أحداثٌ متسارعة ملتهبة تعيشها منطقة الشرق الأوسط أبرزها الحرب على غزة، التي أثرت بشكل مباشر في كل الملفات العربية، خاصة التي تشهد أزمات يكون فيها المجتمع الدولي طرفا من خلال الأمم المتحدة، مثل ليبيا وسوريا واليمن والسودان والعراق، ففي ليبيا مثلا لا يزال المشهد كما هو لم يتغير، أطروحات من الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبدالله باتيلي تهدف إلى طرح حلول وآخرها المبادرة التي أطلقها مؤخرا التي تتضمن الدعوة إلى عقد قمة بين الأطراف الرئيسية الخمسة في الأزمة الليبية من أجل حل العقبات التي تواجه المسار السياسي.
اقرأ أيضا: ليبيا في أسبوع.. الاحتجاجات الشعبية تحاور حقول النفط ورفض شعبي واسع لرفع الدعم
الانتخابات الليبية
ورغم أن المبادرة من وجهة نظر الكثيرين مبتورة لأنها لم تضم الحكومة الليبية في المنطقة الشرقية حكومة د. أسامة حماد، بالإضافة إلى الخلاف المتأصل بين مجلس النواب والدولة في أغلب الملفات وكان آخرها قانون الحج الذي أقره مجلس النواب واعترض عليه المجلس الأعلى للدولة، وأحدث هذا القانون جدلا كبيرا وخلافا بين المستفيدين، بالإضافة إلى ملفات عديدة أثارت الجدل مؤخرا منها قانون رفع الدعم عن المحروقات، والفساد المستشري في مفاصل الدولة يجعلنا نعود إلى السؤال المطروح من عام 2014 متى تُحل الأزمة الليبية بشكل نهائي وتجرى الانتخابات ويسود الاستقرار وتفكك الميليشيات ويحل الوفاق والأمن والاستقرار وتبدأ عجلة التنمية؟ الإجابة عن هذا السؤال تتطلب النظر في الأحداث الماضية والحالية واستشراف المستقبل بشكل علمي تحليلي دقيق.
وحتى نجيب عن السؤال لا بد أن نعرج على الماضي بشكل سريع لنضع الأسباب الحقيقية وراء الانسداد الحالي.
الفرقة والخلاف (ملف المصالحة)
أهم الأسباب الفرقة والخلاف الحادث بين أبناء الشعب الليبي، وهذا الخلاف له أسباب حقيقية ومنطقية، وتصحيح مسار الخلاف والوصول إلى نقاط اتفاق نبدأ منها يحتاج إلى جهد ووقت كبير هو ما عرف بـ(ملف المصالحة)، لذلك سوف أتناول في تلك الزاوية من (نصف الحكاية) بعض الأسباب الحقيقية وألقي عليها الضوء لنصل في النهاية إلى إجابة منطقية عن السؤال الأهم والأبرز وهو: متى تعقد الانتخابات؟
نكمل في الحلقة القادمة الحديث عن النقطة الأولى الخلاف والفرقة وملف (المصالحة).
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب