مهارة اتخاذ القرار
نواصل اليوم الحديث عن (إستراتيجية بناء الإنسان واكتشاف المهارات)، وفي الحلقة الـ(17) نكمل ما انتهينا إليه في الحلقة السابقة حول فلسفة اتخاذ القرار، إذ سنتحدث عن مهارة اتخاذ القرار، وفهم الجوانب المتعلقة بالقرار قبل اتخاذه، وكيفية اتخاذ قرار لا يخضع للعاطفة، وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار.
المهارة الفطرية
وحتى نستطيع أن نوضح تلك الجوانب السابقة في اتخاذ القرار لابد وأن نلقي الضوء عليها بشكل مفصل من جميع الاتجاهات، فاتخاذ القرار لا يحتاج إلى مهارة فطرية، على الرغم من أن الجميع يجزم بتوفر المهارة الفطرية التي يولد بها متخذ القرار حتى يتم اتخاذ القرار، وهذا منطقيا وعلميا غير صحيح، لأن القرار يتطلب مهارة تكتسب في أغلب الأحوال وتتطور وتنمو مع التدريب والتمرين عليها.
اقرأ أيضا: عماد اليماني يكتب.. فلسفة اتخاذ القرار الصحيح الحلقة الـ(16)
القرار السليم
فهناك العديد من أصحاب المهارة لا يحسنون اتخاذ القرار السليم لقصور المعلومات وغياب الخبرة، مع أنهم لديهم مهارة فطرية، وهناك آخرون يشعرون بالحيرة والقلق عندما تمنحهم فرصة اتخاذ القرار والمفاضلة بين أمرين أو أكثر، ولذلك لابد أن يكون هناك استراتيجية واضحة لاتخاذ القرار تتطلب توافر المعلومات التالية.
متطلبات اتخاذ القرار
أولا: الإحاطة بكل جوانب القرار من حيث جمع المعلومات والتفاصيل بشكل كامل وغير منقوص، وذلك قبل اتخاذ القرار.
ثانيا: فهم وتحليل المعلومات ووضعها في الإطار الصحيح وعدم الإفراط في التوقعات التي لا تستند إلى واقع.
ثالثا: التحدث مع كل الأطراف ذات العلاقة بتلك القضية أو المشكلة التي يتم اتخاذ القرار فيها، حيث يتضح من خلال الحديث معهم كل الجوانب ويبقى موضوع اتخاذ القرار مرهونا بالموازنة بين كافة الأمور تمهيدا لاتخاذ القرار، وهذا يكون إحدى ثمار التدريب والخبرات المكتسبة وليست المهارة الفطرية.
رابعا: يجب أن يكون القرار مؤسسا على أساس معلوماتي علمي وليس عاطفيا، فالقرار المبني على العاطفة دون النظر إلى كل الجوانب والمعلومات حول القرار غالبا ما يكون غير صائب.
خامسا: عند اتخاذ القرار يجب أن تدرس الأمور جيدا دون تسرع من خلال تفكير عقلاني متوازن، تفكير يحاكي الواقع ويقدم دلائل وبراهين على أسباب اتخاذ القرار وتجنب أن يكون التفكير عاطفيا وفق رغبات خاصة.
سادسا: يبقى عامل الوقت مهما جدا في اتخاذ القرار وخاصة في القرارات الكبيرة والمهمة والمصيرية التي يترتب عليها تغير مسار الحياة أو العمل، ولذلك يجب أن تأخذ الوقت الكافي للقرار، وفي الوقت نفسه عدم التأجيل بحجة اتخاذ الوقت الكافي، ولذلك تبقى الوسطية مهمة بين التسرع والبطء في اتخاذ القرار، فالقرار المناسب في الوقت المناسب.
ويبقى الحديث موصولا في الحلقة القادمة لشرح وتوضيح جوانب أخرى مهمة من جوانب اتخاذ القرار.. حفظ الله مصر وأنعم عليها بالأمن والأمان.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب