إدريس إحميد يكتب.. تشاد والتحولات الجديدة
كانت تشاد إحدى مستعمرات فرنسا في فترة الاستعمار الأوروبي في إفريقيا. تم ضمها إلى مستعمرة “السودان الفرنسي” (التي تشمل الآن أجزاء من مالي والنيجر وغيرها) في أواخر القرن التاسع عشر.
الاستعمار الفرنسي لتشاد:
البداية: في عام 1900، أصبحت تشاد جزءًا من ما كان يُعرف بمنطقة “السنغال النيجر”، وهي مستعمرة فرنسية واسعة تضم عدة مناطق في غرب ووسط إفريقيا. في البداية، كانت الأراضي الشاسعة من تشاد تحت سيطرة مستعمرة “السودان الفرنسي” قبل أن تصبح جزءًا من “أفريقيا الاستوائية الفرنسية” في 1910.
الإدارة الفرنسية: تحت الحكم الاستعماري الفرنسي، خضعت تشاد لسيطرة صارمة، حيث عملت فرنسا على استغلال مواردها الطبيعية، بما في ذلك الأراضي الزراعية والمياه. كما استُخدمت البلاد كقاعدة لاحتلال المناطق المجاورة مثل جنوب ليبيا والسودان.
الاستغلال الاقتصادي كان الاستعمار الفرنسي يركز على استغلال موارد تشاد الاقتصادية بشكل رئيسي في الزراعة، بما في ذلك زراعة القطن والمزروعات الأخرى التي كانت تصدر إلى فرنسا. بالإضافة إلى ذلك، سعت فرنسا إلى استغلال المواد الخام في الأراضي التشادية.
الاحتجاجات والمقاومة: شهدت تشاد عدة محاولات للمقاومة ضد الحكم الاستعماري الفرنسي، لكن هذه المحاولات كانت غالبًا محدودة وباءت بالفشل بسبب التفوق العسكري الفرنسي. من بين الشخصيات التي قاومت الاستعمار في تشاد كان “رائد أومار” الذي قاد مقاومة ضد الفرنسيين في بداية القرن العشرين.
في 11 أغسطس 1960، حصلت تشاد على استقلالها عن فرنسا بعد سنوات من الضغط الشعبي والأفريقي من أجل التحرر من الاستعمار. تولى فرانسوا تومبالباي رئاسة الحكومة بعد الاستقلال، إلا أن البلاد شهدت بعد الاستقلال فترات من الاضطرابات السياسية والصراعات الداخلية.
لا يزال التأثير الفرنسي في تشاد واضحًا حتى اليوم في العديد من المجالات مثل اللغة، التعليم، والاقتصاد، حيث ما تزال تشاد تعتمد على فرنسا في عدة مجالات سياسية واقتصادية.
إلغاء تشاد لاتفاقية الدفاع المشترك مع فرنسا
فيما يحمل العديد من الدلالات السياسية والاستراتيجية. الاتفاقية التي كانت قائمة بين البلدين منذ عام 1976 كانت تضمن التعاون العسكري والأمني، وكانت تعتبر فرنسا شريكًا رئيسيًا في حفظ الأمن في تشاد، خاصة في مواجهة التهديدات من الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل.
لقد زادت الانتقادات الشعبية ضد الوجود الفرنسي في السنوات الأخيرة، زادت الحركات المناهضة للوجود الفرنسي في منطقة الساحل ووسط أفريقيا بشكل عام. في تشاد، كانت هناك احتجاجات ضد النفوذ الفرنسي في السياسة المحلية، حيث يعتبر الكثيرون أن فرنسا تستغل الوضع الأمني في المنطقة لتدعيم مصالحها الخاصة.
التغيرات في الاستراتيجية الفرنسية خلال السنوات الأخيرة، بدأت فرنسا في تعديل استراتيجيتها في منطقة الساحل، بما في ذلك تقليص وجودها العسكري في بعض الدول، مع التركيز على تعزيز التعاون العسكري عبر تحالفات إقليمية مثل مجموعة “الغانو” التي تضم عدة دول في منطقة الساحل.
محاولات الرئيس محمد ديبي تنفيذ استراتيجية نحو الاستقلال الوطني ، من خلال إجراءات داخلية في نظام الحكم نحو نظام دستوري ، بمشاركة مختلف التيارات والأحزاب السياسية ، وإنهاء السيطرة القبلية المتجدرة في المجتمع التشادي ..
خارجيا ..
تعزيز استقلال القرار الوطني من التبعية من الارث الاستعماري الفرنسي وسيطرته على الاقتصادي والثقافة، وتمشيا مع الرفض الشعبي لفرنسا بسبب سياستها، كما حدث في الدول الافريقية التي أخرجت الفرنسية ،
في ظل تنافس الدول الكبرى على كسب ود الدول الافريقية ، من خلال تقديم اغراءات اقتصادية ، كصين وروسيا الاتحادية ، هذه الدول التي تراعى خصوصية الدول الافريقية السياسية والمجتمعية .
قرار تشاد قد يعكس رغبة في تحسين سيادتها العسكرية والاستقلالية السياسية، بينما يشير إلى تحول في علاقاتها مع فرنسا، وقد يكون له تداعيات على الاستقرار الأمني في المنطقة في المستقبل.
قرار تشاد قد يعكس رغبة في تحسين سيادتها العسكرية والاستقلالية السياسية، بينما يشير إلى تحول في علاقاتها مع فرنسا، وقد يكون له تداعيات على الاستقرار الأمني في المنطقة في المستقبل