السودان في أسبوع.. الجيش يتصدى لهجوم الدعم السريع على الفاشر والفيضانات تجبر الأهالي على الفرار
نشرة إخبارية تهتم بأحداث السودان.. تنشر الأحد من كل أسبوع
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
- اقرأ أيضا: السودان في أسبوع.. مناشدات دولية لمنع وقوع المجاعة ومساعي لعودة مفاوضات وقف الحرب بسويسرا
الجيش السوداني يعلن التصدي لهجوم كبير من قوات الدعم السريع على الفاشر
أعلن الجيش السوداني يوم السبت، تصديه لهجوم كبير نفذته قوات الدعم السريع على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، العميد نبيل عبد الله، في تصريح صحفي: “قواتنا سحقت، بحمد الله، اليوم هجوماً كبيراً من قبل مليشيا آل دقلو الإرهابية على مدينة الفاشر”، بحسب صحيفة سودان تريبيون..
بدورها قالت القوة المشتركة للفصائل المسلحة الموالية للجيش إنها “تصدت لهجوم غادر من الدعم السريع، وتمكنت من تكبيده خسائر فادحة “.
وقالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر عبر فيسبوك “توقفت الاشتباكات نسبياً ، ويستمر التدوين المدفعي من قبل مليشيات الدعم السريع ، إتجاه الأسواق والمستشفيات ومنازل المواطنين ، وأنباء عن إصابات وجرحي وسط المواطنين و جاري حصرها الان” .
ولم تعلق قوات الدعم السريع على الهجوم.
يشار إلى أنه منذ العاشر من مايو الماضي تقع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الفاشر.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 صراعا مميتا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل أكثر من 16 ألف شخص.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 7ر10 مليون شخص نزحوا داخليا في السودان، مع لجوء نحو 2ر2 مليون آخرين إلى دول مجاورة، وفقا لأحدث بيانات الأمم المتحدة.
فيضانات مفاجئة تُغرق مناطق واسعة في شمال السودان للمرة الأولى
خلّفت فيضانات مفاجئة في ولايات شمال السودان أكثر من 70 قتيلاً، وخسائر فادحة في الممتلكات، وتسبّبت الأمطار الغزيرة في انهيار ودمار آلاف المنازل في المدن والقرى، ما أدّى إلى تهجير العوائل إلى العراء، وسط تخوّفات من غَمر مناطق بالكامل تقع في مجرى السيول.
وشهدت مناطق واسعة في السودان خلال الأيام الماضية أعلى نسبة هطول أمطار وفيضانات، هي الأكبر منذ سنوات طويلة، واجتاحت السيول مناطق في أقصى الشمال، ظلّت لعقود طويلة خارج خريطة المناخ المُمطِر في البلاد، وفق خبراء في الأرصاد الجوية، وتوقّعت وحدة الإنذار المبكر في هيئة الأرصاد الجوية استمرار هطول أمطار غزيرة، مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية، قد تتسبّب في جريان السيول الجارفة المفاجئة في 4 ولايات، وهي: سنار، والبحر الأحمر، ونهر النيل، والشمالية.
ودَعَت الهيئةُ المواطنين في هذه المناطق إلى اتخاذ الحيطة والحذَر، والابتعاد عن مجاري الأودية والخيران، وتجنُّب عبورها.
بدوره، قال «الهلال الأحمر السوداني» إن كارثة السيول والأمطار بمحافظة أبو حمد بولاية نهر النيل تسبّبت في وفاة 34 شخصاً، وإصابة 588 آخرين، وتضرّر نحو 96 ألف أسرة.
وأفاد في نشرة صحافية بأن السيول الجارفة أدّت إلى انهيار أكثر من 32 ألف منزل كلياً وجزئياً، وتدمير 150 مرفقاً خدمياً.
وقالت الغرفة الفنية لطوارئ الخريف بالولاية الشمالية إن الأمطار والسيول التي اجتاحت الولاية منذ بداية موسم الخريف تسبّبت في مصرع 14 شخصاً، وإصابة 84 آخرين، في حين تعرّض 20 شخصاً على الأقل إلى «لدغات العقارب».
سكان يلجأون إلى الجبال
وتداول ناشطون مقاطع فيديو في منصات التواصل الاجتماعي لأكثر من 200 أسرة في بلدة سركتمو بالشمالية لجأت إلى الجبال، بعد محاصرة المياه البلدة بالكامل. وأشار تقرير الغرفة إلى أن الأمطار الغزيرة هطلت على 55 منطقة في الولاية الشمالية، تضرّرت منها 2766 أسرة.
وأوضحت أنها تجد صعوبة في حصر الأضرار في محليتَي حلفا ودلقو، بسبب السيول والمياه والانقطاع الجزئي في شبكات الاتصال والإنترنت.
من جانبها، أطلقت وزارة الصحة بالولاية الشمالية نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي والإقليمي والمحلي بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة الآلاف من المتضرّرين بالأمطار والسيول بمحافظة وادي حلفا، أقصى شمال البلاد. وحذّرت من كارثة إنسانية مُحدِقة بالآلاف من المواطنين النازحين بسبب الأمطار والسيول، وما يترتب عليها من آثار.
وقالت إن أكثر من 3 آلاف منزل، وعدداً من المرافق الصحية، ومراكز إيواء النازحين، تعرّضت لأضرار بالغة في مدينة حلفا والقرى المجاورة لها، لافتة إلى الحاجة الماسة لإطعام المتضرّرين وإيوائهم، وتوفير الخيام والمواد الغذائية والأدوية.
توقعات بتغيرات كبيرة
وقال الخبير في الأرصاد الجوية، المنذر أحمد الحاج، إن المناخ في ولايتَي نهر النيل والشمالية (شمال البلاد) بدأ يعود كما كان قبل عشرات السنين، مضيفاً أنه نبّه منذ وقت طويل إلى تغيّر في المناخ يعود بالسودان إلى قبل أكثر من 100 عام.
وأوضح في إفادة لــ«الشرق الأوسط» أن المناخ في السودان بدءاً من يوليو (تموز) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، سيكون مناخاً استوائياً أو شبه استوائي، وهذا يتطلب تغييراً في سياسة البناء وطريقة الزراعة؛ للتأقلم على الطقس الجديد.
وتوقع المنذر أن تغمر المياه كل البلدات والمناطق السكنية التي تقع في مجرى السيول والوديان بالولايات الشمالية، ما قد يؤدي إلى وقوع أضرار كبيرة للمواطنين. ووفق وحدة الإنذار المبكر، متوقع أن يستمر تساقط الأمطار بغزارة، مصحوبة بسيول إلى 24 من أغسطس الحالي.
السودان.. مشاورات أمنية وسياسية مكثفة لإنجاح مفاوضات جنيف
تنخرط قوى مدنية وعسكرية سودانية في نقاشات مكثفة بمشاركة وسطاء إقليميين ودوليين في مدينة جدة السعودية والعاصمة الإثيوبية أديس أبابا من أجل الوصول إلى صيغ توافقية لإنجاح المفاوضات، التي دعت الولايات المتحدة طرفي الحرب في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، لعقدها في جنيف السويسرية نهاية الأسبوع الحالي.
وفي حين بدأت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اجتماعات بين تنسيقية القوى المدنية السودانية “تقدم” ومجموعات أخرى من بينها حركتي عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد نور برعاية الاتحاد الإفريقي والهيئة المعنية بالتنمية في إفريقيا “إيقاد”، قال المبعوث الأميركي توم بيريلو على حسابه في منصة “إكس” إن اجتماعات أخرى، تستضيفها مدينة جدة تهدف لاختتام أشهر من المشاورات مع أطراف الصراع والشركاء الإقليميين والخبراء الفنيين، والآلاف من السودانيين المطالبين بإنهاء الحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023.وأكدت تنسيقية “تقدم” وحركتي الحلو وعبدالواحد نور أن انخراطها في اجتماعات أديس أبابا، يأتي ضمن نهج تشاوري من أجل “تمكين السودانيين من امتلاك العملية السياسية وإدارتها”.
وقالت كذلك إن الهدف الأساسي من الاجتماع هو “الاتفاق على تصميم العملية السياسية، وهذا يشمل التوافق على أطرافها وكذلك الاتفاق على القضايا العاجلة، وأهمها إيصال المساعدات الإنسانية ووقف العدائيات وحماية المدنيين، بالإضافة إلى قضايا العملية السياسية، مع الربط بمسار وقف العدائيات”.ووفقا لـ”تقدم”، فإن اجتماع أديس أبابا يسعى أيضا للاتفاق على مسار الانتقال المدني الذي سيتم التوافق عليه في العملية السياسية، والسعي لتوحيد المنابر أو على الأقل التنسيق مع المنابر المهمة الفاعلة.
من جانبها، أكدت الخارجية السودانية في بيان إرسال وفد إلى مدينة جدة برئاسة وزير المعادن محمد بشير أبو نمو للتشاور مع حكومة الولايات المتحدة الأميركية حول الدعوة المقدمة منها لحضور المفاوضات المقرر عقدها بجنيف في الرابع عشر من أغسطس.
مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تحذر من تفاقم الوضع الكارثي للنازحين في السودان
حذرت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أولجا سارادو، من تزايد معاناة النازحين في السودان بسبب هطول الأمطار الموسمية الغزيرة في أنحاء السودان.
وقالت سارادو – في بيان صدر عن المفوضية – إن اللاجئين والنازحين داخليًا يعانون من وضع إنساني كارثي، حيث تفاقم الصراع المستمر منذ أكثر من عام والمجاعة الناتجة عنه. وقد أثرت الفيضانات والأمطار الغزيرة على عشرات الآلاف، مما أدى إلى زيادة النزوح والإصابات والوفيات.
وعزت سارادو، تفاقم الأزمة إلى تأثيرات تغير المناخ، التي زادت من حدة الكوارث الطبيعية في البلاد.
وذكرت أن أكثر من 11 ألف شخص، بمن فيهم اللاجئون الذين تستضيفهم السودان والمجتمعات المحلية في ولاية كسلا الشرقية، تأثروا بسبب الفيضانات الشديدة والأمطار الغزيرة خلال الأسبوعين الماضيين مما تسبب في المزيد من النزوح والإصابات والوفيات.
وقالت إن من بين هؤلاء الذين تأثروا أولئك الأسر اللاتي وصلن مؤخرًا بعد فرارهم من العنف في ولاية سنار وقد نزح البعض منهم ثلاث أو أربع مرات منذ بدء الصراع.
وأشارت إلى أنه بسبب الظروف المناخية والنزوح فقدت تلك الأسر ممتلكاتهم، بما في ذلك حصص الطعام، ويواجهون تحديات كبيرة في الوصول إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه. كما تضرر أكثر من 400 مأوى في مخيم شجراب للاجئين، مما ترك الأشخاص الضعفاء بالفعل في حالة من العوز.
وتبذل مفوضية شؤون اللاجئين وشركاؤها، قصارى جهدهم لمساعدة الفئات الأكثر ضعفاً. وبالتعاون مع السلطات الحكومية، تم تحديد أرض جديدة لإقامة الخيام لإيواء الأسر المتضررة.
ومن المتوقع أن يستضيف الموقع الجديد نحو 800 أسرة نازحة حديثا بسبب الفيضانات. وقد بدأت المفوضية بالفعل في إقامة ملاجئ الطوارئ، حيث تم تركيب نحو 400 خيمة حتى الآن.
وعلى الرغم من هطول الأمطار المستمرة، فقد تم نقل ما لا يقل عن 200 أسرة. بالإضافة إلى ذلك، تخطط المفوضية لتوزيع الأغطية البلاستيكية على اللاجئين لإصلاح الأسطح المتضررة بسبب العواصف.
ومن المتوقع هطول المزيد من الأمطار في الأجزاء الشرقية والغربية من البلاد. وللتخفيف من التأثيرات المماثلة في ولايات أخرى بما في ذلك القضارف والنيل الأبيض والنيل الأزرق، تقوم المفوضية بتخزين مواد الإغاثة الأساسية ومستلزمات المأوى وتنظيف مجاري الصرف الصحي وبناء الحواجز لدعم الطرق الداخلية لحماية المخيمات والمواقع التي تستضيف النازحين.
كما تؤثر الفيضانات في منطقة دارفور على قدرة وكالات الإغاثة المحدودة بالفعل على الوصول إلى المحتاجين. وقد بلغت الاحتياجات الإنسانية أبعاداً ملحمية في المنطقة، حيث لا يزال مئات الآلاف من المدنيين في خطر، كما وردت تقارير عن حدوث مجاعة مؤخراً في أحد مواقع النزوح.
وأشار البيان إلى أن الصراع أدى – بالفعل – إلى تدمير المحاصيل وتعطيل سبل العيش ويزيد الأمر سوءا على النازحين أزمة المناخ. فتعني الأراضي المغمورة بالمياه عدم قدرة الناس على زراعة المحاصيل ورعي مواشيهم، مما يزيد من انعدام الأمن الغذائي والجوع في المناطق المتضررة أيضًا من الجفاف والصراع. وهناك حاجة ماسة إلى تدابير التكيف مع المناخ للحد من التعرض لهذه الصدمات المتكررة.
ومع انتشار الصراع في مختلف أنحاء البلاد، يواصل الناس التنقل بحثاً عن الأمان. وحتى الآن، أُجبر أكثر من 10 ملايين شخص على الفرار من منازلهم داخل البلاد وخارجها.
ومنذ منتصف أبريل، أدت الأمطار الغزيرة المرتبطة بظاهرة النينيو إلى أحداث مناخية متطرفة في شرق أفريقيا ــ بما في ذلك الفيضانات والانهيارات الأرضية والرياح العنيفة والبرد ــ التي تضرب مجتمعات اللاجئين والنازحين. ونظراً لتوقع تفاقم الوضع خلال العام، أطلقت المفوضية نداء لجمع ما يقرب من 40 مليون دولار لمساعدة وحماية 5.6 مليون لاجئ وعائد ونازح داخلياً ومجتمعات محلية في بوروندي وإثيوبيا والصومال ورواندا وجنوب السودان والسودان، ولكنها لم تجمع سوى 5 ملايين دولار فقط.
الجنائية الدولية: سنلاحق مرتكبي الجرائم ومن يمولهم في السودان
قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان- إن الانتهاكات والجرائم ضد الأطفال والمدنيين تفاقمت في السودان خاصة في دارفور، مؤكدا أن من أعطوا الأوامر بارتكاب ذلك ومن يمولهم سيخضعون للملاحقة والتحقيق.
وأوضح خانة، في إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، أن الوضع في السودان يتدهور، في ظل تقارير عن اغتصاب وجرائم ضد الأطفال خاصة في دارفور.
وأضاف مدعي المحكمة الجنائية الدولية أن المتحاربين في الجنينة والفاشر وعموم السودان يعتقدون أنهم سيفلتون من العقاب، قائلا “سنحقق مع من يصدر أوامر بالقوات السودانية والدعم السريع ومن يساعدونهم ويمولونهم”.
يأتي ذلك في ظل احتدام المعارك في مناطق سودانية، بينها الفاشر بشمال دافور، في حين قالت مصادر في الجيش السوداني، للجزيرة، إن قوات الجيش سيطرت على مناطق واسعة غربي مدينة أم درمان، شملت أحياء “المنصورة” و”حمد النيل” و”النخيل”، وأجزاء من منطقة “أبو سعد”، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب