السودان في أسبوع.. البرهان يكشف سبب تأجيل الاتفاق والأمم المتحدة تحذر
أهم الأخبار في السودان.. خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل أحد
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا وأن الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
البرهان: تأخر التوصل إلى اتفاق سياسي سببه خلافات بشأن القضايا الأمنية
صرح رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في مناسبة اجتماعية «بأم درمان»، أن تأخر التوصل إلى اتفاق سياسي سببه خلافات بشأن القضايا الأمنية، مؤكداً أنه هناك تأخر في الاتفاق، لكنه قريب جداً.
وأضاف البرهان أن القوات المسلحة تتفرغ لواجباتها الأمنية وتبعد عن السياسة، وليس لها عداء مع أي من مكونات الشعب، مشيراً إلى أنه لا عودة لما قبل 11 أبريل قبل سقوط الرئيس المعزول عمر البشير.
وقال تحالف قوى الحرية والتغيير في السودان، أمس الخميس، في بيان أن مراسم توقيع اتفاق سياسي لتشكيل حكومة مدنية لإدارة البلاد وإطلاق مرحلة انتقالية جديدة صوب إجراء الانتخابات تأجلت.
وأفاد بيان الحرية والتغيير عن «إرجاء التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي في ميقاته في الأول والسادس من أبريل»، مرجعا السبب إلى استئناف المباحثات المشتركة بين الأطراف العسكرية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري فيما يتصل بالجوانب الفنية الخاصة بإجراءات الإصلاح الأمني والعسكري.
وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها إرجاء التوقيع على الاتفاق النهائي للعملية السياسية في السودان، إذ كان مقررا التوقيع في الأول من الشهر الجاري ولكن تم التأجيل إلى الخميس.
وأكد تحالف الحرية التغيير، والذي يعد أحد الداعين للاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السوداني السابق عمر البشير في 2019، إن مسار المفاوضات بين العسكريين شهد تقدماً في عدة ملفات، مؤكداً أنه بمجرد الوصول لاتفاق بشأن قضايا الإصلاح العسكري “فإن الطريق سيكون سالكاً أمام توقيع الاتفاق السياسي النهائي”.
واتهم تحالف الحرية والتغيير «المجلس المركزي»، من وصفهم بـ«فلول النظام» السابق (نظام عمر البشير)، وحزبه المؤتمر الوطني السابق، بالتخطيط لـ«تقويض العملية السياسية وعرقلتها».
البرهان: عازمون على استكمال العملية السياسية
أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، أمس، عزمه استكمال العملية السياسية التي تجري الآن بـ«السرعة المطلوبة»، بعد إعلان تأجيل للمرة الثانية توقيع الاتفاق السياسي الذي كان مقرراً أمس.
وقال البرهان، في بيان بمناسبة السادس من أبريل: «نؤكد عزمنا استكمال العملية السياسية التي تجري الآن بالسرعة المطلوبة، ونعمل على وصد الأبواب أمام كل محاولات الردة». وأشار إلى أن تأجيل التوقيع على الاتفاق السياسي يهدف إلى وضع الأطر المتينة التي تحافظ على زخم الثورة وعنفوانها. وأضاف أن «الأطراف تعمل الآن بجد لإكمال النقاش حول الموضوعات المتبقية».
وكان البرهان أكد سابقاً ضرورة دمج قوات الدعم السريع في الجيش والتحاق أطراف مدنية أخرى بالعملية السياسية للمضي في الاتفاق الإطاري الذي تم الإعلان عنه في الخامس من ديسمبر الماضي.
حميدتي: ملتزمون بالعملية السياسية حتى الوصول للانتخابات
أكد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي”، الالتزام الكامل بالعملية السياسية وفق الترتيبات المعلنة، وصولاً إلى التحول الديمقراطي بقيام الانتخابات.
وأشار خلال استقباله المبعوث الفرنسي الخاص للقرن الإفريقي، فريدريك كلافييه، اليوم الثلاثاء، إلى أنه مستمر في النقاش مع الأطراف غير الموقعة، لإلحاقهم بالعملية السياسية من أجل تحقيق الاستقرار للسودان والمنطقة.
من جانبه، أكد المبعوث الفرنسي أن زيارته للسودان تأتي في إطار دفع العملية السياسية ومساعدة الأطراف للتوصل إلى اتفاق يحقق الاستقرار للبلاد.
وأكد أن فرنسا تولي اهتماماً كبيراً باستقرار السودان والمنطقة، داعياً جميع الأطراف السودانية إلى أهمية التوصل إلى اتفاق يقود إلى تشكيل حكومة مدنية في البلاد يذكر أن الأطراف السودانية المدنية والعسكرية كانت اتفقت بعد أشهر من المناقشات والخلافات، على التوقيع على اتفاق سياسي نهائي في الأول من أبريل، والتوقيع على مسودة الدستور الانتقالي في 6 منه، والبدء في تشكيل السلطة الانتقالية بحلول 11 من الشهر ذاته، من أجل العودة إلى المسار الديمقراطي الطبيعي في البلاد، وتسليم الحكم إلى سلطة مدنية خالصة، إلا أن الخلافات الأخيرة التي عصفت بين الجيش والدعم السريع أجلت تلك المواعيد.
الأمم المتحدة تحذر من تصاعد التوتر في السودان
أعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم السبت عن قلقه من تصاعد التوتر في السودان، داعياً جميع الأطراف إلى تكثيف جهودهم من أجل عودة حكومة المدنيين.
والخميس، انطلقت تظاهرات في السودان بعدما أدت خلافات إلى تأجيل جديد لاتفاق يمهد لخروج البلاد من الأزمة.
وكان تحالف قوى الحرية والتغيير الذي يمثل القوى المدنية قد دعا إلى التظاهر بعد هذا التأجيل الجديد لتوقيع الاتفاق الذي من شأنه إحياء عملية الانتقال الديمقراطية.
من جهته، دعا تورك السبت جميع الأطراف المعنيين إلى التهدئة والامتناع عن اللجوء إلى العنف.
وقال في بيان “إن البلد يقف عند منعطف حاسم. تم إنجاز الكثير من العمل وتم اتخاذ العديد من الخطوات الإيجابية نحو التوقيع على اتفاق نهائي – يجب بذل كل الجهود الآن لإعادة الانتقال السياسي إلى مساره الصحيح”.
وأعلنت السلطات الخميس عطلة رسمية كون تاريخ السادس من أبريل له دلالات في تاريخ السودان. ففي هذا التاريخ من العامين 1985 و2019 أطاح السودانيون برئيسين.
في العام 2019 وفيما كان السودان، أحد أفقر بلدان العالم، يبدأ مسيرة الانتقال الديمقراطي ويحظى بدعم المجتمع الدولي بعد حكم عمر البشير الذي استمر 30 عاما، شكلت قوى الحرية والتغيير حكومة مدنية تقاسمت حكم البلاد مع العسكريين وكان يفترض أن تقود البلاد إلى انتخابات لتسليم السلطة كاملة للمدنيين.
الخارجية الأميركية تؤكد ضرورة نقل السلطة للمدنيين
جددت الولايات المتحدة الأميركية تأكيد دعمها للعملية السياسية الجارية في السودان، وأبدت استعداد واشنطن لدعم المشاورات مع الأطراف السودانية كافة لتجاوز التحديات التي تواجه الاتفاق السياسي النهائي وتسريع توقيعه وتكوين حكومة مدنية انتقالية ذات مصداقية، وذلك في مسعى أميركي جديد لمواجهة حالة التوتر والقلق التي شابت الأوضاع في البلاد عقب التأجيل الثاني لتوقيع الاتفاق.
وأجرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، مولي فيي، مساء الخميس، اتصالين بكل من نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات «الدعم السريع» الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ«حميدتي»، والمتحدث باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف، وذلك عقب تعثر التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي، بسبب خلافات بين الجيش و«الدعم السريع» حول رئاسة قيادة هيئة الأركان.
وقالت السفيرة فيي، وفقاً لتغريدة أعادت نشرها صفحة السفارة الأميركية في الخرطوم، إنها أكدت في اتصال هاتفي لنائب رئيس مجلس السيادة «حميدتي» دعم الولايات المتحدة لتطلعات الشعب السوداني، وضرورة نقل السلطة إلى حكومة مدنية، واستعداد واشنطن للتحرك والدفع باتجاه هذه العملية المهمة. كما أوضحت أنها أبلغت أيضاً المتحدث باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف، استعداد بلادها لتقديم «دعم أميركي قوي»، من أجل الدفع باتجاه اتخاذ إجراء سوداني سريع يكمل ما أسمته «الرحلة الطويلة لاستعادة الانتقال الديمقراطي».
وكانت السفيرة فيي قد اتصلت برئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في مارس (آذار) الماضي، وفق سجلات مجلس السيادة الانتقالي، لبحث القضية نفسها وضرورة المضي قدماً في إكمال الاتفاق السياسي ونقل السلطة إلى المدنيين.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب