باحث في الشأن الليبي: أمريكا تواجه روسيا في ليبيا عبر استراتيجية أمنتوم…
قال الباحث السياسي أحمد عرابي إن موقع أفريكا إنتيلجنس الفرنسي كشف عن إطلاق الولايات المتحدة الأمريكية مخططًا جديدًا لنزع سلاح الجماعات المسلحة النشطة خارج إطار الدولة عبر الشركة الأميركية “تشيمونكس إنترناشيونال” والتي خصصت مبلغًا مقدراً بقيمة خمسة عشر مليون دولار لتحقيق هذا الهدف، كما عادت خطة نزع السلاح وحل وإعادة دمج المجموعات المسلحة التي تعمل في دولة ليبيا مرة أخرى إلى ساحة النقاش بواشنطن والتي سبق أن طرحتها الولايات المتحدة عدة مرات طبقاً لأفريكا إنتيلجنس.
اقرأ أيضا: ليبيا في أسبوع.. حفتر وصالح يتفقدان مشروعات درنة وباتيلي يطالب بالاستفتاء على الدستور
هذا فيما قد عُقِد أول اجتماع لمناقشة نزع سلاح الجماعات المسلحة في منتصف شهر نوفمبر الماضي في العاصمة التونسية على هامش اجتماع لمجموعة العمل الأمني المنبثقة عن عملية برلين ، وركزت واشنطن على ضرورة انسحاب مجموعة الفاغنر العسكرية الروسية باعتبارها هدفًا أوليًا من نزع السلاح، خاصة بعد دعم الفاغنر لمعسكر الشرق والجنوب، وانتشارها في مناطق شرق، وجنوب ليبيا كاملة، هذا ما يجعل الأميركيبن يتخوفون من مجموعة فاغنر الروسية بشكل جدي، وهي أحد الأسباب وراء الزيارة المفاجئة لمدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، العام الماضي إلى ليبيا.
عرابي أوضح إنه وفي بداية نهاية العام الماضي 2023 دعا الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا “عبدالله باتيلي”، إلى ضرورة نزع من المناطق المكتظة بالسكان من السلاح بهدف تعزيز التماسك الاجتماعي والسلم والاستقرار في ليبيا وفي المنطقة بشكل عام في البلاد، فيما عقدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أخيرًا لقاء في تونس ضم فريق العمل المعني بنزع السلاح وإعادة الإدماج للمسلحين بمشاركة فاعلة من مسؤولين ليبيين رئيسيين من شرق وغرب ليبيا.
هذا بدوره أكده موقع أفريكا إنتلجنس الفرنسي، مشيراً إلى معلومات عن وصول عناصر من الشركة الأمنية الأميركية “أمنتوم” إلى ليبيا بموجب اتفاق بينها وبين رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبد الحميد الدبيبة لتدريب عدة مجموعات مسلحة في العاصمة الليبية طرابلس، كما إن أفراد الشركة الأمريكية سيتولون مهام تدريب أعضاء من عدد ثلاثة ألوية مسلحة هي كلاً من اللواء 444 بقيادة محمود حمزة، و اللواء 111 بقيادة عبدالسلام الزوبي، و اللواء 166 بقيادة محمد الحصان كما جرى تنسيق جهود التدريب بين أمنتوم و وزارة الخارجية الأميركية، بهدف توحيد هذه التشكيلات المسلحة المختلفة في ليبيا وتكليفها بتأمين الحدود البرية والبحرية وعمليات نزع السلاح في حين لا يتم تنفيذ هذا التدريب تحت رعاية القيادة الأميركية في أفريقيا قوات الأفريكوم وفق إنتلجنس .
الباحث السياسي أحمد عرابي أوضح إن الموقع الفرنسي قد أشار إلى هذه الخطوة التي تأتي لإضفاء الطابع المهني على التشكيلات المسلحة مع خارطة طريق الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعطي الأولوية لنزع سلاح الجماعات المسلحة وتسريحها وإعادة إدماجها حيث أعادت واشنطن إطلاق برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في نهاية العام الماضي 2023 ، ووفق التقرير ذاته، فإنه على الرغم من أن المقصود من وجود هؤلاء المدربين هو أن يكون هذا التدريب مبادرة خاصة، إلا أنه سيكون من الصعب على الشركة الأمريكية العمل على الأرض دون ضوء أخضر من واشنطن، نظرا لقربها من وزارة الخارجية هناك.
عرابي قال إن الدبلوماسيون الأميركيون أيضا يشجعون المحادثات بين الأطراف الليبية لدمج مختلف القوات في هيكل مشترك مع قوات الليبيبة المسلحة بقيادة المشير خليفة حفتر، حيث بدأت المحادثات حول هذا الموضوع باجتماع مفاجئ بين قادة الجماعات المسلحة من المنطقة الغربيىة وأعضاء الدائرة الداخلية للقيادة الجيش الليبي في المنقطة الشرقية وهذ في فندق ريكسوس في العاصمة طرابلس في مارس من العام الماضي ، بحسب التقرير الفرنسي.
الباحث السياسي أوضح إن الأميركيين باتوا يتخوّفون من قوات الفاغنر بشكل جدي بعد معارك سوليدار شرق أوكرانيا، التي انتهت بسيطرة روسيا على البلدة، وهذا ما اعتبرته السبب الرئيسي وراء رغبة الغرب في إلحاق الضرر بهذه الشركة العسكرية الخاصة فيما كثف الأميركيون الحملة باستخدام منظمات حقوق الإنسان التي تتهم مقاتلي الفاغنر بأعمال إرهابية وتعذيب مدنيين، ونقلاً عن تصريح لمنسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض” جون كيربي” قال فيه إن واشنطن تتخذ خطوات إضافية لمنع الشركة العسكرية الخاصة لقوات الفاغنر الروسية من الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية ومصنعي الأسلحة فيما تدرس إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” تصنيف هذه الشركة الروسية كمنظمة إرهابية أجنبية.
هذا فيما يُصرُ باتيلي على ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي بين مجموعة الـخمسة كما سماها، وهو أمرٌ يراه نائب رئيس المجلس الرئاسي موسى الكوني شديد الصعوبة، لأن من المستبعد أن يتفق النقائض . ولئن اتفق خطاب الأمريكيين وخطاب الروس، في التصريحات الرسمية، على ضرورة الحل السياسي، فإنهم غير قادرين على فرضه على أرض الواقع. وهذا ما يُفسر الدعم الأمريكي القوي للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبدالله باتيلي، وسعي روسيا في الضفة الأخرى، إلى تعزيز دائرة تأثيرها، السياسية والعسكرية والاقتصادية في ليبيا ويبقى أن بوصلة القوتين الدوليتين الفاعلتين على الأرض في ليبيا، روسيا وأمريكا، لا تُحركها سوى مطامع استثمار الموقع الاستراتيجي لليبيا الممتدة بين ساحل البحر الأبيض المتوسط والصحراء الكبرى، وما يحويه باطنه من ثروات طبيعية ليس أقلها النفط والغاز والمعادن الثمينة في البلاد.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب