينيون

(11) الحشاشون

(12) الباطنيّة

وكما استطاع الفريقان ــ اليهود والمجوس ــ صرف المسلمين عن القرآن بواسطة روايات مكذوبة ومسمومة تنفيذًا لمخطط شرير للانتقام من العرب حملة الرسالة الإسلامية، وصرف أنظارهم إلى حلقة مفرغة من الروايات المختلفة يختلفون فيها ويتصارعون عليها نقلها أناسٌ منذ قرون يتسببون في تقاتل المسلمين فيما بينهم.

يضربون أعناق بعضهم في سبيل تعصب كل منهم بمرجعيته الدينية التي يعتقد بأنها صاحبة الحق الأصيل في حماية الإسلام والدعوة إليه بما يملكون من قدرات علمية في تفسير آيات القرآن الكريم وفهم مراد الله فيه لعباده. وغيرهم كفرة ــ ليسوا مسلمين ــ ولا يعرفون عن الإسلام شيئًا وجهادهم فرض عين وقتالهم واجب. وكل طائفة وحزب استبد بقناعته، وكل حزب بما لديهم فرحون.

نتج عن تلك المواقف تشويه الرسالة وإبعاد الناس عنها حينما يرون القتل والتدمير ووحشية السلوك والإجرام باسم الإسلام، مما يجعل الناس تبتعد عن الإسلام، ويكرِّهون الناس فيه ويعتبرونه مصدر خوف وفزع وإرهاب.

فبدلًا من أن يُقْبِلَ الناس على الإسلام بما فيه من رحمة وعدل وسلام، جعلوهم يَفِرون حتى من سماع كلمة الإسلام في المجتمعات غير الإسلامية.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

——————————————————-

تعريف

الأستاذ علي الشرفاء الحمادي مفكر عربي له مساهمات وأطروحات غير مسبوقة في العودة إلى حقيقة الدين الإسلامي التي جاءت في القرآن الكريم والدعوة إلى ترك الخطاب الديني المكتظ بالروايات الباطلة والأحاديث المكذوبة التي فرقت المسلمين ونالت منهم ،كما انه مهتم بالشأن العربي وما آل إليه حال الأمة العربية .

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى