رأي

محمد طلعت يكتب..  التقارب بين مصر والإمارات و تأثيره على منطقة الشرق الأوسط

العلاقات المصر ية الإماراتية نموذجًا للعلاقات العربية المثمرة، حيث يجمع البلدين تاريخ طويل من التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مما أسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية ليس فقط على مستوى الدولتين، بل امتد أثره ليشمل منطقة الشرق الأوسط بأسرها. ومع تصاعد الأزمات في المنطقة، تزداد أهمية تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية، لما لها من دور في التصدي للتحديات الإقليمية وتحقيق التوازن.

تعود العلاقة بين مصر والإمارات إلى عقود طويلة من التنسيق المشترك، حيث وضع مؤسس دولة الإمارات الشقيقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قواعد صلبة لهذه العلاقة، تمثلت في دعم مصر في أوقات الأزمات وإعلاء قيم التعاون العربي ، وعلى مر السنوات، تطورت هذه العلاقة لتصبح واحدة من أقوى الشراكات في المنطقة، قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
التقارب الحالي بين البلدين يتجلى في التشاور المستمر بين القيادتين المصرية والإماراتية حول القضايا الإقليمية والدولية. كما يظهر التعاون في المجال الاقتصادي من خلال استثمارات متبادلة تجاوزت مليارات الدولارات في قطاعات مثل الطاقة، البنية التحتية، والتكنولوجيا.
ومع معاناة منطقة الشرق الأوسط من أزمات متعددة تشمل الصراعات المسلحة، الإرهاب، والتحديات الاقتصادية، وهو ما يستدعي تكاتف الجهود لإيجاد حلول مستدامة ومن هذا المنطلق، يُعد التنسيق بين مصر والإمارات عاملًا حاسمًا في تحقيق التوازن والاستقرار.
وتتشارك مصر والإمارات رؤية موحدة بشأن أهمية مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، وهو ما يظهر في دعم البلدين للمبادرات التي تهدف إلى تعزيز الاعتدال الفكري وتجفيف منابع الإرهاب. كما يسهم التعاون الأمني والمعلوماتي بينهما في التصدي للتهديدات الإرهابية التي تؤثر على استقرار المنطقة.
وتلعب الدولتان دورًا بارزًا في دعم الحلول السلمية للنزاعات الإقليمية، مثل الأزمة الليبية والسودانية واليمنية ، فمن خلال الجهود المشتركة، تعمل مصر والإمارات على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، بما يضمن تحقيق السلام الدائم والحفاظ على وحدة الأراضي الوطنية.
إلى جانب الدور السياسي، يسهم التقارب المصري-الإماراتي في دعم التنمية الاقتصادية بالمنطقة، عبر الاستثمارات والمشاريع المشتركة التي توفر فرص عمل وتحسن البنية التحتية. ويعكس ذلك قناعة البلدين بأن الاستقرار الاقتصادي يعد ركيزة أساسية لتحقيق السلام والاستقرار.
وتتبنى مصر والإمارات مواقف ثابتة داعمة للقضية الفلسطينية، من خلال جهود دبلوماسية تهدف إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل. وتنسق الدولتان مواقفهما في المحافل الدولية، لدعم الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه المشروعة.
إن التقارب بين مصر والإمارات يمثل نموذجًا للعمل العربي المشترك القائم على الوحدة والمصالح المشتركة. وفي ظل التحديات الراهنة، تظهر أهمية تعزيز هذا التعاون ليشمل المزيد من المجالات، بما يسهم في إعادة بناء منطقة الشرق الأوسط كقوة سياسية واقتصادية متماسكة.
ومن المؤكد ان التعاون المصري-الإماراتي ليس مجرد شراكة بين دولتين، بل هو جسر للتواصل والتكامل العربي، يلعب دورًا محوريًا في استقرار المنطقة. ومع استمرار الأزمات الإقليمية، تبرز الحاجة إلى استثمار هذا التقارب في دفع عجلة التنمية، وتحقيق السلام، ومواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى