السودان في أسبوع.. الجيش مصر على دحر التمرد والحرب تنعش تجارة السلاح المهرب
أهم الأخبار في السودان.. خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل أحد
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
البرهان: الجيش والشعب مصممون على دحر التمرد
قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وخلال زيارته ولاية كسلا اليوم السبت، إن الجيش والشعب مصممون على دحر التمرد.
وأضاف أن الحرب، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي تشهدها البلاد حاليا تؤكد على “الحاجة إلى وجود جيش محترف”.
وأعلن البرهان عن ترحيبه بأي دعم يصب في إعادة الإعمار، مشدد على “رفض الإملاءات”.
وكان البرهان أكد، أن تمرد قوات الدعم السريع استهدف استقرار السودان وأمن المواطنين.
وقال البرهان: “سنعمل على الحفاظ على وحدة البلاد وضمان أمن المواطن السوداني”، داعيا المتمردين إلى إلقاء السلاح.
وأضاف: “هناك جرائم حرب ارتكبت في الخرطوم ودارفور ويجب محاسبة مرتكبيها”.
وتابع: “الحرب في السودان لخدمة أشخاص محددين وستنتهي عاجلا”، مشيرا إلى أن الحرب الراهنة تهدد بتفتيت السودان.
وأكد قائد الجيش السوداني في كلمة له عقب اللقاء، أن “القوات المسلحة لا تسعى للاستمرار في الحكم”، وأن “ما يسعى له الجيش هو إجراء انتخابات حرة ونزيهة”.
وأضاف: “نسعى لاستكمال المسار الانتقالي الديمقراطي إلى أن يختار الشعب السوداني من سيحكمه”.
مصر تسيير رحلات من القاهرة إلى بورتسودان
أعلنت شركة مصر للطيران عن تسيير أولى رحلاتها الجوية من القاهرة إلى بورتسودان الواقعة شمال شرق دولة السودان، اعتبارا من أول سبتمبر المقبل وبواقع رحلة واحدة يوميا، ويأتي ذلك في ضوء تنشيط الحركة الجوية ودعم الجهود لزيادة شبكة خطوطها الجوية.
وتعتزم الشركة الوطنية مصر للطيران، أيضا إعادة تشغيل خطها المباشر بين القاهرة والعاصمة اليابانية طوكيو، خلال سبتمبر المقبل بواقع رحلة أسبوعيًا.
وتنسق مصر للطيران أيضا، خلال الفترة الحالية من خلال العلاقات الدبلوماسية التي تجمع وزارة الطيران المدني مع السفارة الكورية في مصر، لتشغيل خط طيران مباشر يربط مصر بكوريا الجنوبية لدفع حركة السياحة والاقتصاد وارتفاع معدلات التبادل التجاري بين الدولتين.
الشركة الوطنية مصر للطيران، علقت رحلاتها الجوية إلى العاصمة السودانية الخرطوم في أبريل الماضي، على خلفية الأحداث التي شهدها السودان خلال الأشهر القليلة الماضية، من اندلاع اشتباكات ومواجهات داخل البلاد.
من جانبه قال مكي مغربي الخبير في الشأن الأفريقي: بعد فتح مطار بورتسودان أمام حركة الطيران المدني وانتقال الحكومة إلى هناك سوف تدار السودان خلال المرحلة القادمة من قبل بورتسودان لكن مع الإبقاء على عدد من الوزارات في مدن أخرى من السودان على سبيل المثال تقرر أن تكون وزارة الصحة ووزارة الزراعة في واد مدني، تكون وزارة الحكم المحلي في مدينة كسلا وغيرها من التقسيمات.
وأضاف مغربي في تصريحات لـ”صدى البلد”، أن هناك أنباء بشأن رئاسة الحكومة وعدد من الوزارات المهمة في بورتسودان، وهناك أفرع أخرى من الحكومة في ولايات السودان المختلفة.
وتابع: التركيز الآن على حسم التمرد في الخرطوم باعتبار أن التمرد يسعى إلى إحدى المناطق العسكرية الكبرى في الخرطوم، ويتزايد عدد ضحاياه بصورة كبيرة حتى الآن في السودان.
وكان استقبل الرئيس السيسي، الثلاثاء، بمدينة العلمين الجديدة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أكد خلال اللقاء اعتزاز مصر الكبير بما يربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي من أواصر تاريخية وعلاقات ثنائية عميقة، مؤكدًا موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصةً خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، أخذًا في الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء شهد استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظًا على سلامة وأمن السودان الشقيق، على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية، ويصون مصالح الشعب السوداني الشقيق وتطلعاته نحو المستقبل، وتناول اللقاء كذلك تطورات مسار دول جوار السودان، حيث رحب رئيس مجلس السيادة السوداني بهذا المسار الذي انعقدت قمته الأولى مؤخرًا في مصر.
حرب السودان تنعش مهرّبي الأسلحة
في ظل حرب متواصلة في البلاد منذ أربعة أشهر، يشهد شرق السودان حركة نشطة في الاتجار بالسلاح، خصوصا في المنطقة الحدودية مع إريتريا وإثيوبيا، إلى حدّ لم يعد بإمكان التجّار تلبية الطلب.
ففي سوق تجاري صغير قرب المثلث الحدودي بين البلدان الثلاثة في شرق السودان، قال مهرّب الأسلحة ود الضو الذي اختار اسما مستعارا لوكالة فرانس برس، “زاد الطلب على السلاح حتى صرنا لا نستطيع تلبيته”.
وتابع المهرب البالغ من العمر 63 عاما ضاحكا “ماذا تريد؟ كلاش (البندقية الآلية أو الكلاشينكوف) أم قناصا أم مسدسا”، في إشارة إلى أنواع الأسلحة المتاحة لديه.
كما أوضح أن الشحنات كانت تصل في السابق كل ثلاثة أشهر، أما الآن فكل 15 يوما تقريباً تصل شحنة!
بدوره، أكد صالح (اسم مستعار) البالغ من العمر 35 عاما والذي يعمل في تهريب الأسلحة أيضا أن “الإقبال على تجارة السلاح اليوم أكبر”، لافتا إلى ظهور وجوه جديدة في المجال، و”أشخاص لم يعملوا بها من قبل”.
إلى ذلك، كشف أن اهتمامات الزبائن في الوقت الحالي اختلفت عن السابق. فسابقا “كان الطلب أكبر على المسدسات، أما الآن فيرغب الناس في بنادق القنص والرشاشات”، مشيرا إلى أن أنواع بنادق القنص المتاحة “إما أميركية أو إسرائيلية، وهناك القليل إيراني”.
أما عن أسعار الأسلحة، فأوضح صالح أن الرشاش الآلي الروسي “الكلاشنكوف” بلغ سعره ما يعادل 2000 دولار تقريبا، مقارنة بحوالي ألف دولار قبل الحرب.
بينما بلغ سعر بندقية القنص الأميركية ما يعادل 8300 دولار، فيما بلغ ثمن مثيلتها الإسرائيلية حوالى عشرة آلاف دولار وهي من بين “الأعلى طلبا”، بحسب صالح.
فيما كشف مسؤول أمني طلب عدم ذكر اسمه أن السلطات صادرت خلال أشهر الحرب الماضية عدة شحنات من السلاح. وقال “يستخدم مهرّبو السلاح والمخدرات مرافئ في مناطق نائية، جغرافيتها وعرة”، مضيفا أن “من أشهر المناطق، خليج سالم جنوب مدينة طوكر وقرب الحدود مع إريتريا”.
كما أشار إلى أن حركة تجارة الأسلحة في هذه المنطقة لا تقتصر على السودان فقط بل “ينشط فيها مهرّبون من اليمن، وبعض المهربين من الصومال.. وهم جزء من مجموعات مرتبطة بشبكات عالمية لتهريب الأسلحة”.
وأوضح المسؤول الأمني أن “مثلث الحدود بين الدول الثلاث يعتبر تاريخيا مركزا لتجارة السلاح غير الشرعية بسبب نشاط المجموعات المسلحة الإثيوبية الإريترية ضد حكوماتها”.
وأشار بالتحديد إلى منطقة “البطانة”، وهي منطقة سهلية منبسطة تمتد من شرق السودان وحتى العاصمة وتمر بها ولايات كسلا والقضارف والجزيرة ونهر النيل، و”تمثل ممرا لتهريب السلاح”.
كذلك لفت إلى أن “البطانة منطقة قليلة السكان والتواجد الأمني فيها ضعيف، كما أن طرقها غير ممهدة وتحتاج إلى خبير لمعرفتها”.
يشار إلى أن البلاد كانت حتى قبل اندلاع المعارك الدامية بين الجيش والدعم السريع، مليئة بالأسلحة الفردية.
ففي نهاية العام الماضي، أعدّت لجنة جمع السلاح، وهي جهة حكومية تشكّلت العام 2017، تقريرا أفاد بأن هناك “خمسة ملايين قطعة سلاح في أيدي المواطنين، غير الأسلحة لدى الحركات المتمردة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق”.
غوتيريش يحذر من “حرب أهلية” في السودان.. ويدعو لإنهاء العنف
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الخميس، “الجهات الدولية والإقليمية للمساهمة في وقف الأعمال العدائية في السودان، محذرا من اندلاع “حرب أهلية”.
وقال غوتيريش: “أحث الجهات الدولية والإقليمية على تنسيق جهودها لإجبار الأطراف السودانية على وقف الأعمال العدائية”.
وأضاف “التعبئة العرقية المتزايدة يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية في السودان سيكون تأثيرها مدمرا على الشعب والمنطقة”.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن “وحدة الدولة السودانية واستقرار المنطقة على المحك وحان الوقت لإلقاء السلاح”.
وذكر غوتيريش أن “قوات الدعم السريع أنشأت قواعد في المناطق السكنية في السودان”.
وأسفر النزاع بين الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، محمد دقلو، منذ اندلاعه عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص، وفق منظمة “أكليد” غير الحكومية.
لكن الحصيلة الفعلية مرشحة لأن تكون أكبر لأن العديد من مناطق البلاد معزولة تماما، وليس في الإمكان التنقّل ومعاينة الوضع على الأرض. ويتعذّر دفن الكثير من الجثث المتناثرة في الشوارع، ويرفض الجانبان الإبلاغ عن خسائرهما.
وفي أربعة أشهر، أُجبر أكثر من 4.6 ملايين شخص على الفرار، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
وقال غوتيريش للصحفيين، الخميس، تعليقا على “سلسلة الانقلابات في الأشهر الأخيرة، خاصة في أفريقيا”، إن “العديد من الدول تواجه تحديات عميقة في الحكم. لكن الحكومات العسكرية ليست الحلّ”.
وأضاف أن الحكومات العسكرية “تزيد المشاكل سوءا. فهي لا تستطيع حلّ الأزمة، بل يمكنها فقط أن تفاقمها”.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة “أدعو كل البلدان إلى إنشاء مؤسسات ديمقراطية ذات مصداقية ودولة القانون”.
تأتي هذه التصريحات بعد الانقلاب في الغابون حيث أطاح عسكريون الرئيس، علي بونغو أونديمبا، الأربعاء، بعيد إعلان إعادة انتخابه في اقتراع قال الانقلابيون إنه مزور.
ودان غوتيريش “بشدة” الانقلاب الأربعاء.
والانقلاب في الغابون هو الثامن في أفريقيا، منذ عام 2020. وشهد الانقلاب السابق استيلاء الجيش على السلطة في النيجر، في يوليو الماضي.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب