السودان في أسبوع.. المواجهات مستمرة في الشوارع والجيش يتعهد بتنظيم انتخابات حرة وشفافة في موعدها
أهم الأخبار في السودان.. خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل أحد
استقالة حمدوك السودان تعج الساحة السودانية، بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا وأن الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرلحة الانتقالية لم تصل بعد إلى أي نتيجة تذكر، بل بالعكس تتجه الأوضاع إلى الأسوء في ظل استمرار المظاهرات وفشل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في تشكيل حكومة تكنوقراط حتى الآن.
اجتماع رئاسي طارئ لبحث خريطة الطريق واستقالة حمدوك
بعد أيام من تلويحه بالاستقالة قالت مصادر مطلعة إن مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عقد اجتماعا بالقصر الجمهوري في الخرطوم، لبحث تطورات الأوضاع في البلاد والتي من بينها استقالة حمدوك وتهدئة الشارع.
ويأتي الاجتماع الطارئ بعد تمسك رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بتقديم استقالته للمرة الثانية، والتي كان بصدد تقديمها مساء الجمعة الماضية إلا أن وسطاء تدخلوا لتأجيلها.
وناقش الاجتماع عدة مقترحات من بينها خريطة الطريق التي طرحها حزب الأمة القومي، والعمل على تطويرها وتقديمها إلى رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الذي أرجأ تقديم الاستقالة إلى الأحد بطلب من بعض شركاء السلام.
وقالت المصادر إن القوي السياسية تعكف حاليا لدراسة خريطة الطريق التي تقدم بها حزب الأمة مع إضافة بعض المقترحات والدفع بها إلى رئيس الوزراء، مؤكدة أن الاتصالات المحلية والإقليمية أثنت المرة الماضية حمدوك من تقديم استقالته.
البرهان: الوضع في السودان عصيب.. وملتزمون بالانتخابات
في المقابل تعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان بتنظيم انتخابات “حرة ونزيهة وشفافة” وفي وقتها المحدد، داعيا الأطراف السياسية في البلاد إلى التحلي بالحكمة لمواجهة الوضع لذي وصفه بالعصيب في البلاد.
وفي كلمة بمناسبة ذكرى الاستقلال الـ 66، دعا رئيس المجلس السيادي جميع السودانيين إلى “التحلي بالحكمة وإعلاء قيمة الوطن والانتماء له فوق كل الانتماءات”.
وأضاف أن “التنازع حول السلطة والانفراد بها وما ترتب عليه من ازهاق للأرواح وإتلاف للممتلكات وتعطيل لحياة الناس يوجب علينا جميعا تحكيم صوت العقل فالتوافق طريقه قبول الحوار الجاد وهو مفتوح للجميع والسبيل الوحيد للحكم هو التفويض الشعبي عن طريق الانتخابات”.
ووصف البرهان الوضع في بلاده بالعصيب، قائلا إن “حجم التحديات والمصاعب والأزمات التي تحيط بكيان الوطن، وهي في الواقع مهددات وجودية لا يمكن التغافل عنها، ولا يمكن مواجهتها إلا بالوعي التام”.
وختم بتجديد التأكيد على “حماية البلاد من الانزلاق نحو الفوضى والخراب”، وبناء “كل مؤسسات الحكم الانتقالي وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في وقتها المُحدد يفٌوض فيها الشعب السوداني من يختاره لحكم البلاد”.
حكومة تكنوقراط
وفي الاتجاه نفسه دعا المجلس السيادي إلى سرعة تشكيل حكومة تكنوقراط لسد الفراغ السياسي في هياكل الحكم الانتقالية حاليا.
وقالت سلمي عبد الجبار عضو مجلس السيادة إن “الاجتماع الذي عقد قبل يومين ناقش الأوضاع الراهنة بالبلاد وفي مقدمتها التفلتات الأمنية والأحداث التي وقعت أثناء تظاهرات يوم الخميس 30 ديسمبر 2021 إلى جانب التعديات على مقر البعثة الأممية.
وأضافت أن المجلس أقر ضرورة كشف المرتكبين للمخالفات وحالات القتل من كافة الأطراف.
وأشارت إلى أن “المجلس أعرب عن إدانته للانتهاكات التي وقعت وسلوك بعض الجهات التي تسعى لإحداث الفتنة وزرع الخلافات بين مكونات الشعب السوداني”.
وتابعت أن المجلس شدد على ضرورة “معالجة الأزمة الراهنة بالحوار والتوافق وتجسير الروابط بين المبادرات المطروحة للخروج برؤية موحدة وتسريع تشكيل حكومة تكنوقراط لسد الفراغ في هياكل الحكم الانتقالي”.
ولفتت إلى أن المجلس “أكد ضرورة المضي قدما في بسط الحريات وحرية التظاهر والتعبير السلمي والالتزام بما هو متعارف عليه دوليا من التظاهر مع الحفاظ على سلطة القانون وهيبة الدولة وتوضيح حدود الصلاحيات والأطر بين المواطنين وسلطات الأجهزة الشرطية والأمنية”.
ارتفاع عدد قتلى المظاهرات في السودان
وتسبب الأحداث في وقوع عدد من القتلة والمصابين في مناطق متعددة من البلاد، إذ أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية اليوم الجمعة إن عدد القتلى جراء قمع الشرطة للاحتجاجات التي جرت يوم الخميس في البلاد ضد الحكم العسكري، ارتفع إلى خمسة.
وأضافت اللجنة أن الشخص الخامس الذي قتل أصيب بقنبلة غاز مسيل للدموع في صدره أطلقتها قوات الأمن خلال احتجاجات الخميس.
والاحتجاجات هي الجولة الحادية عشرة من المظاهرات الضخمة منذ انقلاب 25 أكتوبر الذي شهد عزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل إعادته إلى منصبه.
وقالت لجنة أطباء السودان إن العدد الإجمالي للقتلى منذ بدأت القوات الأمنية حملتها في أكتوبر ارتفع الآن إلى 53.
ويطالب المتظاهرون بألا يكون للجيش دور في الحكومة خلال فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات حرة.
وكانت الشرطة قد قالت في بيان يوم الجمعة الماضي إن أربعة أشخاص قتلوا في أم درمان وأصيب 297 متظاهرا و49 فردا من قوات الشرطة في مظاهرات على مستوى البلاد ضد الحكم العسكري يوم الخميس شارك فيها عشرات الآلاف.
قتلى في احتجاجات أم درمان والمكتب الموحد للأطباء يصدر نداء عاجلاذكرت لجنة أطباء السودان المركزية يوم الخميس بأن ثلاثة قتلى سقطوا في احتجاجات بمنطقة أم درمان.
وقالت اللجنة في بيان: “ارتقت أرواح ثلاثة شهداء في مواكب منطقة أمدرمان برصاص قوات الإنقلاب ومليشياته متعددة المسميات والمهام”.
وأضافت: “تمارس السلطة أبشع الانتهاكات في حق شعبنا الآن وتواصل ارتكاب مجازرها في تعتيم إعلامي لن يستر عورة السقوط الحتمي حيث تتواصل المطاردات داخل الأحياء مع إطلاق الرصاص الحي والانتهاء السافر لحرمات المنازل”إلى ذلك، أصدر المكتب الموحد للأطباء في السودان نداء عاجلا مساء اليوم أدان فيه استخدام الأمن القوة المفرطة ضد المحتجين، ودعا فيه الأطباء للالتحاق بمستشفيات أم درمان.
وقال المكتب في بيان: “تتعرض “مليونية 30 ديسمبر” لقمع مفرط من قبل السلطة الانقلابية باستخدام الرصاص الحي وكافة الأساليب ما أدى تراكم حالات الإصابات بالرصاص الحي وسواه في مستشفيات منطقة أم درمان بينها حالات حرجة”.
وأضاف: “نتوجه بالنداء لكافة الكوادر الطبية في كافة التخصصات للإنضمام للفرق العاملة بمستشفيات أم درمان وعلى رأسها مستشفى الأربعين لإنقاذ المصابين”.
وأكد المكتب أن الحاجة الآن تتطلب جراحين بكافة تخصصاتهم الدقيقة ولأطباء تخدير وكوادر أخرى.
كما ناشد الصيادلة المساهمة في الإمداد بكافة المعينات الطبية بما فيها المحاليل الوريدية والأدوية المنفذة للحياة.
وأكد أن التعتيم الإعلامي الذي ضربته السلطة حول انتهاكاتها الفجة لن يجعلها تفلت وهي تشن حربا على الشعب المقاوم.
وأوضح المكتب أن كل الانتهاكات مرصودة بدقة، مطالبين من جميع العالم الانتباه بدرجة عالية لهذه الجرائم الموجهة ضد الشعب السوداني الثائر من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة والسلام.
مستشار البرهان: “أياد خفية” تحاول جر البلاد نحو الفوضى
وردا على هذه الأحداث وصف المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني العميد الطاهر أبو هاجة ما يحدث بأنه مدبر، مؤكد أنه “لن يتم السماح لأحد بجر البلاد إلى الفوضى”، مشددا على أن التوافق والحوار هما السبيل لاستقرار السودان.
وقال أبو هاجة في بيان له : “هناك أياد خفية تحاول جر البلاد نحو الفوضى وهي لا تريد لا انتخابات ولا ديمقراطية، وإنما تريد فترة انتقالية إلى مالا نهاية”.
وأضاف: “هذه الجهات مرصودة ومعروفة ولن يُسمح لها بجر البلاد للهاوية وتطبيق مخططات الخراب التي نفذت في دول أخرى، وذلك لتقسيم السودان وتفتيته”.
وأكد أن “استمرار التظاهرات بطريقتها الحالية استنزاف مادي ونفسي وذهني للبلاد وأن التوافق الوطني والالتفاف حول قضايا البلاد العليا والحوار هو الطريق الأوحد نحو استقرار السودان”.
مقتل العشرات في انهيار منجم للذهب غرب السودان
وفي سياق آخر قتل 31 شخصًا في انهيار منجم قرب مدينة النهود بولاية غرب كردفان على بعد نحو 500 كيلومتر غرب العاصمة الخرطوم، وفق ما أكد مسؤول حكومي الثلاثاء لفرانس برس.
وقال خالد ضحوي مدير فرع الشركة السودانية للموارد المعدنية وهي الجهاز الرقابي الحكومي على أنشطة التعدين في اتصال عبر الهاتف من منطقة الحادث “لقي 31 معدِّنا تقليديًا مصرعهم في انهيار أحد المناجم في منطقة أم ضريسايه بولاية غرب كردفان ونجا شخص واحد بينما ما زال ثمانية في عداد المفقودين”.
ومنذ أكثر من عقد من الزمن انتشرت المناجم التقليدية لاستخراج الذهب في مختلف مناطق السودان حيث يقوم الأهالي بمساعدة عمال بحفر الأرض وكسر الحجارة لاستخراج خام الذهب .
وتقدر الجهات الحكومية عدد الذين يعملون في هذه المناجم التقليدية بحوالي مليوني شخص ينتجون حوالي 80 في المئة من انتاج البلاد الذي يبلغ حوالي 80 طن سنويا.
واكد مسؤول بالشركة أن الحادث ليس الأول في هذا المنجم إذ لقي أربعة أشخاص حتفهم فيه في يناير الماضي.
وأضاف “قامت السلطات وقتها باغلاق المنجم ووضعت عليه حراسة ولكن الحراسة سُحبت قبل شهرين”.
ويعاني السودان من أزمة اقتصادية شديدة ومعدل تضخم سنوي يزيد عن 300 بالمائة.
وتفتقر البلاد للبنى التحتية، كما أنها تكافح للاستفادة من ملايين الهكتارات من الأراضي الصالحة للزراعة بعد أن خسرت عائدات النفط إثر انفصال جنوب السودان.
بعد ان تناولنا موضوع استقالة حمدوك السودان يمكنك قراءة ايضا
دكتور فكري سليم يكتب.. العلاقات المصرية الإيرانية..متى تعود؟ (الجزء الثاني)
مصدر يكشف حقيقة طرد نائب رئيس المجلس الرئاسي أثناء زيارته لدولة أفريقيا الوسطى
يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك