وحدة الرسالة وفق المنهج الإلهي ومهمة الرسول البلاغ.. تأملات في كتاب (رسالة الإسلام) للشرفاء الحمادي
حلقات أسبوعية يكتبها محمد فتحي الشريف (الحلقة العاشرة)
وحدة الرسالة
في باب (عناصر الرسالة) وضع المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي عنوانا باسم (وحدة الرسالة)، وتحت العنوان ذكر عددا من الآيات التي تدل على وحدة الرسالات السماوية، تاركا للقارئ التدبر والتفكر في تلك الآيات التي تدل -بما لا يدع مجالا للشك- على وحدة الرسالات السماوية.
الآية واضحة المعاني والدلالة
قال الله تعالى (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) سورة (البقرة الآية 136).
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الله عز وجل وحد الرسالة وجعلها رسالة التوحيد والإخلاص في العبادة، وأمر الناس أن يسلكوا طريق الخير والرحمة والمودة والسلام، وهو طريق (المعروف)، ونهاهم عن فعل الخبائث من الشرك والظلم والقتل والنفاق وهو طريق (المنكر)، وشرع لهم منهجا قويما ورسالة واضحة كما جاءت في المنهج الإلهي القرآن الكريم.
الرسالة هي الإسلام
وبعث الله الرسل والأنبياء جميعا على هذا المنهج بداية من آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى إلى محمد، فجميع الأنبياء والرسل (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) جاؤوا لدعوة الناس إلى الإيمان بالله وإخلاص العبادة له وحده لا شريك ولا ند له سبحانه، وهذه هي رسالتهم الواحدة، وحيث إنّ رسالة جميع الأنبياء والرسل واحدة، إذاً فإن دينهم واحد، فجميع الرسل والأنبياء جاءوا بدعوة واحدة هي الإسلام بمفهومه الشامل، ويجب علينا الإيمان بما جاء عن السابقين من الرسل ليصح إيماننا بالإسلام.
(الإيمان والتصديق)
(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (سورة البقرة الآية 285).
الإيمان بمنهج الله القويم
فالآية واضحة تتحدث عن إيمان الرسول صلى الله عليه وسلم بما أوحي إليه من ربه وحُقَّ له أن يُوقن، والمؤمنون كذلك آمنوا وصدقوا وعملوا بالقرآن العظيم، المنهج الصحيح الواضح الذي يرسم طريق السعادة في الدنيا والآخرة، ونحن المسلمين المؤمنين بكتاب الله عز وجل لا نفرق بين أحد من رسل الله.
(البلاغ والعصمة)
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (الآية 67 سورة المائدة).
مهمة الرسول
الآية السابقة توضح مهمة الرسول صلي الله عليه وسلم وهي بلاغ رسالة الله عز وجل للناس أجمعين، فمهمة الرسول البلاغ فقط، ولقد أشار المفكر العربي الكبير الأستاذ علي الشرفاء الحمادي في أطروحات سابقة بالتفصيل حول مهمة الرسول بأنها تنتهي عند البلاغ والهداية من الله عز وجل.
وأكد الشرفاء الحمادي على وحدة الرسالة وأن الدين عند الله الإسلام وكل ما سبق كان شرائع، فالرسالة واحدة والمنهج الإلهي واحد.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب