في إفريقيا… شعوب تواجه أشباح الجوع والجفاف
"أزمة نقص الغذاء تتعاظم في القارة الإفريقية عبر سنوات دون حلول حاسمة"
القاهرة_ رامي زهدي خبير الشؤون الإفريقية، عضو الهيئة الإستشارية ورئيس وحدة الدراسات الإفريقية بمركز العرب للأبحاث والدراسات
القارة التي لايجب ان تجوع او تعطش، تعاني… تجوع… تعطش.. ولا تجد العلاج او الكساء، ظروف صعبة متشابكة تواجه القارة الإفريقية عبر عقود طويلة دون حلول حاسمة أو ناجزة، الأمر يتحول من صعب إلي أصعب عبر ظروف غير مواتية علي الإطلاق.
إفريقيا بقوة بشرية عظيمة، تتجاوز 1.4 مليار نسمة، تمثل نسبة 39٪ من سكان العالم، بمساحة اجمالية 30.8 مليون كيلومتر مربع، 35٪ من هذه المساحة مؤهلة للزراعة، الا ان المساحات المزروعة والمنتجة فعليا لاتتجاوز 7٪، علما بأن ليس كل مايزرع يؤكل، بالتوازي يعاني اكثر من 350 مليون شخص من الجوع وسوء التغذية والجفاف، ونسبة 50٪ علي الاقل من هذا الرقم من الأطفال والنساء، ولا يوجد حد جغرافي او سكاني للأزمة التي تجتاح القارة من الشرق الي الغرب ومن الشمال والوسط الي الجنوب، عبر عهود طويلة تفاقمت فيها أزمات الغذاء والجفاف في القارة وأصبح الأمن الغذائي والمائي الي جانب الأمن الطاقي في موضع مؤثر صعب ومعوق لجهود التنمية المستهدفة بل معوق لإستمرار الحياة ذاتها في بعض النطاقات الجغرافية في القارة، لكن الظروف الغير اعتيادية التي تواجه العالم الأن سواء تبعات أزمة كورونا ثم الصراع الدولي والمتمثل في أكثر صوره وضوحاََ الحرب الروسية الأوروبية وأيضا الآثار السيئة للتغيرات المناخية كل ذلك أثر كثيرا علي تعميق أزمة الغذاء في القارة الإفريقية.
عدد كبير من دول القارة تعاني إما نقص في الغذاء، أو ندرة في وجوده من الأساس أو سوء في نوع وجودة ومدي توافر وإتاحة الغذاء، وكانت الدول الأكثر معاناة الصومال، النيجر، جنوب السودان، مالي، بوركينافاسو، إثيوبيا، غينيا
بينما يبدو أن الظروف في أفريقيا غير مثالية لإنتاج القمح والحبوب الأخرى لإنتاج الخبز، هو اساس مبدئي للغذاء وتعتمد معظم الدول علي استيراد القمح من الخارج من دول في مقدمتها روسيا وأوكرانيا وكلاهما في صراع عسكري الأن أثر ذلك علي حركة الإمداد والتزود بالغذاء لمعظم الدول الإفريقية المستوردة للحبوب
“أزمة الغذاء والجفاف من حيث الأقاليم الجغرافية”
أولا: شرق القارة: يعاني أكثر من 60 مليون شخص من نقص الغذاء في منطقة الشرق الإفريقي الغني بالموارد الطبيعية، الا ان الصراعات، غياب الأمن، إنتشار الإرهاب، الجريمة والجريمة المنظمة، آثار التغيرات المناخية، نقص النقد الاجنبي وضعف البنية الإقتصادية كلها أسباب جعلت الشرق الإفريقي في مقدمة نقاط العجز الغذائي الحرجة في القارة الإفريقية، جنوب السودان، الصومال، إثيوبيا دول تعاني بشكل دائم او متقطع ولكن متكرر من أزمات غذائية معقدة.
ثانيا: جنوب القارة: تعاني دول زيمبابوي، مالاوي، موزمبيق دول تعاني من ظروف مدارية مناخية أثرت بشدة علي توافر الكميات الكافية من الغذاء لمواطني هذه الدول.
ثالثا: غرب القارة: يتجاوز عدد الجوعي في غرب القارة حاجز 150 مليون شخص، مالي في مقدمة الدول التي تعاني من ازمات الغذاء الي جانب أزمة عدم توافر الأمن وإنتشار الجماعات الإرهابية، ثم بوركينافاسو، حتي نيجيريا وهي أغني دولة إفريقية تنتشر في بعض اقاليمها جفاف موحش وأزمة غذاء واضحة المعالم.
“لماذا تجوع قارة تتوافر فيها كل عوامل الزراعة وإنتاج الغذاء..؟”
بسبب ظروف مناخية صعبة، بنية تحتية ضعيفة، زراعة تقليدية، آفات زراعية وأمراض منتشرة تصيب المحاصيل والماشية، بالإضافة الي شح المياه والجفاف او تراجع جودة المياه الي جانب ظروف سياسية وصراعات عالمية أثرت علي سلاسل الإمداد الغذائية وتوريد احتياجات الدول بالإضافة لإرتفاع أسعار المنتجات وتكاليف الشحن والنقل، الأمطار المدمرة والفيضانات المتوحشة تدمر الكثير من القدر البسيط من الزراعات التقليدية وبالتالي تتحول منحة الأمطار الي محنة وأزمة في حد ذاتها، بالإضافة للصراعات والحروب وإنتشار الإرهاب.
“تبعات أزمة الغذاء والجفاف”
– أزمات صحية وإنتشار للأمراض والوفاة نتيجة نقص الغذاء.
– ضعف القدرة الإنتاجية للأشخاص والمجموعات وتأثر كل الأنشطة الإقتصادية والمجتمعية والأمنية والدفاعية تأثر سيئ بأزمة الغذاء.
– أزمات النزوح وتغيير ديمغرافية السكان.
– أزمات الأمراض المجتمعية والنفسية التي يمكن ان تسببها أزمة عدم توافر الغذاء.
– تنمية الصراعات القبلية والدولية والعنصرية دفاعاََ او إستهدافاََ لأماكن وفرة الغذاء والماء.
“حلول مقترحة لمواجهة الأزمة”
– دعم سلال الإمداد والتموين الإفريقية الإفريقية خاصة سلال الإمداد والتموين الغذائية.
– تطوير آليات العمل وأنظمة الزراعة في القارة الإفريقية ونقل الخبرات بين الدول بعضها البعض.
– دعم حركة المنتجات الغذائية سواء نهائية الصنع او المنتجات الوسيطة وتقليل الحواجز الجمركية بين الدول الإفريقية.
– العمل علي إحلال الأمن والسلم في مناطق الصراع.
– تقديم المزيد من اوجه الدعم من الدول الكبري للدول الإفريقية الأكثر احتياجاََ.
– وضع خطة استراتيچية متوسطة وطويلة الأجل لحلول حاسمة لعلاج الفجوة مابين الإنتاج والإستهلاك وكذلك معدلات الإستيراد.
– العمل علي حل مشكلات النقل والتوزيع، وتطوير الموانئ ومحاور الربط النهري والبحري عبر مراكز لوچيسيتية تسمح بتخزين وتدوال الغذاء مابين دول الوفرة ودول النقص في الغذاء.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب
مصادر:
Horn of Africa Hunger crisis, the Center for Disaster Philanthropy, 6th September 2022, accessed on 9th September 2022, available at: https://cutt.us/KMgIu
Food Security Monitor: Africa Food Trade and Resilience Initiative, Alliance for a Green Revolution in Africa, Edition 27, July 2022, p.10, available at : https://cutt.us/Qlc9U
Ibid.
Food Security Monitor: Africa Food Trade and Resilience Initiative, Alliance for a Green Revolution in Africa, Edition 25, May 2022, p.7, available at: https://cutt.us/uAQvp