المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب.. تناقض بين التهنئة الأمريكية للعرب بشهر رمضان وسلوكهم الإجرامي في حق شعوبنا

الملخص
يقول المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، إن شهر رمضان هو شهر الرحمة والتوبة والإحسان، وفيه يترفع الإنسان عن شهواته ويتحكم في نزواته ويسلك مسلك المسلم الحق، إذ يسلم الناس من يده ولسانه. ثم يعرج على ما يحدث في وطننا العربي وعالمنا الإسلامي من خلافات وفرقة وضعف، مع أن الله عز وجل أمرنا في الشهر الكريم بتناسي الخلافات مع الأشقاء حتى تصفو النفوس ويتحقق الوفاق. ثم يتحدث عن التناقض الواضح في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه العرب فيقول: “تتقدم الولايات المتحدة الأمريكية بأحر تهنئة للمسلمين في كل مكان بمناسبة شهر رمضان، ومع ذلك أرسلت في السابق قذائفها التدميرية لقتل إخواننا في العراق أطفالًا وشبابًا وكهولًا، واليوم تكرر منهجها الإجرامي نفسه، وتساند الكيان المحتل في حرب الإبادة الجماعية على أهالينا في غزة، وتدعو إلى ظلم وتهجير أصحاب الأرض، بينما تؤكد لنا صداقتها للعرب والمسلمين!”. ويختتم بمطالبة العرب والمسلمين في هذا الشهر الكريم بالتخلي عن الجهل والاستسلام والذلة، وأن يقوى إيمانهم بالله وهو الواحد الأحد، مالك الملك المطلق؛ مؤمنين بقوله تعالى: “الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيمانًا وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ”.. التفاصيل في السياق التالي:
- اقرأ أيضا: بالفيديو.. مؤلفات الشرفاء الحمادي تزين النسخة الـ(56) من معرض القاهرة الدولي للكتاب (2025 )
السلوك الإسلامي
يطل علينا شهر الرحمة، شهر التوبة، شهر الإحسان؛ شهر يترفع فيه الإنسان على شهواته، ويسيطر على نزواته، شهر يتأكد فيه السلوك الإسلامي بأن المسلم من سلم الناس من يده ولسانه، وأن المسلم هو من لا يساعد الظالم في طغيانه، أو أن يستخدم أراضيه قواعد تنطلقُ منها قوات التدمير لتقتل إخوانه الأبرياء.
الخلافات واللعنات
في هذا الشهر الكريم، يجب أن يتناسى المسلم خلافاته مع أشقائه، وحينذاك تصفو النفس البشرية؛ لتؤكد عن يقين اعترافها بأن الله وحده مالك الكون، وهو خالقه، وله وحده سبحانه القدرة المطلقة على كل شيء، وهو الأزلي الذي لا يدوم غيره، والباقي كله إلى زوال، فكم من أمم انهارت وبادت! وكم من جبابرة وطغاة دفنوا تحت التراب تلاحقهم لعنات الخزي والعار حتى قيام الساعة!
تناقض واضح
في بداية هذا الشهر، تتقدم الولايات المتحدة الأمريكية بأحر تهنئة للمسلمين في كل مكان، ومع ذلك قدمت في السابق قذائفها التدميرية لقتل إخواننا في العراق أطفالًا وشبابًا وكهولًا، واليوم تكرر منهجها الإجرامي نفسه، وتساند الكيان المحتل في حرب الإبادة الجماعية على أهالينا في غزة، وتدعو إلى ظلم وتهجير أصحاب الأرض، بينما تؤكد لنا صداقتها للعرب والمسلمين؛ بل تسبق الجميع بإرسال التهاني الحميمية؛ لتعرفنا بأنها صديقة صادقة، وأن علينا أن نثمن ونقدر الهدية السامية، ونشكرها على كل المستويات لهذا الموقف الكريم؛ بينما الواقع أننا نبارك، ونهنئ أنفسنا في كل مرة يسقط فيها شهيد عربي مسلم من دون وجه حق.
حقوق الإنسان
لعل الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تعلمنا حقوق الإنسان، وكيف يجب أن تحترم، خصوصًا بعد مرور خمسين عامًا على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان! وتقديرًا لتلك المبادرة الأمريكية ستجد العرب والمسلمين سعداء لمواقفها الإيجابية في سحق شعب أعزل ومحاصر؛ على مدى تسع سنوات يعيش في نفق مظلم، يريد أن يعرف متى سيصل إلى آخر النفق، يريد أن يرى بصيصًا من نور ليعرف مستقبله.
كسر العظام
فإذا لم يتعلم فلا بد أن يعاقب بكسر عظامه، وتدمير بنيته التحتية؛ حتى يستطيع أن يقوم بأداء الصيام، وهو لا يملك ماء يشربه، ولا غذاء يقتات عليه، ولتكن معاناة الشعب كبيرة وعذابه أكبر؛ ليزداد أجره عند الله.
الهدايا الأمريكية
فلتستعد الأمة العربية والإسلامية لتلقي مزيد من الهدايا الأمريكية في المستقبل، ولن يستبعد أن تكون الهدية الثانية في عيد الأضحى المبارك؛ وهي إرسال القنابل التدميرية إلى ليبيا؛ مقرونة بتحية للعرب والمسلمين، وتهنئة لهم على عرفانهم بالجميل، وعلى تقديرهم للصداقة الحميمية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولربما تكون الهدية الثالثة ضرب السودان؛ كما حدث في السابق كي تلون أنهاره بدماء أبنائه.
أمريكا وإسرائيل
إن كل ما نخشاه هو ألا تنسى أمريكا – خصوصًا بعد مصادقة الكونجرس على قانون منع اضطهاد الأقليات – أن تقوم بالتعاون مع إسرائيل بتفتيت الجبهة الداخلية في جمهورية مصر العربية؛ وذلك بطلب وطن قومي للأقباط بحجة الاضطهاد الديني، وقد تكون تلك الهدية ربما فى شهر رمضان العام المقبل؛ حيث إن الهدايا كثيرة، ولا بد من توزيعها على العرب والمسلمين؛ حتى تقر عين بني إسرائيل الذين يقودون اليوم دفة الحكم في البيت الأبيض.
النازية الأمريكية
إن الولايات المتحدة الأمريكية تتقدم بهداياها النارية للعرب والمسلمين؛ تقديرًا لمواقفهم الشجاعة على مساندتها في عدوانها عليهم، وتقديرًا لهم باستخدامها أراضيهم قواعد لتنطلق منها الطائرات لتدمير إخوانهم، وتقتل أطفالهم وتفتك بكهولهم. فقد ذهب العرب في التضحية لصالح أمريكا بكل ثرواتهم، ووهبوا لها النفط بأقل الأسعار؛ حتى ينعم المواطن الأمريكي بخيرات العرب والمسلمين؛ بحيث يصدق عليهم قوله – تعالى – في محكم كتابه العزيز: … “وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ” {الحشر: 9}.
جهل واستسلام
فالله أدعو أن يعين شعوب الأمة العربية والإسلامية على ما ابتلاهم به من جهل واستسلام وذلة، وأن يقوى إيمانهم بالله وهو الواحد الأحد، مالك الملك المطلق؛ مؤمنين بقوله تعالى: “الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيمانًا وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)” {آل عمران}.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب