السودان في أسبوع.. المجاعة تفتك بمن نجى من الحرب والصراع يأخذ أبعادا انتقامية
نشرة إخبارية تهتم بأحداث السودان.. تنشر الأحد من كل أسبوع
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
اقرأ أيضا: :السودان في أسبوع.. 5 ملايين شخص على حافة الجوع ومعارك قاسية في الخرطوم وأم درمان
الأمم المتحدة: السودان في طريقه لأن يصبح أسوأ أزمة جوع بالعالم
مع استمرار الاقتتال والحرب الطاحنة في السودان، حذر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، من أن الصراع المستمر منذ عام تقريبا بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانيين وضع الدولة الإفريقية في طريقها لتصبح أسوأ أزمة جوع في العالم، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية وحصد أرواح الأطفال بالفعل.
وقالت إيديم وسورنو، مديرة العمليات الإنسانية، لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن ثلث سكان السودان بالفعل – 18 مليون شخص – يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويمكن الوصول إلى مستويات جوع كارثية في بعض مناطق إقليم دارفور بغرب البلاد، بحلول “موسم العجاف” في شهر مايو.
وأضافت: “كشف تقييم حديث أن طفلاً يموت كل ساعتين بمخيم زمزم في الفاشر، شمال دارفور.. يقدر شركاؤنا في المجال الإنساني أنه في الأسابيع والأشهر المقبلة، قد يموت حوالي 222 ألف طفل في أماكن ما بالمنطقة بسبب سوء التغذية”.
ووصفت ووسورنو الوضع العنيف المروع الذي شهد روايات مرعبة عن الهجمات العرقية والعنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والهجمات العشوائية في المناطق المكتظة بالسكان، بأنه “مادة كوابيس”.
نفاد المساعدات بمخيمات تشاد وسط اكتظاظ واستمرار توافد السودانيين
من المتوقع أن تنفد المساعدات من مخيمات اللاجئين المكتظة شرقي تشاد، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة الناجمة عن امتداد الحرب في السودان، وفقاً للأمم المتحدة.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص في تشاد، بينهم لاجئون، يواجهون فقدان إمكانية الحصول على المساعدات المنقذة للحياة ما لم يتم جمع المزيد من التمويل للمساعدة.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب المدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان أسفرت عن مقتل أكثر من 5000 شخص وتشريد أكثر من 5 ملايين.
وفي تشاد، وصلت أعداد اللاجئين إلى أعلى مستوياتها منذ 20 عاماً.
وحذرت الأمم المتحدة من أن الصراع في طريقه لأن يصبح أسوأ أزمة جوع في العالم، حيث يواجه ثلث سكان السودان البالغ عددهم 18 مليون نسمة انعدام الأمن الغذائي الحاد بالفعل.
وفي مخيمات اللاجئين شرقي تشاد، يؤدي نقص مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي إلى انتشار الأمراض الخطيرة.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها سجلت ما يقرب من 1000 حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي في المخيمات الواقعة شرقي تشاد، الأمر الذي تسبب بالفعل في وفاة العديد من النساء الحوامل.
وقالت ماري خوسيه ألكسندر، منسقة الشراكة في المنظمة في المنطقة، إن اللاجئين في مخيم ميتشي، الذي يؤوي حوالي 40 ألف شخص، في حاجة ماسة إلى الماء والغذاء والمأوى والصرف الصحي الأساسي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكدت وكالة “أسوشيتد برس” أن عمال إغاثة أفرغوا أكياس الحبوب من شاحنات لتوزيعها مع هبوب رياح شديدة عبر التضاريس الصخرية والرملية. استخدم عمال الإغاثة مكبرات الصوت للمساعدة في شرح الكيفية التي تسير بها عملية تقديم المساعدات ولتوزيع الرموز على اللاجئين. وقال أحمد أبساكين، عامل الإغاثة في كاريتاس: “هنا نقوم بالتوزيع بطريقة مستهدفة”.
ويتسبب نقص المياه في انتشار الأمراض، ويخشى عمال الإغاثة حدوث كارثة إذا نفدت الإمدادات.
كما يخشى المحللون أيضاً من أن تمتد التوترات إلى تشاد، حيث التوترات السياسية مرتفعة. وفي فبراير الماضي، قُتل زعيم المعارضة يايا ديلو في العاصمة. وديلو هو ابن عم الرئيس وكان منافساً قوياً في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مايو المقبل.
وقال أندرو سميث، كبير محللي شؤون أفريقيا في شركة فيريسك مابلكروفت، إن الموارد المالية والإمدادات الإغاثية للعمليات الإنسانية منخفضة للغاية. وأضاف: “سيؤدي ذلك إلى زيادة المنافسة على الموارد بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة في شرقي تشاد، ما يزيد من تأجيج التوترات المحلية وعدم الاستقرار الإقليمي”.
“الفاو”: الوضع في السودان خطير ونستهدف دعم 1.2 مليون مزارع
قال آدم فينامان، نائب مدير مكتب منظمة الاغذية والزراعة العالمية (فاو) في السودان، يوم الخميس إن الوضع في السودان خطير للغاية، في ضوء تقرير المنظمة حول انخفاض إنتاج السودان الزراعي من الحبوب.
وتحدث فينامان لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) عن خطة الاستجابة التي تتبعها المنظمة قائلا “حالياً الوضع خطير جداً، ولدينا خطة استجابة نطلب من خلالها حالياً 400 مليون دولار للوصول إلى 9 ملايين نسمة، مع استهداف 1.2 مليون مزارع، ومن المهم التأكد من وجود ما يكفي من المنتجات الغذائية المحلية، خاصة الحبوب الأساسية مثل الدخن والسمسم وغيرها”.
كانت منظمة “الفاو” قد كشفت عن انخفاض إنتاج السودان من الحبوب إلى 46% عن إنتاج العام 2023 إثر النزاع الدائر بين الأطراف السودانية منذ أبريل، وأقل بنحو 40% عن السنوات الخمس السابقة.
وأفادت المنظمة بأن إنتاج الذرة الرفيعة في 2023 يُقدر بثلاثة ملايين طن وهو أقل بنسبة 42% عن السابق العام، فيما بلغ إنتاج الدخن حوالي 683 ألف طن وهو أقل بنسبة 64% عن إنتاج العام 2022. وتوقع التقرير أن يصل إنتاج القمح المقرر حصاده في مارس الجاري، نحو 377 ألف طن وهو أقل بنسبة 20% تقريبًا عن العام السابق.
وعن خطة المنظمة لدعم الزراعة المحلية، قال فينامان “ستبدأ زراعة تلك الحبوب الأساسية في شهر يونيو حزيران 2024 وليس لدينا وقت كاف. لذا سنحتاج إلى تنظيم أنفسنا للحصول على موارد كافية للدعم خلال هذا الموسم الزراعي”، وأضاف أن “أكبر تحد هو الوصول إلى الموارد لاستهداف أكثر عدد ممكن من المزارعين المحتاجين للدعم”.
وأشار فنيامان إلى تأثير الاقتتال الدائر في السودان على الوصول إلى مناطق مختلفة في البلاد، لكنه أكد وجود دعم وطني على الأرض قائلا “هناك أزمة في الواقع، حيث يقتتل الناس في مناطق مختلفة، وهناك بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها، كما هو الحال في دارفور وكردفان، ولكننا قمنا بتطوير شبكة قوية من الأطراف الوطنية والمنظمات المجتمعية للوصول إلى المستفيدين المحليين. ولدينا تجربة العام الماضي حيث تمكنا من الوصول إلى هذه المناطق رغم صعوبة ذلك”.
وأضاف “هذه المرة، أعتقد أننا أكثر استعدادًا لتحقيق ذلك من خلال موظفينا على الأرض وعلى المستوى الوطني وسنتمكن مع قادة المجتمع من العمل معًا لضمان حصول المزارعين على الدعم اللازم حتى يتمكنوا من الزراعة في شهر يونيو حزيران”.
وأشار فينامان إلى الدعم الدولي التي تتلقاه المنظمة في الملف السوداني قائلاً: “حظينا بدعم المجتمع الدولي لدعم الناس في السودان، تلقينا دعمًا من الولايات المتحدة والنرويج وألمانيا من خلال منظمة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). نحن منظمة فنية ولسنا منظمة مانحة، ونعتمد على الدعم السخي من المانحين والمجتمع الدولي لضمان مساعدة الشعب السوداني”.
ويحتاج السودان إلى ما بين 5.5 و 6 ملايين طن من الحبوب لتغطية حاجته من الغذاء، حيث تعتمد مناطق الوسط على الذرة والشمال على القمح والغرب على الدخن. ويعمل نحو 80% من القوة العاملة في السودان، في قطاع الزراعة والرعي الذي يُساهم بنسبة 32.7% من إجمالي الناتج المحلي الذي بلغ 34.3 مليار دولار في نهاية 2021 وفقًا لتقديرات البنك الدولي.
خسائر قطاع الصحة تصل 11 مليار دولار
أعلن وزير الصحة الاتحادي بالسودان، هيثم محمد إبراهيم، أن حجم الدمار والتخريب بالقطاع الصحي في السودان، يقدر بـ 11 مليار دولار بسبب الحرب.
وقال وزير الصحة السوداني إن النداء موجه لتأهيل وإعمار 25 % من المستشفيات بالسودان، وتشمل المستشفيات المرجعية الأساسية التي تضم تخصصات زراعة الكلى والرنين المغناطيسى والاورام .
وأشار إلى أن 75 % من المستشفيات البالغة 702 مستشفى منها 540 تابعة للصحة تعمل جزئيا، حيث تعرضت للتخريب ونهب الأجهزة والمعدات الطبية والشبكات، مبينا أن هناك بعض المستشفيات مثل مستشفى الحصاحيصا ومستشفيات دارفور، تدمرت كليا.
تنامي الأعمال الانتقامية في السودان.. وفيديو يثير موجة غضب
قال تقرير نشرته “أسليد” المتخصصة في رصد مواقع وبيانات الصراعات المسلحة، إن معدلات العنف ضد المدنيين في السودان ارتفعت بنسبة 89 في المئة خلال الأسابيع الأربع الأخيرة المنتهية في الثامن من مارس.
مع تزايد أعمال العنف تكشفت العديد من الانتهاكات في حق المدنيين، التي ترتكبها مجموعات تقاتل مع طرفي الحرب.
وبرزت العديد من الأحداث الخطيرة التي تشير إلى تحول كبير في طبيعة الحرب الحالية، من بينها تصفية 11 شخصا في دارفور بغرب البلاد بتهمة اصطفاف قبيلتهم إلى أحد طرفي القتال.
وسبق تلك الحادثة قطع رؤوس ثلاثة شبان مدنيين في مدينة الأبيض بولاية كردفان بتهمة موالاة أحد طرفي الصراع.
كذلك شهدت العديد من مناطق العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة ونهر النيل والشمالية عددا من التصفيات التي طالت عشرات الأشخاص والتي يعتقد أنها جرت على أساس عرقي.
وأدت حالة الاستقطاب الحاد التي أفرزتها الحرب إلى انتشار خطاب الكراهية وتزايد كبير في وتيرة التحشيد الشعبي الذي بدأ يأخذ بعدا أثنيا وجهويا في العديد من مناطق سيطرة الطرفين.
وبعد شمول رقعة الحرب أكثر من 70 في المئة من مساحة السودان، بدأ طرفا القتال في عمليات استقطاب واسعة على المستوى الشعبي ومستوى الحركات المسلحة المقدر عددها بنحو 92 حركة 87 منها في إقليم دارفور وحده، بينما تنشط 5 في كردفان والنيل الأزرق ووسط وشرق البلاد.
وتعتبر كتيبة البراء التي تقاتل إلى جانب الجيش واحدة من أكثر المجموعات إثارة للجدل، حيث تشير تقارير إلى وجود رابط بينها وتنظيم “داعش”.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب