لا قول يتجاوز قول الله.. والروايات فرقت المسلمين تأملات في كتاب (رسالة الإسلام) للشرفاء الحمادي
حلقات أسبوعية يكتبها محمد فتحي الشريف (الحلقة الثامنة)
الملخص
الحديث هو حديث الله -عز وجل- والقول والعمل والسلوك هي أخلاقيات الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلا قول يتجاوز قول الله، والروايات تفتح الباب على مصراعيه للنيل من الدين، وخاصة عندما تصطدم مع نصوص القرآن الكريم وتخالفه، كما أن الروايات نجحت في التأسيس للفرقة بين المسلمين من خلال مذاهب وفرق مختلفة متناحرة أضعفت المسلمين ونالت من سماحة الدين وخالفت (القرآن) الذي يدعو إلى الرحمة والعدل والحرية والسلام، هذا أبرز ما جاء في الفصل الأول من كتاب (رسالة الإسلام) للمفكر العربي علي الشرفاء الحمادي فإلي التفاصيل.
التفاصيل
أفواه الشيطان تروي كلام الأشرار
في ختام الحلقة الثامنة من حلقات تأملات في كتاب رسالة الإسلام نتحدث عن الجزء الأخير من الفصل الأول من كتاب (رسالة الإسلام) الذي حمل عنوان القرآن والسنة، أراد المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي أن يوضح الفرق بين القرآن والسنة، وأن يوضح المفهوم الصحيح للسنة النبوية وهي أخلاقيات الرسول وأفعاله، فالسنة ليست روايات تنقل، لأن القول الصحيح هو قول الله عز وجل، الذي لا يتجاوزه قول، فكل القصص والعبر التي جاءت في القرآن الكريم هي أعمال وأفعال تلك الأمم وليست أقوالهم، لذلك فالروايات تفتح الباب على مصراعيه للنيل من الدين، وخاصة عندما تصطدم مع نصوص القرآن الكريم وتخالفه، ولذلك حذر الشرفاء الحمادي في ختام هذا الفصل من إغراق العقول بتلك الروايات فقال: (علينا أن نتبع تحذير الله منهم، فقد أغرقوا العقول بالروايات وتراكمت الحكايات حتى طغت علي الآيات، وتبارت أفواه (الشيطان) كل يروي ما يمليه عليه الأشرار، كما قال الله تعالي: ( اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). (سورة التوبة 9).
الروايات أسست للفرقة
ثم بعد ذلك، يوضح الحمادي في ختام هذا الفصل أن الفرقة التي نجحت الروايات في التأسيس لها بين المسلمين كانت أحد أسباب ضعف وهوان المسلمين، فقال الكاتب: (حين فرقوا المسلمين إلى فرق وطوائف يقتلون بعضهم بعضا والذين قال فيهم الله سبحانه: “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ” الآية (159) سورة الأنعام.
السعي إلى حب الله واتباع الرسول
وهنا يتعجب الشرفاء الحمادي من عدم اتباع المسلمين للرسول من خلال القرآن والسنة الصحيحة، مؤكدا في الوقت نفسه وفق ما جاء في القرآن الكريم أن اتباع الرسول يدخلنا في دائرة محبة الله عز وجل، فيقول الكاتب: فلماذا لا نتبع رسول الله! وهو يدعونا لكي يحبنا الله، وهو يقول عن ربه سبحانه: “قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” الآية (31) سورة آل عمران.
ويضيف الكاتب في نفس السياق قائلاً: اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام فيما أنزل عليه من آيات بينات تضمنت التشريعات والعظات والأخلاقيات والعبر لمن سبقنا من الأمم البائدة مؤكدا قوله سبحانه: “اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ” الآية رقم (3) من سورة الأعراف.
ميزان العدالة
قال الله سبحانه وتعالى “تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ” الآية (6) سورة الجاثية.
ثم بعد ذلك يوم يأتي الحساب يضع الله ميزان العدالة على القاعدة الإلهية: “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره” الآية 7 و8 سورة الزلزلة.
السنة أفعال لا أقوال
وفي الختام نقول إن السنة النبوية الصحيحة التي توافق القرآن هي أفعال وأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، وليست الأقوال والروايات التي نالت من الدين.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب