السودان في أسبوع.. دعوات دولية لنشر قوات محايدة لحماية المدنيين والجوع يفتك بنصف السكان
نشرة إخبارية تهتم بأحداث السودان.. تنشر الأحد من كل أسبوع
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية الذي لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
السودان.. الأمم المتحدة تدعو إلى نشر “قوة محايدة” لحماية المدنيين
دعا خبراء من الأمم المتحدة، إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة من دون تأخير” في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.
وخلُص الخبراء المكلفون من قبل مجلس حقوق الإنسان في تقرير، إلى أن المتحاربين “ارتكبوا سلسلة مروعة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم دولية، يمكن وصف الكثير منها بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وقال، محمد شاندي عثمان، رئيس بعثة تقصي الحقائق بشأن السودان، إن “خطورة هذه النتائج تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين”.
وكان مجلس حقوق الإنسان أنشأ هذه البعثة نهاية العام الماضي بهدف توثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق، محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى والجرحى ونزوح وتهجير الملايين داخل البلاد وخارجها. وفي حين لم تتضح الحصيلة الفعلية للنزاع، تفيد تقديرات بأنها قد تصل إلى “150 ألفا”.
مجلس السيادة السوداني: الوضع الصحي سيئ ونتطلع إلى دعم “الصحة العالمية”
قال عضو مجلس السيادة السوداني الفريق إبراهيم جابر، إن الحرب الحالية في البلاد، ألقت بظلالها بشكل سلبي على القطاع الصحي، مبيناً أن بلاده تتطلع إلى دعم منظمة الصحة العالمية، وفقاً للواجب الأخلاقي من قبل المجتمع الدولي.
وتطرق جابر خلال لقائه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، والذي وصل إلى البلاد، السبت، في زيارة رسمية تستغرق يومين برفقة المدير العام للمنظمة بإقليم شرق المتوسط حنان بلخي، إلى حاجة السودان لحملة “شاملة للتطعيم ضد الأوبئة التي خلفتها السيول، والأمطار التي ضربت أجزاء واسعة من البلاد”.
وأفادت وكالة السودان للأنباء بأن جابر استعرض خلال لقائه مدير منظمة الصحة العالمية، مساعي السودان بشأن تسهيل “إيصال المساعدات الإنسانية وانسيابيتها نحو مستحقيها”، والإجراءات التي قامت بها الحكومة السودانية لـ”تيسير مرور الإغاثة والمساعدات الإنسانية بما فيها المستلزمات الصحية للمتأثرين بالحرب”.
وذكرت الوكالة أن أدهانوم أشاد بالجهود الكبيرة التي قامت بها وزارة الصحة الاتحادية في السودان خلال الفترة الماضية عقب اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، مؤكداً أن المنظمة ستقوم بحشد الجهود مع الشركاء والمانحين لدعم النظام الصحي بالسودان.
شبح الجوع يلاحق نصف سكان السودان مع استمرار الحرب
أفاد برنامج الأغذية العالمي السبت، بأن استمرار حرب السودان لأكثر من 500 يوم يُعرض نصف السكان للجوع الشديد، في أول مجاعة مؤكدة بالعالم منذ 2017.
وأوضح البرنامج، في منشور على حسابه عبر منصة إكس أنه “ليس هناك وقت لنضيعه، ولا يزال الوصول الإنساني والتمويل أمرين بالغي الأهمية”.
ويبلغ عدد سكان السودان نحو 49.5 مليون نسمة، وفق أحدث التقديرات غير الرسمية.
ومنذ أبريل2023 يشهد السودان حربًا مستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء هذه الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
وحذرت ثلاث منظمات إغاثة كبرى تعمل في السودان، الثلاثاء الفائت، من أزمة جوع ذات مستويات “تاريخية” تشهدها البلاد حيث أُجبر العديد من العائلات على أكل أوراق الأشجار والحشرات، منددة بموقف “اللامبالاة” الذي يتخذه المجتمع الدولي.
وقال كل من المجلس النرويجي للاجئين والمجلس الدنماركي للاجئين ومؤسسة “ميرسي كوربس” العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية في السودان في بيان مشترك: “يشهد السودان أزمة جوع ذات مستويات تاريخية غير مشهودة. ومع ذلك، فإن الصمت يصم الآذان ويموت الناس من الجوع كل يوم”.
السعودية والإمارات ومصر ودول أخرى تصدر بيانا جديدا بشأن المعابر في السودان
عقدت مجموعة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان”، اجتماعا افتراضيا، الخميس الماضي، لبحث الأوضاع في السودان، ودعت لفتح المزيد من المعابر، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وتضم المجموعة كلا من السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة وسويسرا والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.وعقب الاجتماع، أصدرت المجموعة بياناً أوضحت فيه “استمراراها بالتركيز على توسيع الوصول الإنساني الطارئ واحترام القانون الإنساني الدولي، حيث وصل في الأسبوع الماضي ما يقدر بـ3114 طنا متريا من الإمدادات إلى حوالي 300 ألف شخص في دارفور، نتيجة لجهود المجموعة والعمل الشجاع والدؤوب للعاملين الإنسانيين على الأرض”، طبقا لما ذكرت وكالة “واس”.
وقالت المجموعة في بيانها إنها “مستمرة في التفاعل مع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بهدف توسيع نطاق وصول المساعدات عبر الطرق من بورتسودان عبر شندي إلى الخرطوم، وكذلك الطرق من الخرطوم إلى الأبيض وكوستي، بما في ذلك عبر سنار”، بحسب البيان.
ودعت المجموعة “الأطراف السودانية إلى فتح معابر حدودية إضافية، بما في ذلك معبر أويل من جنوب السودان”، وأكدت أنها “مستمرة في الضغط على القوات المسلحة السودانية لإعلان وتنفيذ نظام إشعار مبسط، وتنفيذ قوات الدعم السريع له بالكامل، من أجل تبسيط الحواجز البيروقراطية المرهقة التي تكلف أرواح السودانيين كل يوم، مع مواجهة أكثر من 25 مليون شخص للجوع والمجاعة الحادين”، مؤكدةً أن “الإشعار يجب أن يكون كافياً للسماح بتحرك الشحنات الإنسانية في السودان”، بحسب نص البيان الذي نشرته الوكالة السعودية.
ونوهت المجموعة بإصدار “قوات الدعم السريع توجيه جديد إلى جميع القوات بشأن حماية المدنيين، وتدعم تعهدها بالمساءلة، وستراقب التنفيذ عن كثب”.
كما حددت المجموعة عدة مناطق وصفتها بالـ”حرجة” ينبغي فيها أن تخفّض قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية من التصعيد فوراً، بما في ذلك الفاشر، حيث سيضمن ذلك حماية المدنيين والوصول العاجل للإغاثة بما يتماشى مع الالتزامات التي تعهد بها كلا الطرفين في إعلان جدة.
وجددت مجموعة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان” التأكيد على “التزامها المشترك بالعمل مع الشركاء الدوليين الآخرين لتخفيف معاناة شعب السودان وتحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار في نهاية المطاف، والالتزام بمواصلة التشاور مع النساء السودانيات كجزء من هذا المنبر”، حسبما أفادت الوكالة السعودية.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب