القاهرة ـ محمد فتحي الشريف
لماذا الصراع؟
روسيا تعترف باستقلال (أوكرانيا) وترفض في الوقت نفسه انضمامها للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).. والسبب في رفض موسكو منطقي وواقعي، وهو حفظ أمنها القومي.. في المقابل أمريكا وبعض دول الاتحاد الأوروبي يصرون على انضمام أوكرانيا للحلف بهدف الضغط على روسيا سياسيا واقتصاديا وإضعاف نفوذها وجعلها في مرمى نيران حلف شمال الأطلسي وأمريكا.. روسيا طلبت تعهدا مكتوبا من الاتحاد وأمريكا بعدم تهديد أمنها القومي من خلال انضمام أوكرانيا للحلف والاتحاد، أمريكا والناتو يتهربون ويرفضون ذلك، الرئيس الأوكراني يصعد ويتوعد الروس.. روسيا تحشد.. وبوتين يحذر.. ثم يبدأ في شن هجمات منظمة على أجزاء من أوكرانيا من ضمنها العاصمة (كييف)، الإعلام الأمريكي والأوروبي يحرض ضد روسيا، وأوروبا تساعد بالسلاح والمال، وأوكرانيا تنهار أمام الغزو الروسي، الاقتصاد العالمي يتأثر، المفوضات تبدأ.
حرب عالمية ثالثة
شكلت الأزمة الروسية الأوكرانية المتدخل فيها الاتحاد الأوروبي وأمريكا من جانب والصين وكوريا الشمالية من جانب آخر، مخاوف لاندلاع حرب عالمية ثالثة قد تكون عواقبها وخيمة على الكرة الأرضية بأثرها، وخاصة في ظل التقدم التكنولوجي الهائل وامتلاك الأطراف المتصارعة أسلحة دمار شامل ورؤوسا نووية قادرة حسب آخر التقارير على تدمير 70% من الكرة الأرضية.
أمريكا والسيطرة على العالم
الأزمة بين (روسيا وأوكرانيا) قديمة ومتأصلة الجذور من عشرات السنين، فهي مشكلة حقيقية، نظرا لأنها تعد نقطة ضعف وقوة في الصراع العالمي القديم الجديد بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، فالولايات المتحدة ترغب في إضعاف روسيا والضغط عليها بكافة الوسائل الممكنة في أماكن نفوذ الدب الروسي، وذلك بهدف انفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالقرار الدولي واستمرار الهيمنة والنفوذ بالاستعانة بالاتحاد الأوروبي، وخاصة بعد الانكسار الأخير الذي حدث لنفوذها في أفغانستان، ولذلك تريد أمريكا أن تمد نفوذها وتحكم السيطرة على موسكو من خلال تواجد حلف شمال الأطلسي (الناتو) في المنطقة بضم أوكرانيا إلى الحلف للضغط على روسيا.
أوكرانيا حلبة صراع النفوذ
على الرغم من أن أوكرانيا دولة مستقلة لها سيادتها وعضو في الأمم المتحدة، إلا أن روسيا تعتبرها جزءا أصيلا من تاريخ الماضي والحاضر والمستقبل، وذلك لأن العاصمة الأوكرانية (كييف) كانت تسمى كييف روسيا، ومن المعروف أن قرابة 20% من سكان أوكرانيا هم روس.
بالإضافة إلى كون أوكرانيا تعد داخل محيط التواجد الروسي والنفوذ سياسيا واجتماعيا، لأن معظم الشعب الأوكراني يتحدث اللغة الروسية، ولذلك من الصعب أن يسيطر على أوكرانيا أي جهات دولية لأن ذلك يعد خطرا مباشرا على الأمن الروسي، وخاصة إذا كانت تلك المساندة والسيطرة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من خلال القوى العسكرية الأكبر على مستوى العالم وهي حلف (الناتو).
وعلى الرغم من أن التاريخ النضالي لأوكرانيا من أجل الاستقلال تاريخ يعود لمئات السنين إلا أن الصراع حولها يبقى حاضرا نظرا لأنها تعد نقطة ارتكاز لكافة القوى الدولية.
وعلى الرغم من حصول أوكرانيا على استقلالها من قبل خمس مرات، والذي لم يدم سوى ستة أشهر في المرة الأولى وبعد فترة أخرى نالت استقلالها للمرة الثانية واستمر 3 أشهر، وأعقب ذلك الاستقلال لثلاث مرات أخرى، دامت فترة إحدى مرات الاستقلال 18 ساعة فقط قبل أن تسقط مرة أخرى، لذلك النزاع والصراع حول أوكرانيا مستمر حتى في استقلالها وعضويتها للأمم المتحدة كما هو الحال الآن.
روسيا تدافع عن أمنها
في حقيقة الأمر إن طرح المشكلة الأوكرانية في وسائل الإعلام طرح غير محايد، فعرض المشكلة على الرأي العام العالمي جزء من الصراع الروسي الأمريكي الأوروبي، فالإعلام الأمريكي والأوروبي يروج لاحتلال روسي لأوكرانيا، وهو أمر غير حقيقي في واقع الأمر، فروسيا تدافع عن أمنها، وأوروبا وأمريكا تدافعان عن نفوذهما في شرق أوروبا وتقويض نفوذ روسيا.
روسيا تعترف باستقلال أوكرانيا
في حقيقة الأمر تعترف روسيا من الناحية الرسمية باستقلال أوكرانيا وأنها دولة ذات سيادة وجارة لهم، ولكنهم يدركون في الوقت نفسه أن هناك مخططات خارجية تريد أن تنال من روسيا من خلال دعم أوكرانيا اقتصاديا وعسكريا لتبقى خاصرة رخوة في ظهر الدولة الروسية.
وعلى الرغم من ذلك هناك تخوف أوكراني من فقد السيادة مرة أخرى والاستقلال من خلال هاجس تجارب الاستقلال السابقة، وهو أمر غير واقعي ولا حقيقي، لأن روسيا حشدت الجنود واستعدت لمواجهة حلف الناتو وليس أوكرانيا.
لب الأزمة
ويبقى لب المشكلة الحقيقي هو التخويف الأمريكي الأوروبي لمسئولي وشعب أوكرانيا من فقد استقلالهم واستغلال روسيا لقوتها العسكرية ضدهم هذا هو لب المشكلة وخطورتها، فما تراه روسيا خطرا على أمنها واستقلالها تراه أوكرانيا ضمانا لأمنها واستقلالها، هذا هو أساس المشكلة، وهنا التناقض الشديد في سياسة البلدين.
ولعبت أمريكا وأوروبا دورا كبيرا في تفاقم المشكلة من خلال الإيعاز للشعب الأوكراني، بأن انضمام البلاد للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يمنح الشعب قوة سياسية واقتصادية، وهو أمر مرفوض من الروس، لأنه يشكل خطرا على أمنهم ويعد نفوذا لأمريكا في المنطقة.
ويبقى الموقف الروسي تجاه الأزمة مرتكزا على أن موسكو تعترف بأوكرانيا كدولة مستقلة ذات سيادة، ولذلك لا داعي للتدخل الأوروبي الأمريكي في الأمر.
أهمية أوكرانيا لروسيا
لم تدخل روسيا لغزو أوكرانيا إلا بهدف واحد وهو حفظ أمنها القومي، نعم حفظ أمنها القومي بعيدا عن المعلومات المغلوطة التي يسوق لها الإعلام الأمريكي الأوروبي، فلقد تعلم بوتين من دروس الماضي وخاصة أن انهيار الاتحاد السوفيتي وهيمنة أمريكا على العالم، لم تكن من خلال حرب نظامية إنما كانت حربا باردة لعبت فيها الأجهزة الاستخباراتية الدور الأبرز ونجح جهاز المخابرات الأمريكية (CIA) في تفكيك الاتحاد السوفيتي عندما أزيل سور برلين وتم توحيد ألمانيا.
أوكرانيا المستقلة
بالعودة إلى التاريخ نجد أن الثورة البلشفية عندما قامت على حكم القيصر في روسيا سنة (1917)، لم تكن أوكرانيا جزءا من روسيا في هذا التوقيت، ولكنها كانت وظلت مؤثرة في أمن موسكو بسبب موقعها الاستراتيجي.
سيناريو مكرر بعد مائة عام
ومع التخوف من تهديد أوكرانيا لأمن موسكو قرر فلاديمير لينين الزعيم الروسي غزو أوكرانيا وضمها للاتحاد السوفيتي سنة ١٩٢٢ أي قبل مائة عام من اليوم.
فأوكرانيا جزء من الحدود الاستراتيجية لروسيا من الغرب، وتؤثر في اقتصادها وزرعتها بشكل مباشر من خلال أنها طريق روسيا للمياه الدافئة.
الحرب بين (الناتو) و(وارسو)
لقد بدأت الحرب الباردة عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا على قيادة العالم، وكان الاتحاد حلف وارسو، وأمريكا حلف الناتو، وسعى كل حلف لضم حلفاء له ووصل الناتو إلى 30 دولة، وكانت أوروبا مقسمة بين الحلفين الغربية مع الناتو والشرقية مع وارسو.
واستمر هذا الصراع على النفوذ العالمي حتى عام 1988 وانطلقت ثورة الشباب في ميدان (تيانمين) في الصين سنة ١٩٨٨، لكن الصين قضت عليها وأصرت على حماية الدولة ونجحت.
سور برلين وتفكك الاتحاد السوفيتي
ثم جاء انهيار سور برلين سنة ١٩٨٩ الذي قسم ألمانيا شرقية وغربية بعد الحرب العالمية الثانية، ثم تبعها انهيار الاتحاد السوفيتي سنة ١٩٩١ وإصرار معظم جمهورياته على الاستقلال واندلاع عدة حروب.
وكانت بصمات الولايات المتحدة الأمريكية واضحة في دعم كل الحروب في أوروبا الشرقية التي كانت تخضع لروسيا، مثل أحداث الشيشان.
وفي عام 1997 بدأت أمريكا في منح دول كانت خاضعة لنفوذ الاتحاد السوفيتي عضوية الناتو مثل بولندا والمجر والتشيك وليتوانيا ولاتفيا وبلغاريا ورومانيا وسلوفانيا بالإضافة إلى تحالف دول أخرى مثل البوسنة والجبل الأسود.
الضعف الروسي والهيمنة الأمريكية
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ضعفت روسيا بشكل كبير اقتصاديا وسياسيا بعد أن لعبت المخابرات الأمريكية دورا مهما في تأجيج الصراعات والحروب بين دول الاتحاد السوفيتي الأمر الذي مكن الأمريكان من الهيمنة على العالم.
بوتين يؤسس لعودة روسيا
في عام 1997 أصبح فلاديمير بوتين القادم من جهاز المخابرات الروسية رئيسا للوزراء، واستطاع أن يقضي على الإرهاب والتطرف في بعض المناطق الخاضعة لروسيا مثل الشيشان وغيرها والمدعومة من دول تعمل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
بوتين رئيسا لروسيا
تولى فلاديمير بوتين الرئاسة في 2000 وبدأ في إصلاح شامل في روسيا، في الوقت الذي تدعم فيه أوروبا وأمريكا بعض الجمهوريات السوفيتية مثل أوكرانيا وجورجيا.
في عام 2008 انطلقت الحرب بين روسيا وجورجيا بسبب رغبة الأخيرة للانضمام لحلف (الناتو)، مع رفض موسكو حفاظا على أمنها القومي.
أمريكا تدعم مظاهرات أوكرانيا
وفي ٢٠١٤ اندلعت مظاهرات في أوكرانيا أطاحت برئيسها الموالي لموسكو يانكوفيتش ودعمت أمريكا والناتو المظاهرات رغم كونه منتخبا.
روسيا تضم جزيرة القرم
روسيا تعلن ضم جزيرة (القرم) لها باستفتاء رسمي، وذلك لأن الأسطول الروسي متمركز في البحر الأسود الذي تطل عليه الجزيرة.
عقوبات دولية على روسيا
بعد ضم روسيا لجزيرة (القرم) فرضت أوروبا والولايات المتحدة عقوبات قاسية على موسكو.
الواقع بعيد عن وجهات نظر
الحقيقة في الأزمة الأوكرانية هي صراع أوروبي أمريكي من جانب، وروسيا من جانب آخر، هذا الصراع يهدف إلى إضعاف روسيا على المستوى الدولي وسيطرة حلف الناتو والأمريكان على العالم، وذلك استكمالا للحرب الباردة التي فككت الاتحاد السوفيتي لصالح أمريكا في الماضي، وهو أمر في غاية الخطورة على مستقبل أمن العالم، لأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، معناه الدق على باب موسكو وتهديد أمن روسيا، وكما يقولون وإذا دق العدو على باب دارك فإما أن تفتح له ليدخل أو قد يحطم الباب، هذا هو الشيء الخطر المتوقع.
مبررات واهية
يحاول المسؤولون في أوكرانيا طمأنة روسيا خلال حديثهم على أن الدستور في البلاد لا يسمح بوجود قواعد عسكرية أجنبية، فيما يرد الجانب الروسي على هذا المبرر بأن الخطر لا يتوقف على وجود قواعد عسكرية من عدمه، بل إن الأراضي الأوكرانية في هذه الحالة ستكون من ضمن أراضي حلف الأطلسي، وإن الحلف سيتواجد فوقها حتى بدون قواعد ثابتة، وإن القوات المسلحة الأوكرانية ستكون كذلك من ضمن قوات الدول الأعضاء في الحلف، وهذا أمر مرفوض بالنسبة لروسيا؛ لأنه يمس أمنها مباشرة، وبطريقة خطرة غير مسموح بها، بينما الأوكرانيون يؤكدون أنهم يطلبون ضمــانات دولية لاستقلالهم فقط، ولا يطلبون جلب المخاطر لروسيا.
وأنهم على استعداد لتوقيع أي وثيقة مع الروس للتعهد بأن أوكرانيا لن تكون مصدر خطر عليهم، لكن الروس يرون أن الخطر يوجد بمجرد أن تكون أوكرانيا عضوا في حلف يعدّ عدوًّا لروسيا وهو الناتو، فالأوكرانيون يقولون: نحن لن نعمل شيئا ضد روسيا، ولكن نعمل الشيء الذي في مصلحة أوكرانيا.
الوضع ينذر بكارثة
التخويف الروسي من انضمام أوكرانيا أمر معلوم لأن موسكو تدرك أنها إذا تركت الأمور دون تدخل مباشر فسوف تواجه حلف الناتو بقوتها على أراضيها، وهذا الأمر ينذر بكارثة على روسيا لأن الحرب ستكون حربا بالوكالة بين روسيا والغرب والأمريكان على حدود الدولة الروسية، وهو الأمر الذي يشكل خطرا داهما على روسيا، بل سيودي إلى تقويض الأمن والسلم في المنطقة وتكون أمريكا بعيدة عن مرمى نيران الروس في حين أن روسيا ستكون في مرمى نيران الحلف.
فخريطة أوكرانيا تهدد بشكل مباشر روسيا، إذ إنها تشترك في الحدود مع دول في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أن أوكرانيا هي جمهورية سوفيتية سابقة، لذا يتمتع مواطنوها بعلاقات اجتماعية وثقافية عميقة مع الجانب الروسي وينتشر فيها التحدث باللغة الروسية على نطاق واسع، وعندما تم عزل وإسقاط الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا في عام 2014، تحركت موسكو سريعا وأقدمت على ضم شبه جزيرة القرم الجنوبية لها، فيما استولى الانفصاليون على مساحات شاسعة من الأراضي الشرقية لأوكرانيا، ويخوض الجيش الأوكراني حربا لا نهاية لها مع المتمردين ما أودى بحياة الآلاف من الجانبين.
روسيا: الغرب والأمريكان تخلوا عن تعهداتهم
طلبت روسيا من الاتحاد الأوروبي وأمريكا التعهد الكتابي بعدم التوسع في الشرق الأوروبي والتراجع عن فكرة ضم أوكرانيا إلى الناتو والاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض من الجانب الغربي، وهو ما اعتبرته موسكو تصعيدا خطيرا مقصودا على أمنها، على الرغم من أن هذا التعهد كان مفعلاً في القرن الماضي بشكل شفهي.
روسيا تطوق أوكرانيا
لم يكن حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجرد شو إعلامي عندما أعلن أنه سيهاجم أوكرانيا ويحتلها في عدة أيام، فلقد حشدت روسيا أكثر من 120 ألف جندي على الحدود الشرقية لأوكرانيا، كما تواجدت بشكل مكثف في قواعد عسكرية في بيلاروسيا وشمال أوكرانيا، ودفعت بوحدات من المدفعية والدبابات من الجنوب وتحديدا في القرم، وهي بذلك تمكنت من تطويق أوكرانيا من ثلاث جهات لتدافع عن أمنها القومي.
أمريكا ضجيج بلا طحين
كعادة الولايات المتحدة الأمريكية في كل حروبها تستخدم سلاح الإعلام الأقوى عالميا فهو يستطيع تزييف الحقائق وبث الرعب وإخماد الثورات وإشعالها، ولكن هذه المرة كان الدب الروسي أقوى من كل وسائل إعلامه، لذلك هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أي محاولة لدخول أوكرانيا عسكريا وتلويحه بالتصعيد ضد موسكو سواء بفرض عقوبات اقتصادية قاسية أو الدخول في مواجهة غير مباشرة.
وزير الخارجية الأمريكي: لن نسمح لروسيا بغزو أوكرانيا
أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على ضرورة عدم السماح لروسيا بأن تنتهك هذه المبادئ دون عقاب.
وأوضح بلينكن أن الصراع في الجمهورية السوفيتية السابقة يدور حول ما إذا لأوكرانيا الحق في أن تكون ديمقراطية، كما يدور الأمر في جوهره حول رفض روسيا لأوروبا الموحدة والحرة والسلمية بعد الحرب الباردة.
وكان بلينكن أكد في وقت سابق وحدة بلاده وألمانيا والحلفاء الغربيين في مواجهة أي عدوان قد تشنه روسيا في ظل أزمتها مع أوكرانيا.
وقال بلينكن إن الأمر يتوقف على روسيا إذا ما كانت ستتبع سبيل التصعيد، أو الدبلوماسية.
وأكد الوزير الأمريكي أن موسكو ستجد أمريكا وألمانيا والشركاء الآخرين متحدين، واتهم بلينكن روسيا بالرغبة في إحداث انقسام بين الحلفاء الغربيين، وحذرها مجددا من عواقب صارمة حال قيامها بأي زحف لقوات روسية إلى أوكرانيا.
وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) روسيا منذ شهور بالتخطيط لشن اعتداء على أوكرانيا، فيما ترفض موسكو هذه الاتهامات يوميا.
وزير خارجية روسيا: لا يوجد رد إيجابي على القضية الأساسية
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن قلق موسكو الرئيسي- أي احتمال انضمام أوكرانيا إلى الناتو- لم يُعالج بعد، لكن هناك أملا “في بدء محادثات جادة بشأن قضايا ثانوية”.
وأضاف قائلا: “لا يوجد رد إيجابي في هذه الوثيقة على القضية الرئيسية”.
حلف الناتو يدعم الجيش الأوكراني دون التدخل المعلن
في الوقت الذي تهدد فيه أمريكا روسيا وتتوعد يرى مراقبون أن حلف الناتو لن يتدخل في حرب مباشرة مع روسيا، خوفا من الخسارة المؤكدة وفقد الحلف سمعته الدولية، ولذلك سيعمل على تقديم الدعم العسكري غير المباشر لأوكرانيا والتعزيز من قوتها الاقتصادية للتصدي لأي تقدم عسكري روسي محتمل نحو العاصمة.
مساعدات معلنة
ساعد حلف الناتو بشكل مباشر الجيش الأوكراني من خلال الدعم المقدم، وهو عبارة عن صواريخ متطورة ومنها أرض – جو قادرة على مواجهة وردع أي غزو بالطائرات وأرض – أرض لتدمير المدرعات أو الدبابات الروسية لأوكرانيا.
استقلال دونيستيك ولوجانيسك عن أوكرانيا
روسيا تعترف باستقلال جمهوريتي دونيستيك ولوجانيسك وهو الأمر الذي أغضب الأمريكان والأوربيين.
روسيا تجتاح أوكرانيا
في النهاية وبعد وصول موسكو إلى طريق مسدود مع الأمريكان والأوربيين والأوكرانيين اجتاحت روسيا أوكرانيا بشكل عسكري في ظل تنديد وشجب واستنكار الأمريكان ودعم مساندة أوروبا لأوكرانيا المنهارة.
أوكرانيا والأزمات العربية
وفي النهاية نقول، إن الوضع المتأزم في أوكرانيا والذي يؤجج الصراع بين روسيا وحلف الناتو سيوف يلقي بظلاله على كافة القضايا والأزمات في الشرق الأوسط وخاصة الأزمة الليبية والسورية.
مواقف دولية
دول أوروبية
على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يقف ضد روسيا بشكل معلن فهناك دول كثيرة في أوروبا لا تمتلك جيوشا باستثناء فرنسا تدرك أنها في قبضة (الدب الروسي) فالغاز الروسي يشكل 50% من احتياجات أوروبا، وهناك تخوف كبير في تلك الدول من تخلي الولايات المتحدة عنها وخاصة بعد أن غزت موسكو أوكرانيا، ولذلك أتوقع أن يتحول موقف عدد كبير من دول أوروبا تجاه روسيا مستقبلا.
موقف تركيا
تظل المواقف التركية في القضايا الدولية محل جدل، وذلك لأنها دائما ما تكيل بمكيالين، وهذا ظهر في موقفها الأخير من روسيا، فهي استنكرت الغزو، ومع ذلك لم تستطع إغلاق مضيق البسفور والدردنيل أمام روسيا.
تأثير العقوبات على موسكو
استخدام أمريكا والغرب العقوبات من خلال نظام (السويفت) لن يؤثر على موسكو كونها لديها نظام خاص بنكي يحميها.