«من فرقة واختلاف إلى فتن وسفك دماء» نتائج طبيعية لهجر القرآن ..من أطروحات الشرفاء الحمادي ..الحلقة الثالثة
تقديم
قدم المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي بحثا فريدا بعنوان (معني الرجوع إلى الله)،ونظرا لأهمية البحث وما جاء فيه من أفكار وأطروحات قمنا بتناول البحث في منصة مركز العرب للأبحاث والدراسات ومجلة رؤى البحثية على عدد من الحلقات حتى تعم الفائدة.. وإليكم الحلقة الثالثة:
الملخص
في حلقة الثالثة من حلقات بحث (معنى الرجوع إلى الله ) للمفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي ،أكد الباحث على أن الفرقة والاختلاف الذي حدث بين المسلمين وجعلتهم أحزابا وفرق ومذاهب ،يقف ورائها الانحراف عن منهج الله عز وجل والانسياق وراء أكاذيب وخرافات تسمى الروايات ،والتي نتج عن إتباعها وهجر كتاب الله فتن وصراعات فتقاتل المسلمين وسفكت الدماء ودمرت المدن وانتشر الفزع والخوف والتوحّش والى تفاصيل النص :
التفاصيل
أسباب الفرقة
يقول الكاتب في بحث (معني الرجوع إلى الله)،:(أن ابتعاد المسلمين عن الذكر الحكيمِ وإتباع أولياءِ الشيطانِ الذينَ تسبّبت أفكارهم ودعواتهُم في تشرذم المسلمين وتفرّقهم إلى فرقٍ وطوائفَ وأحزابٍ، كلُّ حِزبٍ بمَا لديهم فَرِحُونَ.
فتن وصراع
فأصابتهم الفتنُ ونشب الصراعُ بينهَم واستعرت الحروبُ التي أدّت إلى سفك الدماء وإلى تدمير المدن وانتشار الفزع والخوف والتوحّش في التعامل بين المسلمين، يقاتلون بعضَهم البعض، فانتشرت بينهم الكراهية والأحقاد منذ أربعة عشر قرنًا حتى اليوم.
عصيان الله وهجر القرآن
والسبب في ذلك هو أنهم عصوا أوامرَ الله التي بلّغها لهم رسوله عليه السلام، واتّبعوا أقوال أتباع الشيطان، ليهجروا القرآنَ ويسهل احتلالُهم وسرقةُ ثرواتِهم واستعبادهُم.
الله يدعوا إلى الاعتصام
والله يخاطبهم ويدعوهم للوحدة في قوله سبحانه: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ» (آل عمران: 103)، لِتقوى شوكتُهم وليؤازرَ بعضُهم بعضاً حمايةً لأمنِهم كي تكون لهم القدرة على صدَ الأعداء وهزيمتِهم فلم يطيعوا الله فيما يصلح أمورَهم ويحقّقَ لهم العزةَ والمَنَعَةَ بالوحدةِ والاعتصام بكتابِ اللهِ المبينِ.
التنازع والفشل
إنهم لم يكونوا يبالونَ بتحذير الله لهم بقوله: «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ» (الأنفال: 46)، وطاعة الرسول المكلف بتبليغ آيات الله وتبيان مقاصدها لخير الإنسان وصلاحه لتحصنه من ارتكاب المعاصي والذنوب في الحياة الدنيا فصّموا آذانهم عن دعوة الله لهم، بالتعاون على البرّ والتقوى وعدم التعاون على الإثم والعدوان وسلكوا طريقاً مغايراً لمرادِ اللهِ لهم.
المعاصي والمحرمات
لينصرَهم على أعدائهم وعصَوا اللهِ حين ارتكبوا المعاصيَ والمحرّماتِ، ونقضوا عهدَ الله بالالتزام بشرعتِه ومنهاجه في القرآن الكريم فأرسل الله عليهم من يسومهم سوءَ العذابِ، ويحتل أراضيهم، وينهب ثرواتهم، ويستعبد أبناءَهم.
العودة إلى الله تحقق النصر
إنه نداء للمسلمين: ارجعوا إلى الله لينصرَكم وليرحمَكم، وتوبوا عَمّا َأجرمتُم في حقّ الله ورسوله من افتراءات وأكاذيب والله حذر المفترين بقوله سبحانه (فمن أظلم ممن افترى على الله كذباأو كذب بآياته انه لايفلح المجرمون ) يونس (17) فالله سبحانه يأمر رسوله بأنيدعوكم للتمسك بكتابه ليهديَكم الطريقَ المستقيمَ، وتعودوا إلى رشدِكم، فكَم من الأممِ السابقةِ تكبّروا على آيات اللهُ، فأنزل اللهِ عليهم العذابَ وشتّت شملَهم ومزّقهم شرَّ ممزَّق، وأذلّهم بما ارتكبوا من الجرائمِ والذنوبِ فحقّت كلمة الله عليهم فأذاقَهم شَر أعمالِهم من العذابِ الأليمِ.
وسوف نستكمل في الحلقة المقبلة طرح ونقاش جزء جديد من بحث (معني الرجوع إلى الله).