رأي

ناصر سعيد يكتب.. إرادة الليبيين في الميزان!!

الكاتب رئيس تحرير صحيفة الموقف الليبي.. خاص منصة «العرب 2030» الرقمية

إرادة الليبيين في الميزان

توقعت كما توقع كثير من الليبيين بعد تنصيب حكومة الوحدة الوطنية أنها ستكون المرحلة الأخيرة من مسلسل المراحل الانتقالية والحكومات المتعاقبة التي ستذهب بنا نحو الاستقرار عبر إجراء انتخابات قالوا إنها ستكون حرة ونزيهة، حكومة تهيئ الظروف المناسبة لإنجاح العملية الانتخابية، وتفاعل المجتمع الدولي لمخرجات حوار جنيف بمعية البعثة الأممية وكما خطط لها مركز الحوار الإنساني من خلال المشهد الدرامي للجنة الـ 75 التي أعلن فيها عن موعد الانتخابات.

وأصدر مجلس النواب في ظروف صعبة، التشريعات الانتخابية وسط نزاع حول الشرعية والاختصاص مع مجلس الدولة، وذهبت المفوضية إلى إنجاز المطلوب في وقت وجيز وجدول زمني من تسجيل الناخبين إلى استلام البطاقات إلى فتح الفروع لقبول ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية وحددت جداول زمنية لتقديم الطعون والاستئناف، وفجأة توقفت العملية المبرمجة عندما حان وقت إعلان القائمة النهائية للمترشحين للرئاسة وإلى يومنا هذا الثالث عشر من ديسمبر لم تعلن.. وبدأت تظهر تصريحات وتلميحات بحتمية التأجيل رغم أنه لم يحدث ما يمنع إجراء الانتخابات.

فما السبب إذن؟

هنا عرف الجميع أن التوقعات والتفاؤل والحماس كان مجرد عواطف وغفلة عن الواقع، ظناً أن الأمور ستسير نحو الأفضل وأن الانتقال من مرحلة العبث والفوضى قد بدأ فعلاً، لكن الواقع المعاش يدفعنا للتساؤل: هل حقا سيسمحون بتحقيق ذلك المطلب المعزز بحالة وعي شعبي شاملة.. قطعاً لا.

وأن الغرب يكذب علينا حين يقول إنه يساعد الليبيين في تحقيق الاستقرار والديمقراطية واستعادة بلدهم!!

ثم كان علينا أن نتساءل: هل فعلا هذه الطغمة الحاكمة المدعومة من الخارج والتي تعكس حقيقة السيطرة الدولية على ليبيا سوف تكون جادة وصادقة وتسمح بإجراء انتخابات وأنها سوف تسلم بإرادة الليبيين في اختيار سلطة وطنية؟ طبعا كل عاقل سيفهم أن هذا الأمر مستبعد لا يمكن حدوثه، فالانتخابات لن تجرى إلا في حالة واحدة إذا وجدت فيها تلك العصابة العميلة المهيمنة على المشهد السياسي والأمني أن النتائج ستكون لمصلحتها ومن خلالها يحققون سيطرتهم ويحصلون على مشروعية.

وبما أن حكومة ونظام الوصاية المسيطر هو نتاج التدخل العسكري، فلا يمكن أن تعاد في هذه الحالة السلطة والإرادة والقرار للشعب، إلى وقت قريب ما زالوا مستمرين في تصفية العناصر الوطنية بالداخل أو الذين عادوا من المهجر وجريمة اغتيال الشاب هيثم السويح خير شاهد على ذلك، فهل نتوقع من هؤلاء أن يسمحوا بعملية ديمقراطية تقصيهم من المشهد ليفسحوا المجال لتتحقق إرادة الليبيين في استعادة وطنهم من مخالب الأجنبي وعبث العملاء؟ هدفهم الحيلولة دون نجاح أي شخصية غير موالية للمشروع التآمري على ليبيا.

ولكن هذه ليست النهاية، بل ستكون الدافع الأكثر تشجيعا على استمرار الكفاح الوطني السلمي السياسي والإعلامي المنظم لشعبنا وقواه الوطنية من أجل تحرير الإرادة والقرار الوطني ليعود لكل الليبيين حقهم في تقرير المصير.

بعد ان تناولنا موضوع إرادة الليبيين في الميزان يمكنك قراءة ايضا

د. مصطفى الزائدي يكتب.. إلى الأمام.. «في الانتخابات والاستقرار»

محمد فتحي الشريف يكتب.. «التخلص من الإخوان = حل أزمة ليبيا»

ويمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى