اقتصاديةالرئيسيةدراسات

الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة الآليات والحلول.. رؤية بحثية لـ(صفاء عبد الباسط عبد العزيز)

يواجه العالم تحديات بيئية كبيرة تتطلب تبني سياسات أقتصادية مستدامة،يعتبر الأقتصاد الأخصر أداة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال دمج الأعتبارات البيئية في السياسات الأقتصادية ، الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة هما مفاهيم تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية للأجيال الحالية والمستقبلية.
يتعامل الاقتصاد الأخضر مع التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة من خلال تعزيز الاستدامة وتقليل التأثيرات السلبية على البيئة وتحسين جودة الحياة، وذلك من خلال تحسين كفاءة استخدام الموارد وتعزيز الطاقة المتجددة وتطوير التكنولوجيا النظيفة والاستثمار في البنية التحتية الخضراء وتعزيز الابتكار والتوعية البيئية.يهدف هذا النهج إلي تحويل الأنماط الأقتصادية التقليدية التي تعتمد علي استنزاف الموارد الطبيعية والتلوث إلي أنماط أكثر أستدامة تعتمد علي الأقتصاد الدائري وأستخدام الموارد بشكل فعال.

الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة

الأقتصاد الأخضر يتطلب تعاونا وثيقا بين الحكومات ،والشركات،والمجتمع المدني لضمان تحقيق هذه الأهداف ، يجب علي الحكومات وضع السياسات والتشريعات التي تدعم التحول نحو الأقتصاد الأخضر. تتضمن التنمية المستدامة تعزيز العدالة الأجتماعية من خلال ضمان أن جميع الأفراد والمجتمعات يستفيدون من النمو الأقتصادي ويحصلون علي فرص متكافئة حيث يهدف هذا النهج الي تحقيق مجتمع أكثر شمولا واستدامة ،حيث التنمية الأقتصادية متوافقة مع الحفاظ علي البيئة وتحقيق العدالة الأجتماعية .من خلال التركيز علي هذه المبادئ ، يمكن تحقيق أقتصاد أخضريضمن مستقبلا مزدهرا ومستداما للاجيال القادمة.

اقرأ أيضا: صفاء عبد الباسط تكتب.. الاقتصاد الروسي ومستجدات عام 2024

  • ما هو مفهوم الاقتصاد الأخضر؟

يُعرَّف الاقتصاد الأخضر بأنه الاقتصاد الذي يسعى إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع الحفاظ على البيئة وحماية الموارد الطبيعية، ويركز الاقتصاد الأخضر على الاستثمار في الموارد الطبيعية والخدمات البيئية، واستخدام التكنولوجيا النظيفة والصديقة للبيئة، وتطوير ممارسات الإنتاج والاستهلاك المستدامة.

ويمكن تعريف الاقتصاد الأخضر أيضًا بأنه نظام اقتصادي يهدف إلى الحد من الآثار السلبية للنشاط الاقتصادي على البيئة، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين جودة الحياة.

  • متى ظهر مفهوم الاقتصاد الاخضر؟

ظهر مفهوم الاقتصاد الأخضر في أواخر القرن العشرين، كاستجابة للتحديات البيئية التي تواجه العالم، مثل تغير المناخ والتلوث، وبدأ الاهتمام بالاقتصاد الأخضر يزداد في السنوات الأخيرة، مع تزايد الوعي البيئي ووعي الحكومات والشركات بأهمية الاستدامة.

تجدر الإشارة إلى أن الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة هما تحديان مترابطان يتطلبان تعاونًا وجهودًا مشتركة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومات والشركات والمجتمع المدني والأفراد، من أجل خلق مستقبل مستدام ومزدهر للجميع.

  • خصائص مشتركة ناشئة لمفهوم الاقتصاد الأخضر.
  1. الاقتصاد الأخضر وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، ولا يعد بديلاً لها.
  2. الاقتصاد الأخضر ييسر تحقيق التكامل بين الأبعاد الأربعة للتنمية المستدامة وهي الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية أو الإدارية.
  3. ضرورة تطويع الاقتصاد الأخضر مع الأولويات والظروف الوطنية.
  4. ضرورة تطبيق مبدأ المسئوليات المشتركة بين الأجهزة المعنية للدولة للانتقال الطوعي صوب الاقتصاد الأخضر.
  5. ينبغي ألا يستخدم الاقتصاد الأخضر كوسيلة لفرض قيود تجارية أو شروط على المعونة أو على تخفيف الدين. وينبغي أن يعالج الاقتصاد الأخضر التشوهات التجارية، ومنها مثلاً الإعانات الضارة بيئياً.
  6. يجب أن يعترف الاقتصاد الأخضر بالسيادة الوطنية على الموارد الطبيعية.
  7. يجب أن يرتكز الاقتصاد الأخضر على كفاءة الموارد وعلى أنماط استهلاك وإنتاج مستدام.

 

ما هي التنمية المستدامة الاقتصادية؟

تهدف التنمية المستدامة الاقتصادية إلى تحقيق النمو الاقتصادي بطريقة مستدامة ومتوازنة، بمعنى أن يتم استخدام الموارد بشكل فعال وفي نطاق يضمن استدامتها على المدى الطويل، فبدلاً من استنزاف الموارد الطبيعية وإلحاق ضرر بالبيئة لتحقيق النمو الاقتصادي القصير الأجل، يتعلق الأمر بالعمل على تطوير أنظمة اقتصادية تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة وتعزز الاستدامة.

كما تتضمن التنمية المستدامة الاقتصادية أيضًا النظر في الأبعاد الاجتماعية، حيث يجب أن تستفيد الفئات الضعيفة والمهمشة من فوائد التنمية الاقتصادية، يتعلق الأمر بتعزيز المساواة في فرص العمل والدخل وتوفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والإسكان.

 

ماهي العلاقة بين الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة ؟

 يرتبط الاقتصاد الأخضر ارتباطًا وثيقًا بالتنمية المستدامة، حيث يهدف كلاهما إلى تحقيق التنمية الاقتصادية بطريقة مستدامة، ويعتمد الاقتصاد الأخضر على التنمية المستدامة لتحقيق أهدافه، حيث أن التنمية المستدامة توفر الإطار العام لتطبيق الاقتصاد الأخضر.

تعتمد فلسفة الاقتصاد الأخضر على استخدام مصادر الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة، وتعزيز الكفاءة في استخدام الموارد وإعادة التدوير والحفاظ على التنوع البيولوجي.

يركز الاقتصاد الأخضر على تطوير القطاعات الخضراء مثل الطاقة المتجددة، والزراعة العضوية، والنقل العام، وإدارة النفايات، وغيرها من القطاعات التي تعزز الاستدامة وتحقق التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والبيئية.

يحقق الاقتصاد الأخضر عددًا من الحلول المهمة في سياق التنمية المستدامة

الحفاظ على الموارد الطبيعية .1

يساهم الاقتصاد الأخضر في الحفاظ على الموارد الطبيعية المحدودة من خلال استخدامها بشكل مستدام وفاعل، وتحقيق الكفاءة في استخدام الموارد.

خلق فرص عمل جديدة .2

يمكن للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر أن يفتح أبوابًا لخلق فرص عمل جديدة في القطاعات الخضراء والمستدامة، مما يساهم في تحسين الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

تعزيز الابتكار والتنمية التكنولوجية .3

يحفز الاقتصاد الأخضر الابتكار والتطوير التكنولوجي في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة، مما يسهم في تطوير حلول جديدة وفعالة للتحديات البيئية والاقتصادية

التوفير في التكاليف .4

يمكن أن يؤدي الاقتصاد الأخضر إلى توفير في تكاليف الإنتاج والاستهلاك، حيث يستخدم مصادر طاقة أقل تكلفة ويقلل من الاعتماد على المصادر الأحفورية التي تكلف باهظة.

تعزيز استدامة النمو الاقتصادي .5

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الاقتصاد الأخضر إلى تعزيز استدامة النمو الاقتصادي على المدى الطويل، حيث يقلل من التبعات البيئية السلبية للنمو الاقتصادي التقليدي ويحقق توازنًا بين احتياجات الجيل الحالي واحتياجات الأجيال القادمة.

الاليات والتوجهات التي اتخذتها مصر في تحقيق الاقتصاد الاخضر والتنمية المستدامة

  1. يستهدف برنامج عمل الحكومة المصرية في تحقيق التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر عبر عدة مبادرات وتوجهات، و يشمل ذلك حماية واستغلال الموارد الطبيعية بشكل مستدام، وتوسيع استخدام التكنولوجيا النظيفة، وتعزيز مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.
    ومن بين هذه المشروعات، ستقام أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم في منطقة بنبان بأسوان بتكلفة ٣.٤ مليار يورو وتضم ٣١ محطة بقدرة إجمالية تبلغ ١٥٥٠ ميجاوات،
    كما ستتم إنشاء ١٤ مدينة جديدة تعتمد بشكل كامل على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.
  2. تهدف مصر أيضًا إلى زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة وتوسيع الربط الكهربائي مع دول المنطقة لتصبح مركزًا للطاقة المتجددة في المنطقة.
  3. تسعى الحكومة أيضًا لتحسين كفاءة استخدام الطاقة وخفض انبعاثات الكربون والميثان في قطاع البترول والغاز.
  4. استراتيجية الطاقة المتجددة تستهدف نسبة ٢٠% من إجمالي الطاقة المنتجة في عام ٢٠٢٢ ونسبة ٤٢% في عام ٢٠٣٥، وتشمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمراكز الشمسية والطاقة المائية.
  5. تعتمد مصر على المبادرات التي تتيح للقطاع الخاص الاستثمار في مجالات مثل تحويل المخلفات إلى طاقة والاستفادة الاقتصادية من المحميات الطبيعية، كما تلعب المؤسسات الداعمة والتمويلية دورًا رئيسيًا في تعزيز التقدم في مجال الاقتصاد الأخضر.
  6. تعاونت مصر مع صندوق المناخ الأخضر للاستفادة من آليات تمويل المشروعات المتعلقة بتخفيف وتكييف التغيرات المناخية، كما أنشأت سوقًا للسندات الخضراء لدعم مشاريع الاستثمار البيئية في مصر و أصدرت أول سندات خضراء في المنطقة بقيمة ٧٥٠ مليون دولار في سبتمبر ٢٠٢٠.
  7. كما يجري تدشين أول ميناء جاف بمدينة السادس من أكتوبر في إطار استراتيجية لزيادة مشاركة القطاع الخاص في المشروعات الحيوية ودعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
  8. وضع برامج التثقيف البيئي للمواطنين والمعاونة في تنفيذها.
  9. اقتراح اليات اقتصادية لتشجيع الانشطة المختلفة على اتخاذ اجراءات منع التلوث.
  10. التوسع في مشروعات المياه التي تعزز الإدارة المستدامة للموارد المائية وتقلل الهدر، من خلال التوسع في محطات معالجة مياه الصرف لتصبح صالحة للزراعة، ومن أجل ذلك تم تنفيذ مشروعات منظومة مياه مصرف بحر البقر الذي يعالج يوميًا 5.2 مليون متر مكعب من المياه لاستصلاح نحو 400 ألف فدان بشمال سيناء، وتعمل الدولة على تنفيذ النظم الزراعية المستدامة، واستصلاح نحو 1.5 مليون فدان لزيادة الرقعة الزراعية بنسبة 20% بحلول عام 2030.

خطة عمل الإدارة العامة لاقتصاديات البيئة ونظم الإدارة البيئية

أولت وزارة البيئة اهتماماً كبيراً بحماية البيئة والموارد الطبيعية وتخفيف الضغوط عليها، لأن حماية البيئة والموارد الطبيعية أصبحت بمثابة حماية للحياة على سطح الأرض وذلك لتأمين حق الأجيال القادمة في تلك الموارد لجنى ثمار التنمية، وأيضا من أجل الحفاظ على الصحة العامة.

وفى إطار الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية من آثار المخالفات البيئية التي تؤدى إلى الإضرار بالموارد الطبيعية تبذل الإدارة العامة لاقتصاديات البيئة ونظم الإدارة البيئية التصدي للمخالفات البيئية، لتحقيق الهدف القومي الذي تسعى مصر لتحقيقه وهو التنمية المستدامة. ويعد الاقتصاد الأخضر أحد آليات تحقيق التنمية المستدامة، حيث يمكن أن ينطوي على فرص متنوعة، مثل تشجيع الابتكار، وإنشاء أسواق جديدة، وإيجاد فرص .عمل، والإسهام في الحد من الفقر

على سبيل المثال تقوم الإدارة بالإشراف على النقاط التالية لتحقيق فرص الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة

  1. وضع برامج التثقيف البيئي للمواطنين والمعاونة في تنفيذها.
  2. متابعة تنفيذ الاتفاقيات الدولية والاقليمية المتعلقة بالبيئة من خلال تحرير التجارة في السلع والخدمات البيئية المتعلقة منظمة التجارة العالمية.
  3. اقتراح اليات اقتصادية لتشجيع الانشطة المختلفة على اتخاذ اجراءات منع التلوث.
  4. تقييم متطلبات الكفاءة والمهارة لمستشاري البيئة.
  5. تقدير قيمة تكلفة التعويض البيئي عن الاضرار البيئية.
  6. جاري اعداد دليل عن الطاقة والمناخ بهدف التوعية والايضاح لأهمية التوسع في انتاج الطاقة الجديدة والمتجددة لمنع تلوث الهواء والماء والمحافظة على المناخ.

 

الاهداف التي تحققها التنمية المستدامة

  1. القضاء على الفقر

يعد القضاء على الفقر المدقع لجميع الناس في كل مكان بحلول عام 2030 هدفًا محوريًا لخطة التنمية المستدامة لعام 2030.

انخفض الفقر المدقع، الذي يُعرّف بأنه العيش على أقل من 2.15 دولار للشخص الواحد في اليوم وفقًا لمعيار القوة الشرائية لعام 2017، بشكل ملحوظ على مدى العقود الأخيرة. ومع ذلك، كان ظهور كوفيد-19 بمثابة نقطة تحول أدت إلى عكس اتجاه هذه المكاسب، حيث زاد عدد الأفراد الرازحين تحت وطأة الفقر المدقع لأول مرة منذ جيل بنحو 90 مليون شخص مقارنة بالتنبؤات السابقة.

وحتى قبل تفشي الوباء، تباطأ الزخم نحو القضاء على الفقر. فقد أشارت التنبؤات الآنية أنه بحلول نهاية عام 2022 لن يتمكن 8.4% من سكان العالم، أو ما يصل إلى 670 مليون شخص، من الخروج من دائرة الفقر المدقع. وقد أدت هذه النكسة إلى محو ما يقرب من ثلاث سنوات من التقدم المحرز للتخفيف من حدة الفقر.

وإذا استمرت الأنماط الحالية، فإن ما يقدر بنحو 7% من سكان العالم ــ حوالي 575 مليون شخص ــ قد يجدون أنفسهم عالقين في ربقة الفقر المدقع بحلول عام 2030، مع تركز كبير في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا.

  1. الصحة الجيدة والرفاه

لقد تم إحراز تقدم كبير في تحسين صحة الناس في السنوات الأخيرة. إذ حققت 146 دولة أو منطقة من أصل 200 دولة هدف التنمية المستدامة المتعلق بوفيات الأطفال دون سن الخامسة أو في طريقها لتحقيقه. كما أدى العلاج الفعال لفيروس نقص المناعة البشرية إلى خفض الوفيات المرتبطة بالإيدز على مستوى العالم بنسبة 52 في المائة منذ عام 2010، وتم القضاء على مرض استوائي مهمل واحد على الأقل في 47 بلدا.

ومع ذلك، فإن عدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية لا يزال قائمًا. لقد أعاقت جائحة كوفيد-19 والأزمات المستمرة التقدم نحو تحقيق الهدف وقد شهدت لقاحات الأطفال أكبر انخفاض في ثلاثة عقود من الزمن، وزادت الوفيات الناجمة عن مرض السل والملاريا مقارنة بمستويات ما قبل الوباء..

قدمت أهداف التنمية المستدامة التزاما جريئا بالقضاء على أوبئة الإيدز والسل والملاريا وغيرها من الأمراض المعدية بحلول عام 2030. وذلك من خلال تحقيق التغطية الصحية الشاملة، وتوفير إمكانية الحصول على الأدوية واللقاحات الآمنة والميسورة التكلفة للجميع..

وللتغلب على هذه النكسات ومعالجة أوجه القصور في الرعاية الصحية التي طال أمدها، هناك حاجة إلى زيادة الاستثمار في النظم الصحية لدعم البلدان في تعافيها وبناء قدرتها على مواجهة التهديدات الصحية المستقبلية.

  1. التعليم الجيد

التعليم هو المفتاح الذي سيسمح بتحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة الأخرى فالحصول على تعليم جيد، يمكن الناس من الخروج من دائرة الفقر.

ما هو التقدم الذي أحرزناه حتى الآن؟

بينما تم إحراز تقدم نحو تحقيق الغايات المتعلقة بالتعليم لعام 2030 التي حددتها الأمم المتحدة، إلا أن هناك حاجة إلى بذل جهود متواصلة لمواجهة التحديات المستمرة وضمان إتاحة التعليم الجيد للجميع، دون ترك أي أحد يتخلف عن الركب.

بين عامي 2015 و2021، ارتفعت معدلات إتمام التعليم الابتدائي والمرحلة الإعدادية والمرحلة العليا من التعليم الثانوي في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، تباطأ التقدم المحرز خلال هذه الفترة بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الخمس عشرة السابقة.

ما هي التحديات المتبقية؟

وفقا للأهداف الوطنية المتعلقة بالتعليم، من المتوقع أن ترتفع نسبة الطلاب الذين يكتسبون مهارات القراءة الأساسية بحلول نهاية المرحلة الابتدائية من 51 في المائة في عام 2015 إلى 67 في المائة بحلول عام 2030. ومع ذلك، سيظل ما يقدر بنحو 300 مليون طفل وشاب يفتقرون إلى مهارات الحساب والقراءة والكتابة الأساسية بحلول عام 2030.

  1. العمل اللائق ونمو الاقتصاد

يتعلق هذا الهدف بتعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام وتوفير فرص العمل والعمل اللائق للجميع.

ماذا يعني العمل اللائق؟

العمل اللائق يعني إتاحة الفرص للجميع للحصول على عمل منتج يدر دخلا عادلا ويحقق الأمن في مكان العمل والحماية الاجتماعية للأسر ويكفل مستقبلا أفضل لتطوير الذات والاندماج الاجتماعي  وذالك يتم تحقيقه عندما يتم تطبيق نظام الاقتصاد الاخضر والتنمية المستدامة.

يتطلب تحقيق هذا الهدف إصلاحًا شاملاً للنظام المالي لمعالجة الديون المتزايدة وعدم اليقين الاقتصادي والتوترات التجارية، مع تعزيز الأجر العادل والعمل اللائق للشباب. من شأن النمو الاقتصادي المستدام والشامل أن يدفع عجلة التقدم، ويخلق فرص عمل لائقة للجميع، ويحسن مستويات المعيشة.

  1. الحياة في البر

الحفاظ على الحياة في البر ، وإدارة الغابات على نحو مستدام، ومكافحة التصحر، ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره.

ما الذي نستطيع القيام به؟

يمكننا القيام ببعض الأمور للمساعدة مثل إعادة التدوير، وتناول نظام غذائي محلي متأتي من مصادر مستدامة، واستهلاك ما نحتاجه فقط.

يجب أن نحترم الحياة البرية ونشارك فقط في فرص السياحة البيئية التي يتم إدارتها بطريقة مسؤولة وأخلاقية من أجل منع الإضرار بالحياة البرية.

تدعم المناطق المحمية المُدارة بشكل جيد النظم الإيكولوجية الصحية، والتي بدورها تحافظ على صحة الناس. ولذلك فمن الأهمية بمكان ضمان مشاركة المجتمعات المحلية في تطوير وإدارة هذه المناطق المحمية.

  1. طاقة نظيفة وبأسعار معقولة

يتعلق هذا الهدف بضمان الوصول إلى الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة، وهو أمر أساسي لتنمية الزراعة والأعمال التجارية والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والنقل.

لماذا يجب أن أهتم بهذا الهدف؟

يدعم نظام الطاقة الراسخ جميع القطاعات: من الأعمال التجارية والطب والتعليم إلى الزراعة والبنية التحتية والاتصالات والتكنولوجيا المتقدمة.

تسارعت وتيرة الحصول على الكهرباء في البلدان الفقيرة، واستمرت كفاءة استخدام الطاقة في التحسن، وحققت الطاقة المتجددة مكاسب مبهرة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الاهتمام المركز لتحسين الوصول إلى أنواع وقود وتكنولوجيات الطهي النظيفة والآمنة لنحو 2.3 مليار شخص.

  1. المدن المستدامة

يتمثل هذا الهدف في جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة.

خاتمة

تعتبر أهداف التنمية المستدامة خارطة طريق لتحقيق مستقبل أكثر أستدامة وأزدهرا.لايمكن تحقيقلاهذه الأهداف إلا من خلال تبني نهج الأقتصاد الذي يضمن الأستخدام الأمثل للموارد الطبيعية ، وحماية البيئة ، واستخدام الطاقة المتجددة والمتنوعة يشمل هذا النهج توفير الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة ، وتقليل التأثير البيئ السلبي، وتعزيز الأبتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة.

 

مراجع

https://ghaithfoundation.org/.1

 

 

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى